* تحقيق - ميشيل كامياس - نيقوسيا - رويترز
كان من الممكن ان تكون قبرص ضمن مجموعة دول تتقدم سريعا نحو الانضمام للاتحاد الاوروبي ولكن العقبة الرئيسية امام تحقيق هذا الهدف ليست اقتصادية ولكنها سياسية تتمثل في تقسيم الجزيرة.
في استقصاء قامت به رويترز تنبأ اقتصاديون ومحللون بأن هذه الجزيرة بشرق البحر المتوسط يمكن ان تنضم هي والمجر الى الكتلة التي تضم 15 عضوا في عام 2004, وبهذا يمكن ان تسبق بعام كامل اربع دول شيوعية سابقة تتفاوض حاليا للانضمام الى الاتحاد.
ولكن الدول الست كلها التي تشكل الموجة الاولى لتوسيع الاتحاد الاوروبي قد لا تستطيع الانضمام للوحدة النقدية الاوروبية قبل عام 2007 حسبما يشير متوسط عينة من اكثر من 60 محلا في شرق وغرب اوروبا.
قال اقتصادي حكومي لرويترز هدف قبرص الانضمام للاتحاد بحلول عام 2003 هذا افتراض عملي مبني على ترتيبات فنية وضعناها في الآونية الاخيرة .
ولم يتحدد موعد قاطع لانضمام قبرص للوحدة النقدية الاوروبية ولكنها تريد ذلك بأسرع ما يمكن حسبما قال الاقتصادي الحكومي.
ولكن المشكلة لا تعود الى اسباب اقتصادية تعرقل انضمام الجزيرة للاتحاد ولكنها طائفية حيث ان قبرص انقسمت منذ الغزو التركي للجزيرة عام 1974م في اعقاب انقلاب حرضت عليه أثينا الى قبارصة أتراك وقبارصة يونانيين.
ومنذ انقسام الجزيرة طائفيا بعد قيام جمهورية قبرص التركية في الشمال التي لا تعترف بها سوى انقرة وحكومة نيقوسيا تتفاوض للانضمام للاتحاد الاوروبي.
ومن ناحية اخرى تقدمت تركيا التي تعتقد نيقوسيا ان بيدها مفتاح تسوية مشكلة الجزيرة بطلب للانضمام للاتحاد ولكن تأجل النظر في طلبها بسبب ملفها في حقوق الانسان وخلافاتها مع اليونان عضو الاتحاد حول مشكلة قبرص والاقليات.
قال ليوبولد موريه كبير المفاوضين في موضوع قبرص اثناء زيارة للجزيرة الشهر الماضي, المشكلة السياسية تخيم على القضية برمتها, ويمكن لأي عضو ان يثير اسئلة حول ذلك.
وقد اعلنت دول اعضاء بالاتحاد خاصة فرنسا تحفظات على نظام اي دولة منقسمة الى الاتحاد بينما هددت اليونان حليف قبرص الوثيق بعرقلة اي توسيع للاتحاد اذا رفض طلب نيقوسيا.
قال ماركو بيانللي الاستراتيجي البارز بدار نومورا ومقرها لندن الموقف معقد بعض الشيء ويتوازى مع موقف الاتحاد الاوروبي وتركيا.
وحاليا انها منطقة لا تتضح فيها الرؤية بدرجة كافية.
ومن هذا المنطلق بالتحديد اسرع الخبراء في نيقوسيا بوضع كل الترتيبات الفنية الخاصة بالعملية, قال متحدث حكومي لا نريد التعلل بأي حجة قد تعطل العملية.
ويذكر ان دولا من وسط وشرق اوروبا لا تزال تقوم بعملية بناء اقتصاد السوق بعد 40 عاما او اكثر من حكم شيوعي هيمن على الاقتصاد, وتتقدم قبرص على مجموعتها باستكمال 10 جولات من 15 جولة مفاوضات تتعلق بشروط الانضمام, وستتناول الجولات القادمة قضايا مثل حرية انتقال السلع ورؤوس الاموال والخدمات ومسائل الضرائب.
ولا تزال قبرص تفرض قيودا على تدفق النقد واسعار فائدة بحد اقصى تسعة في المئة لم يتغير منذ عشرات السنين وتعاني عجزا ماليا تزايد بحدة في السنوات الاخيرة, والعجز ناجم عن فقدان عائدات رسوم جمركية تم الغاؤها تدريجيا على سلع من الاتحاد الاوروبي شريك قبرص التجاري الرئيسي.
وتجري منذ شهور مناقشة تغيير أسعار الفائدة الذي يجب ان يسبق حرية انتقال رؤوس الاموال في برلمان تسيطر عليه احزاب معارضة غير متحمسة لعلاج العجز المالي باجراءات لا تلقى قبولا تشمل فرض ضرائب جديدة.
ولكن بدون خطوات مثل هذه سيتفاقم العجز المالي ليصل بين 5,5 وستة من اجمالي الناتج المحلي.
ويذكر انه على طالبي الانضمام للوحدة النقدية الاوروبية ان يوفوا مجموعة من الشروط تشمل خفض التضخم والديون وعجز الميزانية بحيث لا تزيد عن ثلاثة في المئة من اجمالي الناتج المحلي.