المرأة تختلف عن الرجل, بعض الاختلافات منشأه بيولوجي وهذا الاختلاف هو ما يتشبث به الذين يحرصون على وضع المرأة في منزلة انسانية أقل, وبعض الاختلافات بالطبع منشأه اجتماعي ثقافي تشكل من الانفصال الطويل في اساليب العيش التي تحياها المرأة بعيداً عن حياة الرجل, لذا نشأت توقعات ونظرات مختلفة بين الرجل والمرأة مما كون سوء فهم مستمر بين الطرفين, فالمرأة تتوقع شيئاً من الرجل يختلف عما يتوقعه الرجل منها, ففي كل المجتمعات هناك ثقافتان: ثقافة الرجل وثقافة المرأة, فحتى في المجتمعات المنفتحة تميل المرأة للاختلاط بالمرأة, والرجل بالرجل وعندما يلتقيان في مكان عام كمقهى مثلاً ستلاحظ ان الطرفين يتصرفان بطريقتين مختلفتين وكأنهما غريبين قادمين من بلدين مختلفين.
وقد لاحظ العلماء ان الزوجين مهما كان الحب الذي يجمع بينهما لا يقضيان وقتاً طويلا معاً, ولا يتحدثان كثيراً الا في الامور العملية المشتركة كالأطفال ومشاكل البيت.
فالرجل يمكن ان يمكث ساعات يتحدث مع صديق (رجل) والمرأة كذلك يمكن ان تمكث ساعات تتحدث مع صديقة, بينما تميل المحادثات بين الأزواج الى الاختصار والسرعة, والرجل لا يشعر بهذا التباعد بينما تشعر به المرأة وتحاول ان تتفاداه, فغالباً لا يوجد مواضيع مهمة مشتركة بين الطرفين وهذا ناشىء من الاختلاف الثقافي بين الطرفين ومن توزيع المهام الاجتماعي الذي يرعاه كل مجتمع من المجتمعات الانسانية وان كان هذا الاختلاف الثقافي بين الجنسين بدأ يتلاشى في بعض المجتمعات مثل المجتمعات الاسكندنافية الا انه ما زال سائداً في بعض المجتمعات الغربية ذات السطوة كالمجتمع الأمريكي.
ومن الاختلافات الثقافية بين المرأة والرجل ما نشاهده في سوء الفهم لطبيعة عمل البيت الذي اسند ثقافياً للمرأة, فمعظم الرجال يعتبر ان الطبخ والشوي وملاحظة الأطفال هي من صميم عمل المرأة، اي مرتبط بأنوثتها ومن العيب ان يقوم به رجل مما ينقص من رجولته، لذا يظن بعض الرجال انه اذا ساعد زوجته في عمل البيت فستقل قيمته امام الزوجة نفسها, بينما يرى المحللون عكس ذلك تماماً فاذا قدم الرجل المساعدة الحقيقية لزوجته في اعمال البيت فسيكون محل تقدير كبير من المرأة وسيزيد من الروابط العاطفية والجنسية بينهما, فالمرأة تريد ان يكون زواجها قائما على المشاركة.
والاختلاف الثقافي الآخر الذي يسبب كثيراً من الخلط والمشاكل الكبيرة التي تعبر عن نفسها بطرق غير مباشرة قد تقوض أركان الحياة الزوجية هي النظرة للحب، فالحب بالنسبة للرجل قائم في كثير منه على الحضور الجسدي للمرأة اي الحضور الحي امامه، ويعتقد كثير من الرجال ان هذا الاحساس موجود ايضاً عند المرأة ولكن المرأة بقدر ما تتطلب هذا النوع من الحب فانها ايضا تتطلب كافة اشكال العاطفة, فمكالمة تلفونية من الزوج مكرسة لها قد تثير عندها عاطفة جياشة لذا يعزو بعض العلماء فشل الزوجين في حياتهما الجنسية الى سوء الفهم عند الرجل عن متطلبات المرأة,
يتبع يوم السبت
|