Wednesday 7th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 23 ربيع الاول


إجراء
الإهمال أولاً!
بدر بن سعود بن محمد ال سعود

في يوم ما قد تدخل الى منزلك الصغير بعد خوض عمل مرهق لتفاجأ بانه على البلاطة!! ، وربما بدون قصد تركت محرك سيارتك يعمل ذات مرة وذهبت الى محل تجاري لشراء بعض الحاجيات لتصدم بعد خروجك منه ان السيارة ليست بمكانها وكأن الارض انشطرت وابتلعتها!! ، ايضاً يصادفك شخص لاتعرفه على طريق سفر وتراه يلوح بيده لك، تنظر اليه ثم تتوقف بدافع انساني كي تحمله معك وتنقذه مما هو فيه؟!، ليشهر في وجهك سلاحاً نارياً او ابيض ويطلب منك افراغ جيوبك مما فيها!؟، بعدها يتركك انت ومن معك على الطريق ويغادر المكان ضاحكاً!!، وغيرها كثير؟! طبعاً كل هذه الامور تدور حول حالة او لنقل جريمة لايستثنى منها احد فكلنا معرض لها وما قصدته هنا :السرقة ، ويبدو الامر طبيعياً جداً حتى الآن,, لكن؟ المشكلة هي عندما يكون الاهمال سبباً رئيساً لوقوع مثل تلك التجاوزات، فكما نعلم المجرم اياً كان ليس شخصاً جسوراً بل مرتبك وخائف!!، ونجده دائماً يجتهد لإنفاذ مخططه الاجرامي بأسرع وقت ممكن، لانه يشعر دائماً باحتمال كشفه والقبض عليه متى اطال البقاء، والكارثة انه للاسف يجد الظروف مواتية وبصورة يستعصي فهمها؟! للوصول صوب تحقيق هدفه النهائي مثلما يريد تماماً، فالسيارة خالية ومحركها يعمل وليس بها احد!!، والمنزل يفتقر لابسط تجهيزات الأمان؟!، كذلك الاشخاص يتعاملون مع المواقف المختلفة وكأننا نعيش بمجتمع ملائكي لاوجود فيه لتداعيات الانحراف والجريمة!!، ثم بمجرد وقوعهم ضحية لتلك السلوكيات غير السوية يتملكهم الغضب!! ويطالبون بسرعة ايجاد المتسبب,, ولو نظرنا ملياً لتلك الصورة لوجدنا ان المتسبب الاول لايخرج عن كونه المجني عليه نفسه!!، فقد اسهم متطوعاً دون علمه بتسهيل السبل المحفزة لوقوع الفعل بحقه!!، وذلك يكرس معرفة حقيقة ينبغي علينا الإلمام بها مفادها: ان كلفة الجريمة مهما اختلف نوعها ومكانها يشترك الإهمال والتخاذل وسوء التقدير في دفع قسطها الاول؟!، مع ملاحظة انه لايبين تفعيل آثارها الجانبية بالضرورة ضعفاً امنياً او قصوراً اجرائياً بقدر ما يثير تساؤلاً منطقياً يدور حول: ماذا نفعل؟ وكيف؟ ومتى؟,, فإثارة هذه الاستفهامات بالذات تختصر نصف الطريق لإدراك الاجابة شبه المرضية؟!، ولاننسى تحميل بعض المسؤولية لجهات الاختصاص التي لم تقم بدورها التوعوي كما يجب وتركت الحبل يتدلى على الغارب!!، ولو انها تسعى حالياً لانقاذ مايمكن انقاذه والاوان مازال مواتياً -حسب قولهم- فهم يعتقدون بذلك طبعاً ونوافقهم الرأي نوعاً ما!.
اجمالاً: اتدرون ما آفة الاجتهاد؟ أنها الاتكالية!! ,, ونحن ما دمنا نحمل غيرنا مسؤولية افعالنا فلن نصل سوى لمزيد من التفاهات والتقلبات وتقمص المسؤوليات وبالتاكيد جرائم اكثر بشاعة وسرعة وخطورة؟!!.
baderalsaud* hotmail.com
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved