رياض الفكر كوسوفا,, القصة والحقيقة سلمان بن محمد العُمري |
تقع كوسوفا في قلب منطقة البلقان، ويقطنها شعب مسلم من أصل ألباني، وحقوقها الجغرافية والتاريخية يعرفها القاصي والداني، ومن يريد المزيد فهناك آلاف الوثائق التي نشرت وتنشر يوميا حول هذا الموضوع، إن عالمنا يعيش في نهاية القرن العشرين، وهو يعبر منعطفا خطيرا وتحولات جذرية تحاول صنع عالم جديد، ونظام يغير ما اعتدنا على الحياة في ظلاله لفترات طويلة.
ومن بين التبدلات التي نشهدها زيادة هامش الحرية والتعبير للإنسان بدرجات متفاوتة من بلد لآخر، إما بحسن نية او تحت ضغوط معينة.
لقد عاشت كوسوفا تحت نير انظمة ظالمة لفترات طويلة من تاريخها، وبعد جهد جهيد حصلت على بعض الحقوق التي مثلت متنفسا بسيطا لأبنائها، ورغم انه من المفترض ان تزداد تلك الحقوق والمكاسب بمرور الوقت وفي ظل النظام العالمي الجديد، إلا أنه حصل العكس: فقد بقيت (صربيا) دولة تعيش في ركام الماضي، لا بل تتشبث به، وتحاول إقناع نفسها وشعبها بخصوصيات كاذبة، وانطلقت بعنصرية - لم يشهد التاريخ مثيلا لها - تقمع، وتبطش، وتضرب ذات اليمين وذات الشمال، تتمرد على العالم بأسره، فكانت البداية ما شاهدناه في البوسنة والهرسك من مجازر وحشية يخجل التاريخ البشري منها الى يوم القيامة، من أعمال اغتصاب، وانتهاك للاعراض والاموال والممتلكات، ومن ثم تحولت الطاحونة الفاحشة صوب كوسوفا، لتذيق اهلها الويلات والنكبات، ولتشردهم على مرأى العالم، ولتقتلهم أمام انظار الجميع، وهكذا تم خلق أبشع جريمة يشهدها البشر في تاريخهم، لقد سكت العالم عن الجرائم لفترات طويلة، ونظام الصرب لا يكتفي، بل يعمل المزيد حتى وصلت الامور لدرجة لم يعد يحتملها انسان، فتداعت الأمم للدفاع عن بعض قيمها، وبدأت (حرب) تحاول ارجاع الصرب لصوابهم - هذا إذا كان لديهم صواب - ولم يجلب احد لهم الكوارث، بل هم عملوا جهدهم لاستجلابها، فقد كانوا وحوشا خرجت من الغابة لا تعرف الا الشر، تهيم على وجهها تأكل ما يصادفها,!!
أمام هذا الواقع أين نقع نحن؟ فالألبان مسلمون، وواجب الإنسانية والدين والتاريخ والروابط للمشتركة علينا كبير، ومن هذا المنطلق - الذي لا تحيد عنه بلادنا الغالية، (المملكة العربية السعودية) ارض الحرمين الشريفين، ومبعث الرسالة، دولة الخير والسلام,, وطناً ودولة وقيادة وشعبا - كانت كوسوفا في قلوبنا وعقولنا، فسخرت وسائل الاعلام لنصرة القضية العادلة، وجندت الطاقات لخدمة الابناء الذين تعرضوا لنكبات الزمان، وبنيت الجسور الجوية لدعم من ظلمهم عالم اليوم، وهب الجميع لتقديم المساعدات بأنواعها المختلفة، وبنيت المخيمات لاستقبال اللاجئين الذين قارب عددهم المليون، وتمت إقامة المستشفيات الميدانية، وذهبت الفرق الطبية لتضميد جراح الإخوة، وامتد الجسر الجوي ينقل المعونات المادية والمعنوية والغذاء والكساء والدواء وغير ذلك، لقد كان ما قامت به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله ورعاهم - نبراسا للجميع، وهم لا يريدون مديحا ولا ثناء من احد، بل يبتغون الاجر والمثوبة من رب العالمين، وهذا يأتي انطلاقا من رسالة المملكة الخالدة، ودستورها القويم الذي يؤكد على مؤازرتهم ومساندتهم للمسلمين في كل مكان,,
اسأل الله العلي القدير ان يجزي ولاة امرنا خير الجزاء على ما يقدمونه ويبذلونه في سبيل الإسلام والمسلمين، وان يجعل ذلك في موازين أعمالهم، ويثيبهم على ذلك، إنه سميع مجيب.
|
|
|