عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على التقرير الذي اعده الاخ ناصر الفهيد في جريدتنا المحترمة في العدد 9760 بتاريخ 5/3/1420ه وهي محاولة مقدرة، حيث حاول معد التقرير لفت الانتباه إلى معاناة شريحة من ابناء مجتمعنا وبالتالي تحفيز من له قدرة على ازالة هذه المعاناة ان يدلي بدلوه لتتضافر الجهود في إزالة تلك المشكلة نسأل الله ان يثيبه على ذلك فالمجتهد له اجتهاده اما النتيجة فتقبل ان كانت موفقة وان كانت غير ذلك ترد بالحسنى.
دُهشت من الطريقة والكيفية التي اعتمدت في تناول قضية الحساسية وان شجر البرسوبس هو المسؤول,, من الاسلوب المتميز سواء في طريقة العرض ام في ابراز العناوين الكبيرة او مقابلة الاشخاص المصابين الذين يتكلمون بصورة عاطفية عن مأساتهم اضافة إلى الاعتماد على بحث وزير الصحة الكويتي الذي اجرى بحثه في الكويت ذات الطبيعة المناخية البحرية وقبل عشرين سنة.
ثم الاهم من ذلك خلو التقرير من التعاريف والمعلومات الدقيقة او آراء المختصين او نتائج لدراسات قامت بها جهات مسؤولة ومتخصصة.
ومن وجهة نظري ان مثل هذه القضية ليست بهذه السهولة بحيث تطرح بصورة من اللامنهجية واللامسؤولية ونظراً لتداعياتها وأبعادها الخطيرة التي منها:
1- مساسها بمصداقية الاجهزة الحكومية ذات العلاقة كالبلديات والصحة والزراعة وحماية البيئة والارصاد وغيرها.
2- في حالة اتخاذ قرار معين سواء بالازالة او الابقاء ما هي التكلفة المادية والمعنوية لهذا القرار.
3- الاستخفاف بالقارئ حيث يتعامل معه بهذه الطريقة السطحية مما يعني اعادة النظر في وسائلنا وخططنا التعليمية والاعلامية التي صاغت عقلية افراد المجتمع وغير ذلك.
والى بدايةالحديث لتناول هذه القضية لابد من اتباع الوسائل الضابطة لعمليات التعامل مع القضايا.
- تحديد مسمى المشكلة بالضبط وتعريفها علميا من المصادر المعتمدة.
- جمع المعلومات المتعلقة بهذه المشكلة من الجهات المسؤولة وكل الاطراف المتأثرة بها.
- حصر جميع المصابين وتصنيفهم واستعمال طرق الاحصاء للخروج بنسبة المصابين بالحساسية من شجر البرسوبس.
- دراسة هذه العينات المصابة تحت جميع الظروف الممكنة ومقارنتها مع الحل المطلوب فقد نكون نسب التحسس بالبرسوبس قليلة بين حالات الحساسية وبالتالي لابد عند قرار الحل ان يؤخذ ذلك بالاعتبار.
أرجو ان اوفق في الاشارة الى بداية التعامل مع هذه المشكلة وغيرها من المشاكل بعيداً من العاطفة.
إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
طبيب بيطري