جرائم السرقات,, أنواعها,, أشكالها أسبابها وعلاجها,. الصحفي: 6% سرقة السيارات، 8%المنازل وغيرها نسب بسيطة ولاتقارن بغيرنا تطبيقنا للشريعة الإسلامية,, قلل عدد جرائمنا عبير أكبر: فقد الوازع الديني في الأسرة سبب رئيس للفساد |
تحقيق : حسن البهكلي ونايف البشري
مجتمعنا السعودي هو احد اكثر المجتمعات في العالم امناً واماناً ومن المؤكد ان لتطبيق احكام الشريعة الاسلامية السمحة دور كبير في نسبة الامن والامان الذي تشهده هذه البلاد المقدسة, وتعتبر السرقة من اخطر الجرائم لما تسببه في الغالب من جرائم اخرى تصل الى القتل خوفاً افتضاح امر السارق, وقد تعددت انواع السرقات على مر العصور والازمنة واصبح افراد العصابات المتخصصة فيها يتفننون في كيفية الاستيلاء على ممتلكات الآخرين، ولكي نتعرف على الحالة النفسية والوضع الامني لمنتهجي هذا السلوك قمنا من خلال هذا التحقيق باستطلاع آراء المتخصصين في هذا المجال، حيث تحدث الباحث الاجتماعي عبدالرحمن الصحفي قائلاً: ان الاسباب التي تؤدي الى انتشار جرائم السرقة هي الفقر في معظم الحالات لانه اي الفقر قد يدفع في بعض الاحيان بعض الافراد الى الجرائم كالسرقة والتماس الكسب من مصادر غير مشروعة, بالاضافة الى البطالة بسبب شخصي او بيئي ربما تدفع البعض الى السرقة وغيرها من الجرائم وكذلك سوء التنشئة الاجتماعية للاطفال وعدم قدرة الوالدين على فهم كيفية معاملة الاطفال منذ الصغر مما يسبب لهم مشاكل واضطرابات معينة قد تؤدي بهم في نهاية المطاف الى مشاكل اجتماعية , فعلى الوالدين تربية ابنائهم تربية دينية منذ الصغر ويتضح لنا من خلال الاطلاع على الاحصاءات لمرتكبي الحوادث الجنائية التي تصدرها وزارة الداخلية بالمملكة ان نسبة جريمة السرقة وكذلك الجرائم الاخرى منخفضة اذا قورنت مع البلدان الاخرى كما ان لتطبيق الشريعة الاسلامية السمحة في مملكتنا الحبيبة كبير الاثر على تصرفات وسلوك الانسان مما يوقظ ضميره ويوجه سلوكه نحو الطريق السوي, ويضيف الصحفي قائلاً: ومن المعروف ان جزاء السارق هو السجن والسجن تربية واصلاح وتهذيب ايضاً الا انه يجب ألاننسى ان الاسرة هي الخلية الاجتماعية الاولى في المجتمع وتمثل اللبنة الاساسية في التنظيم الاجتماعي وهي التي تتقبل الفرد وليداً وتتعهده بالرعاية والتربية حتى يشتد عوده.
ويستطرد الصحفي بقوله ويختلف عمر من يقوم بالسرقة، حيث نجد ان بعضهم مايزال في سن الصغر مما يصعب عملية ادخاله السجن ولذلك فقد انشأت الحكومة الرشيدة محاكم خاصة وبالتالي اماكن خاصة لحجز الاحداث فيها وذلك بتاريخ 4/3/1393ه تشرف عليها الادارة العامة للرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة العمل والشئون الاجتماعية، وقد حددت اعمار الاحداث من السابعة الى الثامنة عشرة بحيث تكون محاكمتهم على النحو التالي:
-معاملة الحدث بلين ورفق لان الهدف هو التقويم والتوجيه.
-المحاكمة خاصة ولايحضرها الا من يرى القاضي حضوره ضرورياً.
-دراسة اوراق القضية قبل حضور الحدث والبت فيها بسرعة.
-اذا كانت الادانة بالسجن فيكون سجنه في مكان يتلاءم مع سنه وعزله عن رفقاء السوء.
بالاضافة الى العديد من التوجيهات التي ترسم للحدث الطريق السوي الواجب اتباعه في حياته وتهيئته مهنياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً لاستعادة مكانته في المجتمع.
وحول انواع السرقات واكثرها حدوثاً في مجتمعنا يقول الباحث الصحفي: حسب احصاءات وزارة الداخلية تصنف حوادث السرقات الى:
-حوادث سرقة السيارات وتمثل نسبة 6%من اجمالي الحوادث الجنائية.
-سرقة المنازل وتمثل نسبة 8%من مجموع الحوادث الجنائية
-سرقة المحلات التجارية وتمثل نسبة 5% وكذلك سرقة الاموال وتمثل 4% من اجمالي الحوادث الجنائية, اما بقية انواع السرقات- كسرقة الاغنام والدراجات النارية، نشل، محاولة النشل، اختلاس، سطو- سرقة باكراه- جميعها تمثل نسبة 10% من اجمالي الحوادث الجنائية.
اما مديرة مكتب التدريب والتعليم المستمر بمستشفى العزيزية بجدة الاستاذة/ عبير اكبر فتقول عندما يحدث اي تصرف غير سوي نلوم الشخص دون أن نعلم اسباب تلك التصرفات فقد يكون المنزل والمدرسة والاصدقاء وكذلك التربية هم جزء من المشكلة التي يعاني منها هذا الشخص والتي ادت الى السرقة وعادة مايكون فقدان الوازع الديني أساساً للمشكلة كما ان التصرف غير السوي سهل الانتشار والانتقال او حتى العدوى بعكس التصرف السوي الذي لاينتقل من شخص لآخر بسهولة.
واضافت عبير تقول ولعل من اهم التصرفات غير السوية التي يشهدها المجتمع هي السرقة وبالتالي يجب علينا كمجتمع معالجة الاسباب المؤدية الى ارتكاب مثل هذه الجريمة والتي عادة ماتكون اما من البيت الذي يبتعد اهله عن دينهم او لوجود خلافات كبيرة بين الوالدين مما يؤدي الى التفكك الاسري, وتذهب عبير اكبر في حديثها الى ان للمدرسة دورا كبيرا ايضاً حيث يأتي دورها بعد البيت مباشرة من حيث التربية والتوجيه,, وتشير الى ان السرقات في هذه الايام تكثر في السيارات بعد ان كانت تنحصر في الادوات الكهربائية.
وعن الاسباب تقول عبير اكبر لم تكن الاسباب في الغالب مادية فقط وانما قد يكون السارق قد نشأ مدللاً من ابويه مما ادى الى عدم ارتداعه عن اي شيء اوتصرف خاطىء قد يقوم به.
وحول نفس الموضوع جرائم السرقات تحدثت الدكتورة منى الصواف استشارية الطب النفسي فقالت: من المعروف انه وراء كل جريمة او مجرم مشكلة نفسية في حياته وتتعدد اسباب المشاكل النفسية والاجتماعية وتختلف من شخص لآخر، فبعضهم يعاني من الفقر والحرمان والبعض الآخر نشأ وتربى في مشاكل اسرية كبيرة كطلاق والدته من والده مما يؤدي الى التفكك الاسري وبالتالي فقدان الابن للجو الاسري الذي يمكنه من الاحساس بالامن ويجعله مطمئناً على مستقبله ويعرف ان هناك من سيؤمن له هذا المستقبل الا وهو والده بالتعاون مع والدته ولكن هذا لايحدث ففاقد الشيء لايعطيه, وتستطرد الدكتورة/ منى الصواف قائلة: اعتقد ان المشاكل الاسرية تعتبر من اهم الاسباب المؤدية الى السرقة والانجراف للمشاكل وبالتالي الانحراف الذي قد يؤدي الى الادمان.
وعن العلاج تقول: العلاج في مثل هذه المشاكل اذا كان السارق شاباً او في سن صغيرة يجب معاملته بلطف ومعالجة مشكلته النفسية واذا كان لابد من احتجازه فيجب وضعه في مكان بعيد عن المجرمين كالسجون الكبيرة بحيث يوضع في مكان خاص بالاحداث مما يسهِّل عملية تعليمه وتدريبه حتى يخرج الى المجتمع سليماً ومنتجاً، وحتى يتقبله المجتمع, اما علاج المشكلة من جذورها فيعتمد على البيت اولاً والمدرسة ثانياً حيث يوجد مرشد اجتماعي في كل مدرسة تخصصه اساساً دراسة اوضاع الطلاب والاستقصاء عن حالاتهم ومشاكلهم وحلها معهم.
كما التقينا من خلال تحقيقنا هذا مع احد الشباب الذي كان مسجوناً في احد السجون بسبب سرقته لسيارة وقد رمز لاسمه ب م,ا,م, والذي قال لقد كنت في السنة الاولى الثانوي وكنت اطلب من والدي ان يشتري لي سيارة وكان يرفض لصغر سني مع ان والدي ميسور الحال واعتبر نفسي من اسرة غنية ولكن والدي كان شديداً في تعامله معنا حتى انه لم يزرني اثناء وجودي بالسجن ولامرة واحدة.
سألته وكيف كانت السرقة,, فقال كنت اقف في احدى البقالات واذا برجل قد اوقف سيارته وتركها مفتوحة تعمل وذهب الى نفس البقالة فخرجت انا وركبت السيارة وقدتها لرغبتي المجنونة في القيادة وقام هو بالإبلاغ عن السرقة ولانني غير متمرس في السرقة تم القبض علي في نفس اليوم ودخلت السجن وقد حكم علي بسنة كاملة قضيت منها 6اشهر وخرجت في رمضان الماضي لحسن سلوكي والحمد لله .
-قلت له وما الذي استفدته من هذه الحادثة؟ اجاب قائلاً والدمعة تكاد تتفجر من عينيه لقد استفدت الكثير والكثير واهم فائدة هي انني عرفت ان مستقبلي قد يضيع وان المجتمع قد ينبذني ويتجنبني الكثير من الاهل والاصدقاء لانني عار عليهم كما حدث معي الآن واضاف ونيتي الآن صادقة مع الله وادعوه تعالى ان يوفقني لاكمال دراستي وان يسامحني والدي على مافعلته لانني نادم كل الندم على مافعلت, مع انني اعتب على والدي كثيراً لقسوته في التعامل معي دون ان يوضح لي سبب الرفض لاقناعي بدلاً من ان يتركني حتى يتملكني الشيطان واقدم على ما اقدمت عليه ولكن قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا صدق الله العظيم.
|
|
|