Wednesday 7th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 23 ربيع الاول


لا تشوشوا على المكاتب الإشرافية

عزيزتي الجزيرة
اطلعت على ما كتبه الاخ مدير مركز الرعاية الصحية الاولية بالشيحية بتاريخ 18 صفر الماضي في صفحة (وطن ومواطن) تحت عنوان (المكاتب الاشرافية الصحية بالقصيم تحتضر في مهدها) ضمنه ما أسماه خلاصة استنتاجاته أو بالاصح خلاصة آرائه الشخصية في هذه المكاتب ويستشف من زبدة آرائه شيء واحد هو عدم الرضا لوجود هذه المكاتب أخذا من قوله: وفي حالة نجاح هذه المكاتب وطبعا هذا مستبعد سيصبح دور ادارة الرعاية الصحية الاولية هامشيا,, وقد يكون معذورا في موقفه من هذه المكاتب التي صار يخضع لاشرافها ومتابعتها بعد ان كان في السابق يشرف بنفسه على نفسه ويتابع نفسه بنفسه الى حد كبير,, كما هو السائد في سائر المراكز الصحية المنتشرة في المحافظات والمراكز الادارية الاخرى على مستوى المنطقة, والا فالواقع ان هذه المكاتب مع كونها في بداياتها لايمكن وصفها بأنها تحتضر في مهدها ولكنها تترعرع في مراحل نموها الاولى كما الطفل الذي يحتاج الى سنوات حتى يستطيع الوقوف على قدميه والسير في كل الاتجاهات.
وكان الواجب على مديري المراكز الصحية والاخ الكاتب واحد منهم ان يباركوا هذه المبادرة التي جاءت متأخرة من جانب ادارة الرعاية الصحية بالقصيم وان يتعاونوا مع القائمين عليها وان ينظروا إلى ما قد يبدر من هذه المكاتب من قصور باعتباره أمراً عاديا لا تسلم منه اي ادارة حديثة التكوين لم تستكمل الكثير من مقوماتها بما فيها الكفاءات الادارية المؤهلة.
أقول هذا هو الحق والواجب بصرف النظر عن اي اعتبار آخر والا فالاعتبارات كثيرة اذكر منها:
1- هذه المكاتب المثيرة للجدل وسيلة لغاية هدفها تطوير الاداء وتحسين العمل وتنسيق الجهود والاخوة مديرو المراكز الصحية والعاملون بها يدركون هذا بمن فيهم الاخ الكاتب أخذا من قوله: (بهدف التطوير لاداء عملها قامت ادارة الرعاية الصحية الاولية بمديرية الشئون الصحية بالقصيم بتحويل بعض مراكز المجموعات الاشرافية إلى مكاتب اشرافية تتولى مهمة الاشراف الكامل على عدد محدد من المراكز الصحية ومتابعة العاملين بها,,,) وطالما الحال كذلك فما معنى هذا التشويش على وجود هذه المكاتب في مواضع اخرى من مقالته من خلال التشكيك في نجاحها او جعلها سببا في حال نجاحها في تلاشي دور الادارة العامة للرعاية الاولية وتهميشه.
2- منطقة القصيم منطقة واسعة الارجاء تمتد من الدهناء شرقا حتى حدود المدينة المنورة غربا على امتداد يقارب 600كم وتبتدئ جنوبا من حدود السر حتى حدود منطقة حائل على امتداد يقارب 200كم ويوجد بها حاليا 140 مركزا للرعاية الصحية الاولة موزعة في محافظات المنطقة ومراكزها الادارية ومن غير المعقول الاستمرار في إدارة هذه المراكز من خلال ادارة مركزية واحدة وترك هذه المراكز تراجعها في كل صغيرة وكبيرة ولو كان الاشراف والمتابعة عن بعد يفي بالغرض ولو صرفنا النظر عن تكاليف الاتصال اليومي لهذه المراكز بالادارة العامة ولو صرفنا النظر عن متاعب العاملين في التردد على الادارة العامة في كل شؤونهم المالية والادارية والفنية اقول لو جاز ذلك لجاز لنا إذاً أن نقول بامكانية ان تتولى وزارة الصحة بنفسها مهمة المتابعة والاشراف على مرافقها الصحية في المناطق بما تملكه من قدرات وامكانات وفيرة, وهذا بالطبع غير لائق عمليا ولكنه من قبيل الرد على مالا يليق بما هو غير لائق.
3- ليس من اختصاص مكاتب الاشراف في الوقت الحاضر تقييم الاطباء فنيا ولا هو حتى من اختصاص المستشفيات وهذه المهمة حسب علمي من المهام المناطة بالمديرية العامة دون غيرها وما تقوم بها مكاتب الاشراف يقتصر على الجانب الاداري في عملية التقييم وهو مكمل لما تقوم به ادارات المراكز في هذا الصدد وهذه المهمة لا تتطلب مؤهلا جامعيا ولا خبرة ادارية غير عادية والا لوجدنا الكثيرين من مديري المراكز الصحية انفسهم غير مؤهلين لاداراتهم.
4- تخفيف المركزية بمثل هذه الفروع ظاهرة صحية ومطلب حضاري تمليه حاجة العمل وكثرة العاملين وتباعد اطراف المنطقة ولن يكون لهذه المكاتب ان شاء الله مهما توفر لها من صلاحيات في تصريف شؤونها المالية والادارية والفنية اللازمة لنجاحها لن يكون لها اي تأثير سلبي على دور الادارة العامة للرعاية الصحية بالمنطقة فقد خولت الشؤون الصحية مستشفيات المنطقة كل الصلاحيات اللازمة لتسيير امور العاملين المالية والادارية والفنية ولم يؤثر ذلك بشيء على دور الشؤون الصحية بعد هذه التجربة الطويلة تماما كما لم يتأثر دور الوزارة بسبب الصلاحيات الواسعة التي منحتها للادارات العامة في المناطق بل ان ذلك قد ساعد المسؤولين في الوزارة على التفرغ لمهامهم الاساسية.
واخيراً فإن المرافق الحكومية سواء كانت ادارات عامة او فروعا لها او مراكز لتقديم الخدمة ما وجدت لافراد بعينهم ولكنها وجدت للجميع ولاعتبارات تتعلق بالصالح العام ومن حق اي احد لديه اية ملاحظات او توجيهات حول اي مرفق ان يبديها دون خوف او وجل فالمجال لذلك مفتوح بحمد الله على مصراعيه في وسائل النشر والمسؤولون ابوابهم وآذانهم مفتوحة لسماع آراء المواطنين والنظر في شكاويهم ولكن ليس من حق اي احد ان يستغل مشاكله الخاصة ضد اي جهة من جهات العمل او يتذرع بما عليها من مآخذ وسلبيات للاستدلال بها على فشل هذه الجهة او عدم جدواها فالمصلحة العامة والمرافق القائمة بها ليست يتيمة ولكنها محاطة برعاية واهتمام كل الغيورين على هذا الوطن ومصالحه ومنجزاته المشرفة وأرجو ان اكون منهم ولو من خلال هذه المشاركات المتواضعة.
محمد الحزاب الغفيلي
الرس

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved