سقسقة:
الاحتفاظ بالرأس خير من الاحتفاظ بالقبعة .
- حكمة عالمية -
* * *
التعبير عن الفرح يتخذ اشكالاً مختلفة باختلاف المجتمعات وايضاً على نطاق أضيق باختلاف الأسر في المجتمع الواحد.
واذا كنا نستجيب للضغوط الاجتماعية فنمارس التعبير عن الفرح بكثير من المبالغة والاسراف عبر طقوس الاحتفالات الزواجية فلعلنا نحاول الا تمتد الضغوط إلى الاجيال القادمة فيمارسون نفس تلك الاساليب.
اقول ذلك لما أقرؤه هذه الأيام عبر الصحف المحلية من مناقشة بعض الاقلام لأهمية حضور الاطفال لاحتفالات الزواج المقامة في صالات الافراح والفنادق وحرص الغالبية من الداعين على منع اصطحاب الاطفال.
والحقيقة ان تلك الحفلات - بما تحمله من تعبير متطرف عن الفرح في رأيي - لاتناسب الاطفال، فما الذي تستفيده الطفلة حين تصطحبها والدتها الى مكان مضاء بالانوار ونساء يغنين ويرقصن ساعات طويلة بالاضافة الى مراسم الحفلات التي تؤطر بالسهر الطويل.
السؤال هنا ما الذي ستفعله الطفلة؟!
اما ان تبحلق عينيها في ماتراه امامها دون فهم لما يحدث سوى انه تعبير عن الفرح لاتفهمه واما ان تهب للرقص وهي بذلك تزاحم الكبار في عالمهم وتترك عالم الطفولة الى عالم التقليد لأجل التقليد.
هذا اذا سُمح لها بالدخول وفي الحالات الاخرى والتي تمنع فيها الفنادق او صالات الاحتفالات دخول الاطفال, تشعر تلك الطفلة بأنها تسببت في حدوث مشكلة حين تصطحبها الأم وتمكث في جدال مع حارس الأمن لتقنعه بدخول الطفلة.
إن مراسم احتفالات الزواج لدينا لاتناسب ألبتة عقول الصغار فلماذا نزج بهم في هذا العالم ولماذا نرغمهم على تعلم وسائل ترفيه لاتناسبهم ولا تفيدهم.
يكفي اننا نحن الكبار بكامل قوانا العقلية نهدر المال والوقت والصحة للتعبير عن الفرح الذي لايحتاج مطلقاً الى كل هذا الجهد واحيانا الزيف الذي يمارس لأجل الآخرين, الفرح ياسادة ابسط من ذلك بكثير ولايحتاج إلا إلى قلوب تعرف كيف تمارسه دون عناء وعقول تدرك ان الاسراف لايأتي بخير واللهاث وراء المظاهر الكاذبة يخدّر الوعي الاجتماعي.
فاذا عجزنا عن تغيير مثل هذه التقاليد الاجتماعية البالية فلنخجل ان نورّثها للجيل القادم الذي علينا ان نزرع في عقله الاهتمام بالمضمون اولاً والسعي الى استثمار الجهد والوقت والمال وليس التورط في استغلال العقل.
ناهد باشطح