عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
نحن نعيش في وقت كثرت فيه مغريات الحياة وصارت هي شغل الناس الشاغل وحينئذ قلت الاذكار ونقضت كثيرا من عرى الايمان ووجد الشيطان الفرصة سانحة للانقضاض على القلوب الفارغة من ذكر الله فانتشرت الامراض النفسية والتسلطات الشيطانية من وهم وقلق سحر ومس ووسواس واحتار الطب الحديث في علاجها وفي ظل هذه الظروف برزت الحاجة الشديدة الى فتح عيادات قرآنية لأن القرآن هو الاصل في التداوي فهو طب القلوب ودواؤها وعافية الابدان وشفاؤها (وننزل من القرآن ما هو شفاء).
وقد قام بعض الرقاة بفتح ابوابهم للرقية الشرعية فجاءت بالنتائج الايجابية تقريبا وانفتح للناس باب امل بعد يأس, ولازدحام الناس على تلك الرقاة بدأت بيوت القراءة تنتشر يوما بعد يوم بدون ضوابط ولا قيود ولا مراقبة مما جعل الفرصة سانحة لاصحاب المطامع الشخصية الذين طغى حب المادة على قلوبهم واختلفت نياتهم فاستأجرت الشقق والاستراحات وامتلأت بالرجال والنساء وانقلبت بيوت القراءة إلى محلات تجارة وانتشرت اعمال الشعوذة والاحتيال والدجل وحكى الناس اساليب وقصصا غريبة ومنها ان امرأة تعالج بالقرآن والطب الشعبي فذهبت إليها احدى النساء واعطتها علاجا تتناوله وتركته كما تقول فوق المكيف ولم تتناوله فرجعت إليها مرة اخرى تشكو إليها نفس المرض فقالت المرأة التي تعالج كيف تريدين الشفاء وأنت وضعته فوق المكيف! ولم تتناوليه، ورجل آخر تحكي النساء عنه انه يقترب من المرأة ويضع يديه على صدرها ثم يجهد في القراءة عليها ويمسح على صدرها والحكايات في هذا الباب يطول سردها.
ومقصدي من حديثي المتقدم ان ألفت انتباه المسؤولين في وزارة الشؤون الاسلامية الى خطورة هذا الامر وانه لابد له من ضبط وتقعيد وتنظيم حتى لا يتسلل إلى العقيدة الاسلامية شيء من الغش عن طريق شياطين الانس والجن, وحبذا لو وضعت تصاريح خاصة من قبل الوزارة لتلك البيوت وحدد من انتشارها ولا يسمح لاحد بالقيام بعمل الرقية الا بعد اجراء اختبار له في الجهات المختصة للتأكد من سلامة عقيدته وأساليبه وتكلف مراكز الهيئات بالاشراف عليه والله المسؤول ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
عبدالرحمن بن عبدالله التويخري
وزارة المعارف