ثقافة الشكوى كتاب لروبير هوج ويتمثل المشروع الاساسي لهذا الكتاب في سلسلة المحاضرات التي كان المؤلف قد القاها عام 1992 وكرسها للحديث عن التعددية الثقافية وعن ظاهرة اقحام السياسة في الفن, هذه المواضيع تشكل بدورها حجر الاساس في هذا الكتاب وحيث يركز المؤلف بشكل خاص على دراسة العلاقة بين الثقافة و الاختلاف في المجتمع الامريكي المعاصر, ان المؤلف يقدم في هذا الكتاب العديد من القراءات الشعرية والادبية ويستعرض افلاما سينمائية واعمالاً فنية كي يزج منها بمجموعة من الاحكام حول الثقافة الامريكية السائدة في الحقبة الراهنة,, ويركز المؤلف في تحليله للوضع الثقافي السائد في امريكا اليوم على التناقض الكبير بين مركزي جذب يشدان المواطن الامريكي في اتجاهين متعارضين, احد هذين المركزين تمثله التربية الداعية الى نوع من الطهارة الاخلاقية, والمركز الآخر هو التحفزيون الذي يربط بأشكال شتى بين النجاح و الكسب السريع, لا تهم الوسائل كثيراً, المهم هو تحقيق الغايات ان المؤلف يقدم العديد من النماذج الادبية والفنية التي توضح مقولة التباين بين التربية و التلفزة ويرى في بروز عدد من الظواهر الفنية الجديدة التي تجتاح المجتمع الامريكي مثل موسيقى التكنو نوعا من الانحدار بالقياس الى الروك اندرول التي سادت في سنوات الخمسينات.
وهناك اهتمام خاص من قبل المؤلف في هذا الكتاب بثقافة جيل الشباب, هذا الجيل الذي تختلط لديه الوقائع بالاوهام الحياة بالسينما ويدل المؤلف بان ملايين الامريكيين يتصورون ان الحقيقة حول اغتيال جون كيندي تتمثل في فيلم اوليفرستون في فيلم جي,اف,كي ويصل المؤلف الى ان الشباب يعانون من حالة جهل عميقة في معارفهم حيال التاريخ والحياة وان ثقافتهم تلفزيونية ، اي بتعبير آخر سطحية ولاتقدم بالتالي نقاط ارتكاز مهمة تشكل مرجعيات ثابتة, ويجد مفهوم التعددية موقعه المتميز في اهتمامات مؤلف الكتاب ويرى ان مسألة قبول الآخر وامكانية التعايش معه تتطلب بالضرورة قبول مبدأ التعددية الثقافية.
|