أثناء قراءتي المستفيضة للكتاب الشعبي الدرر الممتاز من الشعر النبطي والالغاز من جمع واعداد: محمد بن ابراهيم الهطلاني احببت ان اقف مع بعض الالمعيات من عيون الشعر الشعبي المليح، هذه الألمعيات تعتبر من افضل واندر ما قاله شعراء المليح، بكل ما اتوه من فصيح البيان وبلاغة الكلمة واجازة اللفظ، هذه الالمعيات جاءت في مضمون قصائدهم تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل لأنها لم تأت من فراغ بل جاءت عن تجربة صادقة تلك الالمعيات القادمة يتخللها وقفات نادرة من الشعر العربي الفصيح,.
والآن مع وقفات ديوان الدرر الممتاز من الشعر النبطي والألغاز :
الوقفة الأولى أمنية
لذلك كله يقول شاعر المليح: رميزان بن غشام:
ليت الذي حدر الثرى فوق الثرى وليت الذي فوق الثرى في لحودها |
وقال الشاعر صالح السعيد:
ألا ليت من حدر الثرى ظاهر الثرى على ضهرها، واللي عليها رموسها |
وقال مبارك بن امويم الدوسري:
ليت الذي تحت الثرى ظاهر الثرى وليت الذي فوق الثرى بقبور |
أقوال الشعراء رميزان والسعيد والدوسري فيها إشارة الى
الوقفة الثانية الحب
الحب هبة الله للنفس المؤمنة الصادقة يستحق ان يُضحى من اجله، وإذا كان الحب مجردا من اي هوى آخر ففيه جلاء للروح وسمو بالنفس يعتز به، ويتفانى فيه الوفاء، وفي فلسفة الانسانية بانه لو لا الحب لأظلم الكون:
لذلك كله هناك الكثير من الشعراء يحاول بكل ما أوتي من الفصاحة والبلاغة ان يوضح لمحبوبه المكانة الحقيقية التي يضمرها له في صدره.
الوقفة الثالثة: من المستحيلات
يقول الشاعر الشعبي: عامر السمين:
محال إني اصافي غير صافي ولا أسمح بالوداد لغير وافي ولا أعطي زمام عقلي لجاهل ولا ألجى لجال جانب كل جافي ولا اصافي عدو كد جفاني ولو صافيت ما قلبي يصافي |
الوقفة الرابعة أمنية
يقول الشاعر الشعبي: جديع بن سويدان العنزي، راثيا زوجته:
يا ليت كفي حدر خده عن الطين والكف الآخر فوق صافي جبينه ويا ليت يومي قبل يومه بيومين وليت المرض من بيننا قاسمينه |
الوقفة الخامسة: الموت
الموت يقطع حبال الألفة الممتعة الشيقة بين الزوجين والصديقين والحبيبن، وحياتنا وان طال بها الزمن فما هي إلا موت بطيء يهدم عمرنا بذهاب كل ليلة,.
ومصداقا لذلك كله يقول شاعر المليح: صالح البطحي:
الموت ما يترك ضعيف وقويين حتى نبي الله رحل والصحابة والموت يأخذ من رجال مسنين ويأخذ صغيرٍ ما اهتنى في شبابه والموت حاصلٍ لو حلالك ملايين والا ضعيفٍ ساكنٍ في خرابه احدٍ يجيه الموت بين المصلين وأحدٍ يشيله مغرم بالربابه واحدٍ حصات موتتة تسعد العين واحدٍ فقيده، صالح، واسفابه |
الوقفة السادسة غزليات
يقول الشاعر الشعبي رميزان مخاطباً جبر بن سيار:
يا جبر جاني بالصدود وعافني من عقب ما هو لي مود مقبلي نسى الجميل وخان بي صويجي وان شافني بالسوق دلا يعجلي وان قلت له ويش السبب في ذا الجفا كثر أعذاره قال: خايف من هلي يا جبر يوم الولف ما حاذر هله والى تباطا جيتي له دزلي يا جبر ما تسعى بصلح بيننا حتى تنول الخير وانت محللي يا جبر ما شفت عيوني مثلها مصيونة ما وقفت في محفلي |
الى أن قال:
يا جبر حبه في ضميري عاقني كد حط في رجلي حديد مقفلي الوقفة السابعة شتان ما بينهما |
يقول الشاعر الشعبي: الهذية بن شيبان الدوسري:
أحدٍ الى مات ما ينفقد موته يدفن ويمسون ربعه نومهم هاني واحد اذا مات ياوسع فرجته تسهر عيون وهي من فقده أحزاني |
اختيار/ مشبب سابر السابر
وادي الدواسر - اللدام