عزيزتي الجزيرة
لقد فجع العالم الاسلامي بفقد علم من أعلام هذا الدين وفقيه من ابرز فقهاء هذا العصر وهو الشيخ العلامة/ مصطفى بن احمد الزرقاء رحمه الله والذي انتقل الى جوار ربه مساء السبت 19/3/1420ه في مدينة الرياض وصلي عليه ودفن عصر يوم الاحد في مقبرة العود عن عمر يناهز التسعين عاماً قضاها في اعمال الخير والاحسان، وقد كان خلال هذا العمر متعلماً ومعلما نفع الله به المسلمين وانتفع بعلمه طلاب نجباء كثر، بفقده خسر العالم الاسلامي عالماً فقيهاً يعد في هذا العصر من ابرز الفقهاء المتبحرين في علم الفقه، لقد كان ممن أسهم بعلمه في انضاج واخراج فكرة انشاء وقيام بنوك اسلامية في العالم الاسلامي ويحسب له جهده المبارك وبحثه المتواصل واجتهاده في المسائل المستجدة في الاقتصاد الاسلامي،وبحق فهو فارس في ميدان الاقتصاد الاسلامي عطاءً وبذل فيه الكثير.
والشيخ رحمه الله كان عضوا في المجمع الفقهي لرابطة العالم الاسلامي، وكذلك كان عضوا في المجمع الفقهي لمنظمة المؤتمر الاسلامي في جدة, وعضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية في الاردن, ومن الحاصلين على جائزة الملك فيصل للدراسات الاسلامية عام 1984م, وقد تولى الشيخ اثناء وجوده في سوريا وزارة العدل ثم وزارة الاوقاف، وكان اخر عمل شغله مستشاراً فقهياً بشركة الراجحي المصرفية.
اللهم اغفر له وارحمه برحمتك يا ارحم الراحمين واخلف في عقبه في الصالحين، وعوض المسلمين بفقده خيراً.
وفي الختام ان فقد مثل هذا العالم مصاب جلل وخسارة فادحة على المسلمين، لقد فقد العالم الاسلامي خلال الشهرين الماضيين اثنين من اعلام المسلمين وهما الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ علي الطنطاوي رحمهما الله,.
وهذا يستلزم من اهل العلم والفكر ان يتحدثوا عن هذه الشخصيات وما خلفته من ارث مبارك لهذه الامة وينبغي ان يعرف المسلمون للعلماء قدرهم وحقهم احياء وأمواتا, وبالله التوفيق.
محمد بن عبدالرحمن الحبيب