* بيروت - أ,ش,أ
أكدت مصادر دبلوماسية لبنانية على ضرورة توفير ضمانات امريكية وفرنسية للبنان من رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود باراك بعدم تكرار الاعتداء الاسرائيلي الجوي الذي وقع في 24 يونيو الماضي.
وقالت المصادر ان الاعتداء الأخير تخطى ما كان قد اتفق عليه في تفاهم ابريل بامتناع المقاومة واسرائيل عن قصف اهداف مدنية كما ان ما حدث من هجوم جوي على محطات الكهرباء والجسور لا يشكل خرقا للتفاهم فحسب بل للسيادة الوطنية اللبنانية وتدميرا لما انجزه لبنان من اعادة بناء بعض اشكال البنية التحتية التي كانت هدفاً عسكرياً في عملية عناقيد الغضب الاسرائيلية قبل ثلاثة اعوام.
واتهمت المصادر اللبنانية اسرائيل بأنها هدفت من وراء عدوانها الى جعل اللبنانيين يتذمرون من عودة انقطاع التيار الكهربائي وآثاره السلبية على المواطنين لاحداث نوع من الشرخ بينهم وبين المقاومة من جهة وبين الدولة والمقاومة من جهة اخرى.
كما هدفت اسرائيل من اعتداءاتها الواسعة في العمق اللبناني الى زعزعة الثقة بالاستقرار في لبنان وهذا الهدف موجه بالدرجة الاولى الى المستثمرين العرب والاجانب والى نسف الموسم السياحي في لبنان.
وقالت المصادر اللبنانية انه يتوجب على لبنان ان يطلب رسمياً من الولايات المتحدة ضماناً بعدم تكرار اي اعتداء اسرائيلي جديد وذلك اثناء زيارة رئيس وزراء اسرائيل المنتخب ايهود باراك المتوقعة الى واشنطن بعد تشكيل حكومته.
واضافت ان على لبنان ايضا ان يطالب فرنسا بالسعي الى الحصول على ضمانات مماثلة حيث انها معنية بوضع الجنوب وبلجنة مراقبة تفاهم ابريل وتتناوب مع الولايات المتحدة على رئاستها.
وبررت المصادر طلب الضمانات بعدم تكرار الاعتداءات الاسرائيلية الواسعة على لبنان بأن اي خرق للتفاهم وللسيادة اللبنانية دون رادع من دولة كبرى او من مجلس الامن يؤدي الى تأثيرات عكسية على المناخات المطلوبة لمعاودة المفاوضات المحتملة بين لبنان وسوريا واسرائيل وسط اجواء هادئة ومستقرة.
وأعربت المصادر عن دهشتها من التفسيرات المستفيضة للسفير الامريكي في لبنان ديفيد ساترفيلد ومفادها ان تفاهم ابريل يمنع المقاومة من ضرب المدنيين الاسرائيليين واسرائيل من ضرب المدنيين اللبنانيين والاهداف المدنية دون ان يعترف بان الاعتداء الأخير شكل خرقاً للتفاهم ولا سيما ان الاكتفاء بشرح بنود التفاهم لن يكون كافيا لردع اسرائيل عن تكرار اعتداءاتها.
واختتمت المصادر تصريحاتها بأن الاكتفاء بتفسير بعض بنود التفاهم خارج مائدة المفاوضات في الناقورة لن يخفف حجم الاعتداء الاسرائيلي الذي حدث ونتائجه الكبيرة، ومن هنا كانت ضرورة التركيز في الاتصالات الدبلوماسية اللبنانية مع واشنطن وباريس لتوفير ضمانات تحول دون اي اعتداء مماثل محتمل.
|