عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت ما سطره يراع الاخت منيرة بنت أحمد الغامدي في العدد (9750) والذي كان بعنوان (في مسألة ممارسة وتشجيع الاندية: فريق وبس والباقي خس) تعقيبا على ما كتبته في صفحة (عزيزتي الجزيرة) في العدد رقم (9747) والذي كان بعنوان (لا لتشجيع المرأة للاندية الرياضية) ويسرني ان اعقب وأعلق على ما كتبته الاخت الفاضلة بما أرى انه يحتاج إلى تعليق دون تعصب او تحيز وانما حسب ما رأيت انه هو الحق فإن اصبت في ذلك فهذا هو هدفي ومأمولي وان اخطأت فحسبي اني اجتهدت ولعلمائنا - حفظهم الله - الفضل والاجر في التوضيح والابانة:
1- قالت الاخت: (المرأة ايضا بحاجة لان تكون بصحتها وكامل عافيتها حتى تستطيع ان تقوم بالادوار المختلفة الملقاة على عاتقها كربة بيت وأم وأمرأة عاملة في كثير من الاحيان، وبالتالي فأدوارها متعددة او لنقل لديها عدد من الورديات المتتابعة منها ما هو مدفوع الاجر ومنها ما ليس كذلك) وانا بدوري اقول للاخت منيرة: ان الاسلام لم يكلف المرأة بالعمل خارج منزلها، فهي غير مسؤولة عن شيء من متطلبات المنزل، فمكان المرأة الاصلي هو بيتها، هو ميدان عملها به تربي اطفالها وترعى شؤون زوجها، هذا هو الاصل ولكن لابأس بعمل المرأة خارج بيتها حسب الضوابط الشرعية بشرط ألا يؤثر ذلك على ادائها لمهام بيتها ورعاية اولادها، كما احب ان انبه الاخت لمسألة اخرى حيث قالت: (منها ما هو مدفوع الاجر ومنها ما ليس كذلك) اي بدون اجر ولعلها قصدت بذلك عملها في المنزل وهذا الكلام غير صحيح البتة!! فالمرأة تحصل على اجر كبير من الله تعالى مقابل قيامها بأعباء منزلها ورعاية اولادها، لانها بذلك اطاعت ربها وارضت زوجها، وهذا العمل له اجر عظيم حيث قال صلى الله وسلم: ,, والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها رواه البخاري ومسلم، وجاءت النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلن: يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله تعالى، فما لنا من عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله، فقال: من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله رواه البزار وقال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة رواه الترمذي، وقبل ذلك كله لا ننسى قول الحق تبارك وتعالى: (وقرن في بيوتكن) الاحزاب آية 33 وهل هناك أجر افضل من الاجر الاخروي؟؟ ثم لتعلم الاخت الفاضلة ان بقاء المرأة وعملها في بيتها يقابله ما كُلف به الرجل من تأمين كافة مستلزمات المرأة من مسكن وملبس ومأكل ومشرب وغيرها، حيث ان كل ذلك من واجب الرجل لزوجته ولو كانت اغنى منه بكثير!! فهل يستقيم القول بأن عمل المرأة في بيتها بلا أجر بعد هذا البيان؟؟؟
2- وصفت الاخت الكاتبة من يحذِّر المرأة من النظر إلى ما فيه خطر عليها وعلى عفتها بأنه ينظر لها نظرة سطحية حيث قالت: (ام ان نظرتك يا أخ أحمد للرجل تختلف عن تلك النظرة السطحية التي تنظر بها للمرأة) وانا اقول لها: هل يمكن لاي مسلم ان ينظر لاخته المسلمة بعد ان كرمها الله واعزها بالاسلام وميزها بكثير من الخصائص والفضائل اقول: هل يمكن ان ينظر لها نظرة سطحية؟؟ لا والله وألف لا فهذا من المحال، ولا يعني امرها بغض بصرها وتحذيرها من النظر إلى ما يخالف فطرتها ودينها انتقاصها او امتهانها، وإنما هو البحث عن مصلحتها وسعادتها في الدارين، وإليك اختي الفاضلة بعض اقوال العلماء التي تحذر من نظر المرأة للرجل الاجنبي عنها وتبين حكمه، يقول الامام النووي - رحمه الله: (اما النظر بشهوة وعند خشية الفتنة فحرام اتفاقا، واما بغير شهوة فالاصح انه محرم) فتح الباري 2/16 ويقول الامام الغزالي - رحمه الله: (لسنا نقول إن وجه الرجل في حق المرأة عورة كوجه المرأة في حقه بل هو كوجه الامرد في حق الرجل فيحرم النظر عند خوف الفتنة فقط وان لم تكن فلا) فتح الباري 9/248 فهل من يذكر المرأة بأحكام دينها وأقوال العلماء ينظر لها نظرة سطحية؟؟
3- قالت الاخت منيرة: (فهذا قد يكون شعوراً طبيعيا في فترة عمرية معينة ان تعجب الفتاة بمعلمتها او ممثل او مغن مشهور أو رياضي) ونحن نقول: لا ليس هذا امراً طبيعيا بل مخالف للعقل والشرع، إذ كيف تتعلق المرأة المسلمة بمثل اولئك؟ ونحن نعرف ان هذا قد يجر إلى مفاسد لا تحمد عقباها، فكما لا يجوز للرجل ان يتعلق بالاجنبيات وينظر إليهن فكذلك المرأة؟؟
4- اعتبرت الاخت الكاتبة تحذير المرأة من النظر لما فيه ضرر على دينها وشرفها نزع للثقة بها وأسفت لذلك، وانا اقول لاختي الفاضلة: لاشك ان الثقة بالمرأة موجودة، ولا يمكن ان تتزعزع بأي حال، ولا يعني تحذيرها من النظر المحرم ومن الاسباب التي يكون فيها عطبها وهلاكها عدم الثقة بها، ألم تقرئي قول الله تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: (يا نساء النبي لستن كأحدٍ من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا الاحزاب 32 وقوله: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن) الاحزاب 53 فهل هذا التوجيه العظيم لامهات المؤمنين - وللصحابة - رضوان الله عليهم - يعني عدم الثقة ؟! ولكنه التوجيه للأخذ باسباب النجاة, اختى الفاضلة هل منع الرجل لامرأته او ابنته من الركوب مع السائق الاجنبي عنها لوحدها يعني عدم ثقته بها؟ لا وانما هو اجراء شرعي لقطع اسباب الجريمة!! ثم ليعلم الجميع ان الانسان مهما بلغ من التقى والعفاف فإنه قد يقع في المحظور والمحذور إذا لم يحتط ويأخذ بالاسباب, يقول الصحابي الجليل عبادة بن الصامت - رضي الله عنه: ألا ترون اني لا اقوم إلا رفدا ولا آكل إلا ما لوِّق - ليِّن وسُخن - وقد مات صاحبي منذ زمان - يعني رغبته - وما يسرني اني خلوت بامرأة لا تحل لي، وان لي ما تطلع عليه الشمس مخافة ان يأتي الشيطان فيحركه سير اعلام النبلاء 2/8.
وقال أحد الصالحين: لو ائتمنني رجل على بيت مال، لظننت ان اؤدي إليه الامانة، ولو ائتمنني على زنجية اخلو بها ساعة واحدة، ما ائتمنت نفسي عليها مختصر منهاج القاصدين ص164 .
اختي الفاضلة : هناك فرق بين الثقة بالشخص وبين احتمال انحرافه إذا توفرت الاسباب لذلك!!
5- تقول الاخت الفاضلة: فلا يجب ان نحرمها- أي المرأة - من بعض المتعة البريئة كمزاولة الرياضة او متابعتها او تشجيع ناد ما) وانا اقول: على المرأة المسلمة إذا ارادت ان تروح عن نفسها ان تلتزم بالحلال وتبتعد عن الحرام، فإن في الحلال غنية عن غيره، وان عاقبة الشر وخيمة وليكن منهجها في ذلك: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك رواه الترمذي برقم 3634 .
وختاما هذا ما وصل إليه اجتهادي، آمل ألا يؤخذ الكلام السابق على انه انتصار للنفس واثبات للرأي دون البحث عن الحق والصواب، لا والله لم يكن هذا هو الهدف والمقصود فإنه لا خير ولا بركة فيمن يفعل ذلك، كما آمل ان يجد ما سطر بعاليه قبولا من الاخت الكاتبة وبقية الاخوات الفاضلات والله اسأل ان يوفق الجميع رجالا ونساء لكل خير في امور الدين والدنيا والله والموفق.
أحمد بن محمد البدر
الزلفي