تظل العلاقات بين دول الخليج العربية ذات خصوصية متميزة، اذ تعكس بصدق الرابطة العضوية لدول وشعب المنطقة كأقليم متجانس اجتماعياً وسياسياً وجغرافياً تعززه اواصر الدين الواحد واللغة والقرابة والتشابك في المصالح، ولهذا فقد تميز مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ انشائه قبل اكثر من ثمانية عشر عاماً بالنجاح منذ لحظة اعلانه، لامتلاكه مقومات التفوق والبقاء، وهو ما اهله لتحقيق واحدة من افضل مسيرات التوحد والتفاهم في التاريخ العربي الحديث.
من هذا المنطلق وضمن هذا السياق ننظر ونقيم الزيارات التي يقوم بها قادة وكبار المسؤولين في دول مجلس التعاون لبلدانهم والتي هي بمثابة تنقل بين وحدات البيت الواحد، والتي ترفد دائماً مسيرة التعاون والبناء التي يشهدها الاقليم الخليجي المتعززة باضطراد ومنذ انشاء مجلس التعاون.
وان شهدت دول المجلس خلافات في وجهات النظر بين الفينة والاخرى، فان ذلك يعد شيئا طبيعيا كخلاف ابناء البيت الواحد الذي هو خلاف لا يتعدى تعدد الاجتهادات سعياً للأفضل وهكذا هي الخلافات الوقتية التي تنشأ بين دول مجلس التعاون التي سرعان ما تزول حين التوصل الى النتيجة الافضل والتي تزيل كل شوائب ما اختلف عليه، ومرد هذا يعود الى صلابة العلاقات المتميزة بين أهل الخليج وهو ما عهدناه جميعاً ويعرفه الجميع حتى قبل قيام مجلس التعاون.
والملاحظة الجديرة بالذكر هي انه عقب اي خلاف وقتي تتعزز العلاقات اكثر وترفد بعناصر اضافية تزيد تلك العلاقات قوة اكثر وتجعلها اكثر حميمية.
ضمن هذا النطاق ينظر اهل الخليج لجولة سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز لدول الخليج العربية التي بدأت بدولة الامارات العربية المتحدة وتشمل دولة قطر والبحرين والكويت وهي زيارات كماوصفها سموه، زيارات ابن لأهله واخ لاخوانه، هدفها تعزيز وتقوية مسيرة مجلس التعاون ورفدها بعناصر قوة وتعزيز العلاقات بين دول المجلس، وكلها اضافات وفوائد لأهل الخليج جميعاً الذين يعدون مجلس التعاون لدول الخليج العربية -وهم علىحق في ذلك- هدفا استراتيجياً سامياً انشىء ليبقى وخيارا لا تراجع عنه، يتقوى ويتعزز بمزيد من العلاقات واللقاءات المباشرة بين قياداته التي تسعى دائماً لخير أهل الخليج جميعاً.