من النعم الكثيرة التي أنعم الله بها على هذه البلاد الطيبة هو حفاظها على ثوابتها الدينية والاجتماعية والموازنة بين الحفاظ على هذه الثوابت وبين التطور الحضاري, ففي مجال التعليم وهو من أهم المجالات نرى الفتاة السعودية تصل الى أعلى المستويات واصبحت تنافس اخاها الشاب في حصد أعلى الدرجات العلمية, من ضمن التخصصات التي ارتادتها الفتاة السعودية وبإقبال شديد تخصص الحاسب الآلي والشاهد على ذلك عمادات القبول في الجامعات السعودية ففي العام المنصرم اغلقت إحدى الجامعات باب القبول في الحاسب الآلي للبنات من الأيام الأولى للتسجيل وذلك بعد اكتفائها بتسجيل العدد المطلوب وممن كانت معدلاتهن فوق 95% على الرغم من أن النسبة المطلوبة لهذا التخصص 90% ولم يكن مجال التعليم هو المجال الوحيد الذي شهد تميز الفتاة السعودية بل جميع المجالات الحياتية على ألا يتعارض ذلك مع عاداتنا وتقاليدنا ولهذا نرى الموازنة الحكيمة بين المحافظة على الثوابت مع مسايرة التطور ولذلك فنحن بفضل الله عز وجل ثم بفضل هذه الموازنة لا نرى كثيرا من المشكلات الاجتماعية التي نراها ونسمع عنها في الغرب المادي او في من سار على نهجهم ومن ذلك إهمال المرأة بيتها والتخلي عن أهم وأسمى مهمة من مهامها وهي تربية النشء تلك البذرة التي إن فسدت فسد الزرع وخاب الحصاد وإن من عاش في الغرب او قرأ عنه يعلم كيف يعيش الأطفال في تلك الديار والمشاكل الاسرية التي لا حصر لها وليس المجال للتحدث عنها في هذه الأسطر.
ففي المجتمع السعودي لازال البيت هو ملك المرأة كما كان منذ الأمد والذي لن تتخلى عنه مهما كان بريق المادية الكاذب ومع ذلك فلم يمنعها ذلك من المشاركة في تسيير عجلة التنمية المباركة في إطار الحفاظ على الثوابت التي ذكرناها سابقا, ومن ضمن التقنيات الحديثة التي ستمكن المرأة السعودية من المشاركة في التنمية وفي نفس الوقت الحفاظ على الثوابت الدينية والاجتماعية هي تقنية المعلومات، فبفضل هذه التقنية المتقدمة وبفضل الاتصالات السريعة صار بالامكان التغلب على عقبة المكان والزمان وكثيرا ما نسمع في أدبيات هذا الزمان مقولة إن العالم أصبح قرية صغيرة بل نقول أكثر من ذلك حيث اصبح العالم مكانا واحدا فقد اصبح طوع أناملنا وصار بالامكان لاي فرد التعامل مع المعلومة في اي مكان في العالم وكأنها داخل الجهاز الذي أمامه او بالامكان المناقشة والتباحث مع أي فرد أو مجموعة من الأفراد في أي مكان في العالم وكأنهم وجها لوجه وذلك فيما اذا توفرت التقنية المطلوبة.
مع زوال عقبة المكان والزمان صار باستطاعة المرأة القيام ببعض الأعمال المكتبية من منزلها وذلك في وقت فراغها ومن ذلك ادخال البيانات وتطوير النظم وكتابة البرامج الحاسوبية وتصميم البرامج والنظم المعلوماتية ومن ذلك تصميم مواقع الانترنت فقد يكون ذوق المرأة أحسن من ذوق الرجل ولذلك تستطيع تصميم مواقع للانترنت مميزة ومن ذلك أيضا تقديم الاستشارات.
إن إدخال البيانات يعتبر من أكثر الأعمال تكلفة خاصة من قبل المؤسسات التي لديها بيانات كثيرة تحتاج لادخالها باستمرار لهذا فإن كثيرا من الشركات الغربية الأمريكية خاصة تستعين بشركات عبر المحيطات في شرق آسيا وفي الهند خاصة حيث العمالة رخيصة لإدخال البيانات.
إن تقنية المعلومات والاتصالات صارتا من التطور بمكان بحيث نستطيع التغلب على إشكالية الزمان والمكان وهذا هو الحل الأمثل لتشغيل المرأة السعودية فلم يعد المكان مشكلة فصار بإمكان المرأة ان تعمل من بيتها او من أي مكان مخصص حسب خصوصية المرأة السعودية، كذلك الزمان لم يعد ذلك المعضلة الذي يجب الالتزام به فبإمكان المرأة ان تعمل في وقت فراغها.
م/ مشبب محمد الشهري
الرياض المستشفى العسكري
mmshahri* scs.org.sa