* إسلام أباد - أ,ش,أ:
تسود الاوساط الباكستانية حالة من عدم وضوح الرؤية مع تزايد التفسيرات للاعلان الذي تم التوصل اليه في واشنطن بين الرئيس الامريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف.
وتتساءل الأوساط الباكستانية عن الثمن الذي ستحصل عليه باكستان من هذا الاعلان الذي من الواضح انه يوجه الدعوة للمجاهدين الكشميريين للانسحاب من مرتفعات كارجيل لاعادة الاحترام للخط الفاصل الذي اعتبر انه اسوأ هزيمة للنواحي السياسية والدبلوماسية والاعلامية تشهدها باكستان في تاريخها.
وقالت صحيفة النيشن الباكستانية والمعروفة بتوجهها المؤيد للحكومة ان التاريخ الباكستاني سيذكر دائماً كيف تم احراز الانتصار في معركة وتم تحويلها الى هزيمة على مائدة المفاوضات.
واشارت الى ان المزاعم القائلة بنجاح زيارة نواز شريف لواشنطن هي محاولة للسباحة ضد التيار لان نتائجها جاءت ضد رغبة الشعب الباكستاني مملوءة بالانتقادات ولم تقدم اي شيء لحل مشكلة كشمير.
كما شككت الصحيفة في صحة مزاعم الحكومة من ان القتال في كارجيل قد انهى مهامه بتدويل قضية كشمير مشيرة الى ان المجاهدين لا يتفقون مع الحكومة في هذا الافتراض واعلنوا رفضهم تنفيذ اي قرار خاص بالانسحاب من كارجيل.
هذا ومن ناحية اخرى توقعت مصادر حكومية في نيودلهي امس ان تبدأ باكستان في سحب من تصفهم بالمتسللين من الجانب الهندي في كشمير قريباً حيث تعتقد ان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف حصل على تأييد الجيش وجهاز المخابرات الباكستاني للاتفاق الذي تم التوصل اليه في واشنطن مؤخراً مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون باتخاذ خطوات ملموسة لانهاء ازمة كارجيل.
وزعمت المصادر ان معظم المتسللين في الجانب الهندي من كشمير هم جنود نظاميون في الجيش الباكستاني وبالتالي فلن تكون هناك صعوبة في سحبهم من المواقع الهندية التي يحتلونها حالياً.
واضافت ان بقية المتسللين يمثلون جماعات المجاهدين وسيصبحون اقلية بعد انسحاب افراد الجيش الباكستاني مما سيضطرهم في النهاية الى الانسحاب من المواقع الهندية حيث ان معظم هذه الجماعات بغض النظر عن الضجة التي احدثتها والتهديدات التي اطلقتها تعتمد علىر عاية وتمويل الحكومة الباكستانية او على المساندة المباشرة اما من الجيش او جهاز المخابرات الباكستانية.
واعربت المصادر عن اعتقادها بأنه يمكن تهدئة جماعات المجاهدين الباكستانية عن طريق قيام رئيس الوزراء الباكستاني باقناعها بانها حققت بالفعل نجاحا كبيراً بعملية التسلل بلفت انظار المجتمع الدولي الى قضية كشمير، الأمر الذي دفع الرئيس الامريكي بيل كلينتون الى التدخل شخصياً للتوصل الى اتفاق لنزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان حول كشمير.