أما بعد المخدرات,, وتضافر الجهود 2/2 |
في الجزء الاول من هذه المقالة,, تحدثنا عن الجهود التي تبذلها الدولة والمسؤولون فيها -حفظهم الله- لمواجهة خطر المخدرات ومحاولة اجتثاث هذا الداء من جذوره قبل ان يستفحل في كيان هذا الوطن وامتداد هذه الجهود حتى خارج هذا الوطن لآن قضية المخدرات لا تعني المملكة وحدها وانما تعني العالم اجمع وتتطلب تضافر الجهود بشكل واع,, ومدروس,,
تحدثنا عن جهود الدولة تجاه من اصابتهم لعنة هذه المخدرات واخراجهم من هذا الوحل,لكن ما أرغب اضافته في الحقيقة,, هو اننا مانزال بحاجة لمواصلة برامج التوعية وتكثيفها وعدم الاكتفاء فقط حتى بالمشاركة في المناسبات او الفعاليات العالمية للتحذير من ايام محددة من هذا الخطر - لأنني عندما اقول ذلك لأن تشخيصنا لوجود المخدرات كمرض ظاهر معروف وواضح لدينا ,, ونمتلك القدرات التي تمكننا من مواجهته لكن ان نتوقف عن متابعة المرضى او الجرعات العلاجية (اي برامج التوعية) والانقطاع عنها، ثم العودة اليها مجددا,, حتما سيخلف او يترك ثغرة هناك قد تؤدي الى استفحال هذا المرض,, واهدار الكثير من الجهود في مقابل ذلك ,, وهذا بالطبع ما لا يرضاه او يتقبله المعنيون في الدولة بهذا الامر, وبالتالي حتى نبلغ الهدف وحتى تحقق الجهود التي يبذلها المسؤولون في الدولة للنتائج المرجوة والقضاء نهائيا على المخدرات ,, فإن هذا الامر يرتبط ارتباطا كليا بتواصل الرسالة وتتبع ايصالها للفئات المستهدفة بشكل متسلسل من خلال تتابع برامج التوعية.
ايضا وطالما ان خطط التوعية تستهدف الشباب فهذا مما يجعلنا نأمل من المسؤولين سواء في وزارة الداخلية او اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات,, الاستفادة من تلك الصور التي نطالعها بين الحين والآخر في صحفنا,, التي ينفطر لها الفؤاد ويدمى لها القلب,, والتي توضح النهاية المؤلمة,, التي وصل وسيصل اليها كل من حاول الانجراف وراء المخدرات بلا عقل او ضمير - ودفع حياته كثمن باهظ مقابل استهتاره,, وتحويل هذه الصور الى (بوسترات وليست كمطويات),, وتكبيرها بالشكل الذي يوضح هذه المآسي وتعليقها في المدارس - الجامعات - الاندية الرياضية - مؤسسات القطاع الحكومي والخاص,, المصانع وحتى السجون - وفي كل موقع من الممكن ان تصل اليه انظار المواطنين والمواطنات مع تضمين هذه البوسترات بإحصائيات عن عدد الذين لقوا حتفهم ودفعوا اعمارهم ثمنا مقابل جرعة من هذه السموم القاتلة - واخرى توضح عدد المهربين الذين تم تطبيق الحكم الشرعي بحقهم فور صدور المرسوم الملكي الذي ينص بذلك وحتى الآن.
ايضا اعتقد ان الانترنت اصبحت احد اسلحة العصر الحديث,, سلاحا ذا حدين له ايجابياته وسلبياته التي تفوق حجم تلك الايجابيات، وبالتالي لماذا لا نفكر بالاستفادة منه ايضا لتحقيق نفس الهدف الذي سبق الاشارة اليه,, سواء في تفعيل برامج التوعية او عرض تلك الصور,, او في مواجهة الذين يروجون لهذا السلاح,, والتعامل معهم بنفس السلاح الذي يسدد الينا خصوصا ان الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب قد حذرت من الاساليب الوضعية التي يتم استخدامها عبر الانترنت للترويج عن المخدرات,الدولة كما ذكرت لم تقصر ولكن هي في حاجة الى تضافر جهودنا جميعا والى جهود كل فرد يعيش تحت مظلة هذا الوطن,,, الكبار والصغار الشيوخ والشباب النساء والرجال وهي ليست في حاجة فقط الى جهود افراد المنظومة الاجتماعية الكبيرة فحسب,,وانما هي في حاجة وقبل كل شيء الى تضافر جهود تلك المنظومة الاسرية الصغيرة التي تتكون من الآباء والامهات لأن مسؤوليتهم اكبر,, ودورهم مازال في حاجة الى نظرة تأملية وافية وخصوصا وان هذا تنصب عليه الكثير من التبعات، وان كنت لا اعني الجميع بذلك ولكنني ألمح الى تلك الاسر التي تتجاهل او تحاول ان تتجاهل,, حدوث بعض المخاطر نتيجة اختيار اسلوبها الخاطىء في كيفية التعامل مع ابنائها من الجنسين، ونجد منهم من يبالغ في اسلوب تدليله لهم,, والبعض الآخر يتعامل بشيء من القسوة الزائدة او تعاطف الآباء والامهات مع ابنائهم ومحاولة التستر على اخطائهم وتصرفاتهم التي قد تقودهم الى طريق التهلكة,, واخفاء كل منهما على الآخر بحجة حتى لا يتعرف الاب او الام وان كنت اعتقد من النادر ممارسة الاب لمثل هذا السلوك لحقائق الامور المؤلمة وكما يقول المثل العامي (الا بعد ان يقع الفاس في الرأس).
مريم شرف الدين
|
|
|