بعد اقل من ستة اشهر سوف يطل على العالم قرن ميلادي جديد حيث سنودع القرن العشرين بايجابياته وسلبياته ونستقبل القرن الحادي والعشرين.
والقرن الميلادي القادم او الألفية الثالثة بدأت منذ الآن تعرف بألفية المعلومات او قرن المعلومات واذا كانت القرون السابقة قد شهدت الثورة الزراعية والثورة الصناعية فان القرن القادم هو قرن ثورة الاتصالات والمعلومات حيث تحول العالم فعلاً الى قرية كونية.
مع الوجه المشرق للقرن القادم الا ان هناك صعوبات ومشاكل وتحديات ستعيش معها الأجيال المعاصرة للألفية الثالثة ولعلنا في هذه الكلمات المعدودة وعلى مدى حلقات منها نلقي الضوء على بعض تحديات الالفية الثالثة ومشاكلها ويقف على قمة هذه المشاكل والازمات: ازمة شح المياه ونقصها وما سيترتب على هذه الأزمة من حروب سوف تعرف بحروب المياه ومن مشاكل في الغذاء والزراعة والانتاج الحيواني والزراعي.
وازمة نقص المياه سوف تواجه اجيال القرن القادم رغم المؤتمرات والندوات التي تعقد منذ وقت ليس بالقصير لمناقشتها ووضع الحلول لها، وسوف يشمل النقص في المياه السطحية كالانهار والجوفية كالآبار.
ويصور منذ منتصف العقد الاخير من قرننا الحالي العديد من الدراسات والبحوث والتقارير حول هذه الازمة وطرق مواجهتها بل لقد ناقشت بعض هذه الدراسات والبحوث عمليات توزيع الموارد المائية بين مناطق الدولة الواحدة وبين مدنها وكذلك دول المنطقة الواحدة وكيفية الاستفادة من الاحواض المائية ومشاكل سرقة المياه والاستيلاء عليها.
ويتحدث الخبراء وبشكل مسهب عن التأثيرات العكسية لشح المياه ونقصها على الاجيال القادمة واثر ذلك على التنمية والزراعة والغذاء,, كما تحدث الخبراء عن اسعار المياه والارتفاع المتوقع لها في القرن القادم وكيف انها قد تصل الى ارتفاع خيالي يفوق سعر بعض السلع النادرة كما اشار هؤلاء الخبراء الى حروب بين بعض الدول وذلك ليس بسبب الحدود بل بسبب المياه وهذه الحروب سوف تشمل دولاً ينظر اليها حالياً بأنها متقدمة وسوف تتحول العديد من الدول التي ينظر اليها اليوم بأنها دول تتوفر فيها مصادر المياه الى دول تعتمد كثيراً على المياه البحرية المحلاة مثل بريطانيا التي تفكر في القرن الجديد بانشاء محطات تحلية لمياه البحر للاستفادة منها في الشرب وفي الري.
ولقد بدأت مع السنوات الأخيرة في العقد الأخير من القرن الحالي حملات ترشيد استخدام المياه على المستوى الدولي بل وفي الكثير من الدول كما بدأت مصانع انتاج ادوات السباكة في انتاج اجهزة وآلات تساعد على الترشيد في استخدام المياه كما تقوم بتنقية المياه المستخدمة لاعادة استخدامها في ري المزروعات.
إن أزمة المياه هي واحدة من أهم ازمات الألفية الثالثة والتي ندعو الله ان يوفق احفادنا على مواجهتها والتصدي لها بأساليب علمية وعملية فعالة.
د, محمد بن سليمان الأحمد