بعد شهور عديدة من اطلاقه الوعود السياسية بالسعي لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، والانسحاب من جنوب لبنان خلال عام واحد بعد تسلمه رئاسة الحكومة، والتفاوض مع سوريا حول الانسحاب من الجولان، أصبح ايهود باراك زعيم حزب العمل الإسرائيلي رئيساً لوزراء اسرائيل ووزيراً للدفاع اعتباراً من أمس.
وهكذا حان وقت الوفاء بالوعود.
ومايهمنا كعرب من جملة وعوده:
أولاً: اعلانه ان حكومة اسرائيل واحدة التي قضى قرابة خمسين يوماً في مشاورات مع جميع احزاب اسرائيل الممثلة في الكنيست، لتكون حكومة سلام .
وقد تسنى له تشكيل الائتلاف الحكومي الذي سعى له من أجل تنفيذ سياسته المعلنة لتحقيق السلام، ويهمنا ان يبدأ تنفيذ هذه السياسة.
ثانياً: من المستحيل - عملياً - ان يستطيع باراك تنفيذ أي خطوة من خطواته السياسية من أجل السلام مالم يبدأ بتعهده الذي قطعه على نفسه بوقف النشاط الاستيطاني وتحويل الأموال التي خصصتها حكومة سلفه بنيامين نتنياهو للتوسع في المستوطنات الى مشاريع التعليم والصحة للجميع كما وعد بذلك.
فوقف النشاط الاستيطاني هو الخطوة العملية الأولى التي تبرر للعرب وضع ثقتهم كاملة فيه وفي أنه بصدد الوفاء حقاً بما أعلنه من سياسة السلام.
ثالثاً: الدخول مع السلطة الفلسطينية في مفاوضات تهدف للوفاء بالاستحقاقات التي تنكر لها سلفه نتنياهو، قبل الدخول في مفاوضات المرحلة النهائية التي تدخل من ضمنها قضية القدس المحتلة وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم أو تعويض مَن طلب منهم التعويض عن ممتلكاته التي صودرت عند اغتصاب فلسطين عام 1948م.
رابعاً: الوفاء بوعد الانسحاب من جنوب لبنان وذلك باتخاذ الخطوة اللازمة لذلك وهي تنفيذ القرار الذي اصدره مجلس الأمن برقم 425 الذي يقضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان دون أية قيود أو شروط تتعارض مع احكام هذا القرار.
خامساً: القبول باستئناف المفاوضات في المسار السوري/ اللبناني من النقطة التي توقفت عندها قبل ثلاث سنوات مضت، تقديراً لإعلان سوريا عن قبولها بمبدأ الأرض مقابل السلام وهو مايعني ان الانسحاب الإسرائيلي من الجولان بالكامل يعني - تلقائياً - بدء مرحلة السلام السوري/ الإسرائيلي.
سادساً: التعبير عن حسن النية تجاه الدول العربية بإعلان قبول اسرائيل بقيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المنشآت النووية الإسرائيلية، مع الكشف عما تملكه اسرائيل من أسلحة الدمار الشامل ووضعها تحت الرقابة الدولية مع القبول بتوقيع جميع المعاهدات الدولية المتعلقة بحظر أو تدمير أو تخفيض أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والبيولوجية بما يؤدي -عملياً- الى وقف سباق التسلح الذي انهك ومازال ينهك ميزانيات دول المنطقة التي انفقت مئات المليارات من الدولارات على التسلح.
سابعاً: اقناع شعب اسرائيل بأن كل ماتحت ايدي قادته العسكريين من أسلحة وعتاد لن يحقق له الأمن والسلام والاستقرار مالم تتخل قياداته السياسية عن التوسع في الأراضي العربية بالاحتلال واستعمارها ومحاولات فرض الاستسلام على الحكام العرب واقناع شعوبهم بالقبول به,, وهما -الاستسلام والقبول به- أمران دونهما خرط القتاد.
وأخيراً نعود ونقول لباراك: قد حان وقت الوفاء بالوعود والتعهدات.
الجزيرة