ماذا بعد احتفائنا بالذكرى المئوية؟ الذكرى المئوية ستبقى مترسخة في جميع أوجه حياتنا,, ونتلمسها في التطور والأمن الذي ننعم به نريد الخروج من هذه المناسبة بأهداف تربوية,, ومعرفة واجبنا نحو الوطن |
* جدة - مريم شرف الدين
تباينت الصور والاساليب في كيفية الاحتفاء بالذكرى المئوية التي مازالت تنفحنا بنفحاتها العطرة المفعمة بأسمى واجمل معاني الحب,, التي عبرت بها المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا للتأكيد على المعنى الحقيقي للتلاحم الذي غرسه الملك عبدالعزيز نبتة صغيرة فكبرت حتى غدت شجرة اينع ثمرها وستظل بمشيئة الله صامدة صمود هذه الارض,, في مقابل ما قدمه هذا الملك الرائع لهذا الوطن.
وهذا يجعلنا نتساءل هنا,, احتفاؤنا بالذكرى المئوية هل يكفي لتخليد ذكرى قائد وانجازاته العظيمة والكبيرة التي رسمت ملامح هذه الدولة؟
ايضا كيف يمكننا تفعيل هذا الحدث والتذكير بهذه الذكرى واستمرار استرجاع ما قدمه الملك عبدالعزيز يرحمه الله لوطنه ولشعبه للاحساس بقيمة هذا الوطن وبمعنى اصح ماذا بعد احتفالاتنا بالذكرى المئوية؟
سؤال تشاركنا في الاجابة عليه عدد من بنات هذا الوطن واستطلاع آرائهن حول هذا الموضوع:
في البداية تقول د, طريقة بنت سعود الشويعر مديرة ادارة الاشراف التربوي بجدة.
في الحقيقة مرور مائة عام على تأسيس المملكة هي مناسبة كان لها استعداد واضح وملموس على كافة المستويات في المملكة العربية السعودية صحيح تعتبر كفترة زمنية قصيرة,, لكنها كانت غنية ومفعمة بالعطاء الذي امتد على مدى مائة عام منذ بداية المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وحقب ابنائه حتى اصبحنا اليوم ننعم بأمن وسلام وانجازات على كافة المستويات.
ومن هذا المنطلق انا اقول ان مناسبة هذا الاحتفاء كانت بمثابة حدث للاجيال التي لم تعاصر الملك عبدالعزيز لابد لهم من الاطلاع على كيفية قيام هذا البنيان القوي المتماسك على لبنة وعلى اساس قوي,, وهو امتداد لأسس راسخة وقوية مازالت ممتدة الى اليوم.
المناسبة بالتالي عززت جوانب الانتماء في المجتمع واوضحت للاجيال الرحلة التي امتدت عبر هذا العدد الهائل من السنوات حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم فكان من الطبيعي ان يتم تعريف هذه الاجيال بالمناسبات الاحتفائية.
انا اتصور انه نحن ايضا نخصص يوما للاحتفاء باليوم الوطني وهو يوم نسترجع فيه العام تلو العام,, الانتماء للوطن وتقوية الارتباط بجوانبه المختلفة واظهار روح الانتماء من خلال الاجتهاد والعمل الدائب كل على حسب موقعه,, وهذه المشاعر مستمرة وموجودة على طول الزمن,, والمفروض تعزيز هذه الجوانب في الاسرة وفي المدرسة وتعزيز جوانب الانتماء والولاء وامتداد هذا الدور للمجتمع وما نقدمه من خلال مسئولية كل فرد في العطاء للمجتمع نفسه,, ومحاولة ابرازه وان يكون له حضور في المرافق والجهات على اعتبار انها القطاع الذي يعد للمستقبل هذه المناسبة يجب ان تجعلنا نقف عندها مع انجازات كل عام.
إعادة نظر
اما د, نجوى ابوزنادة عميدة كلية التربية للاقسام العلمية بجدة:
فتضيف من جانبها قائلة اليوم احتفلنا بذكرى مئوية,, اذن بعد مضي سنة او سنتين لن تكون هناك مئوية,, الاطفال القادمون كيف بامكانهم ان يعوا احتفال المملكة بهذه الذكرى.
وبالتالي مناهج التاريخ في حاجة الى اعادة النظر والتغيير لإشعار الاجيال القادمة بأن هناك قائدا بانيا ومؤسسا فذا وهناك موحد لكيان هذه الدولة بمعنى ان ما هو مكتوب في كتب التاريخ لا يكفي,, ولابد لنا من اشعار الاجيال القادمة عن حياة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والفرق الكبير في الانجازات الكبيرة التي تحققت في عهد الملك فهد.
ايضا لابد من اعطاء صورة لتوضيح ما كانت عليه المملكة في الماضي وما اصبحت عليه في الحاضر من خلال منهج التربية الوطنية.
ولابد من اعطاء الوطنية طابعا آخر عن فتح الملك عبدالعزيز لبلاده وكيفية اعادة تأسيسه وتوحيده لها,, وتضمينها في هذا المقرر,, وادخال مادة تعنى بهذا الجانب في التعليم العالي وحتى الكليات.
العوامل الإيجابية للاحتفالات
اما د, هدى باطويل وكيلة عمادة شئون المكتبات قسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز فترى من جانبها ان ذكرى توحيد الملك عبدالعزيز للمملكة من خلال هذه الاحتفالات قد ساهمت بشكل واضح في ترسيخ شخصية هذا القائد في نفوس الاطفال الصغار قبل الكبار,, حيث كانت هذه الميزة من العوامل الايجابية الجيدة التي تحققت من الاحتفالات التي حدثت,, ومعرفتهم لتاريخ المملكة وبداياتها وانجازاتها واسهاماتها,, وكيفية تطورها من دولة كانت لا تملك اي مصدر من مصادر التنمية الى دولة تمتلك اكبر مقومات التنمية.
تفعيل المناسبة
اما عن كيفية عدم الانقطاع,, والتواصل مع هذه الذكرى,, فتقول د, هدى باطويل الآن مثلا ارى الاثباط في مناهج التعليم وضرورة ربطهم بهذا الحدث ومادة التربية الوطنية ماهي الا نوع او احد العوامل لتفعيل الاحتفالات التي تمت لتمجيد ذكرى قائد عظيم في نفس الوقت الذي تجعل الطالب يشعر فيه بعمق الانتماء خاصة بعد ان صارت التربية الوطنية من المرحلة الابتدائية.
ايضا غير هذا فان احساس الانسان تجاه هذا الحدث واسترجاعه له ليس في التعليم او المنهج وانما ستبقى مترسخة في جميع اوجه حياتنا ونتلمس اثار وملامح هذه الاحتفالية من خلال التطوروالتقدم الذي نحن فيه,, واعتقد ان هذا يكفي لأن يشعر الانسان بأن وراء هذه الانجازات,, انسان ملهم وقائد شجاع ادار دفة البلاد لتصل الى ما وصلت اليه الآن طبعا في ظل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والحكومة الرشيدة التي تحاول بقدر امكانياتها للتغلب على الصعاب.
أهمية الذكرى
كما تشاركنا,, د, هانم حامد ياركندي مديرة وحدة الدراسات والبحوث التربوية بالرئاسة العامة لتعليم البنات بمحافظة جدة فتقول طبعا الاحتفاء ولمجرد الاحتفاء وحده,, لا يكفي الا انه ستبقى له اهميته الكبرى لتذكير الصغار الذين لم يكن لهم معرفة بالملك عبدالعزيز,, ولكن بعد الاحتفالات التي حدثت بصراحة الكل اصبحت له المعرفة وتكوين رصيد من المعلومات عن هذا القائد العظيم حتى الفرد الذي لم يسبق له الاطلاع على تاريخه,, هذه المناسبة اتاحت له فرصة الاطلاع على تاريخه.
وهذه الاحتفالات حقيقة كانت لها فوائد كثيرة على الصغار والكبار.
النقطة الثانية وكما تلمسنا فقد توثقت الكثير من المعلومات التاريخية عن طريق الكتب والوثائق والاشرطة التي تم اصدارها بهذه المناسبة,, كما يمكنني القول ان هذه الاحتفالات تعتبر نقطة في بحر تلك العطاءات التي اجزل بها الملك عبدالعزيز لهذه الدولة وما تحقق على يديه من بطولات كما لايعني ذلك بعد مرور عام او عامين اننا لن نتذكر اعماله او ما استرجعناه خلال احتفائنا هذا العام وانما هو بصراحة اعماله ظاهرة في كل شبر من ارضنا.
ولكن من اجل ان هذه الذكرى تعتبر عن المئوية الاولى بعد ان توحدت المملكة عام 1351ه على يديه,, وبعد وفاته ظهرت اجيال ربما لم يتثن لنا اللحاق به اضافة للكثير من المعلومات التي لم يسبق لها ان توفرت لنا وغير ذلك ان ما درسناه في التاريخ من معلومات كانت بسيطة للغاية.
وهذا الاحتفاء اجده فرصة للاجيال التي أعقبت الملك عبدالعزيز ولم تعايشه او تتعايش مع ايامه صفحات مفتوحة لتتعرف على ما تحقق على يد هذا القائد وعظمة هذا القائد واجدها فرصة ايضا دائما لأن ننمي الانتماء,, انتماء الافراد نحوالوطن والارض.
ونشدد هنا,, لأن الانتماء يعتبر من الاشياء الاساسية للانسان,, واذا لم يحاول اشباعها,, فهذا مما يتسبب في عدم اهتمامه بالكثير من الامور في حياته.
فرصة لتنمية روح الانتماء
وكما ذكرت هذه فرصة لان ننمي في الشباب والافراد وحتى الاطفال روح الانتماء نحو هذا الوطن ونحو الارض وهذا الاحساس من المفروض ان يكون في كل وقت والحقيقة الاحتفالات كانت لها اهداف كبيرة للغاية من اهمها:
ان يتذكر الواحد منا نعمة الله سبحانه وتعالى (واما بنعمة ربك فحدث) فمن نعم الله تعالى على هذه البلاد ان انعم عليها بهذا الرجل الذي كانت له شخصية فذة وحنكة سياسية استطاع من خلالها ان يلم الجزيرة العربية بعد ان كانت تعيش في فرقة وشتات وحروب وسلب ونهب فصارت دولة واحدة تحت راية لا اله الا الله وبصراحة هذا امر كبير للغاية وتعد هي اول وحدة عربية في منظومة الوطن العربي.
اما عن كيفية تفعيل هذه الذكرى فبمشاركة الصغار والكبار وكما سبق ان عملنا في المدارس واعداد مسابقات متنوعة,, ثقافية - علمية ودينية وهذه كانت من وسائل تفعيل هذه المناسبة لانه عندما نضع الطالبة في سياق هذه التجربة التي ستتيح لها الفرصة على الابداع الثقافي ليس فقط باستيفاء معلومات عن الملك عبدالعزيز.
اضافة الى الاناشيد الوطنية والتمثيليات كنوع من التفعيل الى جانب ما يوجد لها من فائدة علمية وترفيه للنفس,, لان الانسان بطبيعته يحب الترفيه.
ايضا بالطبع اذا انتهت المناسبة فلن تكون بالتركيز الكبير الذي سبق ان لمسناه في مستهل هذه الاحتفالات وتفعيل احتفائنا بالذكرى المئوية الا انها سوف تترك اثرا كبيرا باعتبارها من العوامل النفسية التي تؤثر على سلوكهن وتصرفاتهن والاحساس بمشاعر خاصة ومجرد التفاعل مع هذه الذكرى فهذا بحد ذاته يعتبر نوعا من التفعيل الذي يبقى من الصعب نسيانه.
ذكرى عزيزة
وتقول الاستاذة الهام صبان: مما لاشك فيه ان هذه الذكرى المئوية هي ذكرى عزيزة على قلوبنا,.
ولتفعيل هذا الحدث قد كنا نتمنى ان تكون هناك جنادرية مصغرة في كل مدينة تبين انجازات هذا القائد وتوضح ما كانت عليه هذه المدينة قبل التوحيد وما نعمت به من خيرات بعد التوحيد.
كما نتمنى ايضا ان تكون مساهمات المؤسسات الحكومية بناءة اكثر بحيث يساهم كل فرد فيها مساهمة فعالة عن طريق المشاركة في المهرجانات او الانشطة,, لالقاء الضوء على التحولات التي حدثت في هذا القطاع وتجسيدها بالصور التي توضح المراحل التسلسية لهذه التحولات مع كل منطقة بها.
والتعبير عن طريق الكلمة وتخصيص الصحف والمجلات لمساحة معينة لآراء المواطنين للتواصل مع هذه الذكرى من خلال انطلاقة فعاليات الذكرى المئوية وكنا نتمنى ان تكون هناك بعض التذكارات التي يتم اصدارها بهذه المناسبة كالقمصان والاقلام وغيرها حتى ان كل طفل وكل شخص يحتفظ بهذا التذكار ويحمله معه اينما ذهب.
واخيرا نقول ان ما تكنه قلوبنا تعجز اقلامنا والفاظنا عن التعبير عنه,, ففي القلب يوجد الكثير من الحب والعرفان والتقدير لهذا القائد ولابنائه الذين اكملوا المسيرة من بعده.
اما الرسامة التشكيلية فوزية عبداللطيف فجاء رأيها متوافقا مع المشاركات في هذا الموضوع,, وتأكيد الجميع بالاجماع بان هذه الاحتفالات خلدت ذكرى رائعة.
وتضيف: حقيقة من خلال الدعوة التي وجهت لنا لحضور الجنادرية هذا العام ومن خلال الفيلم الوثائقي الذي تم عرضه عن التوحيد,, واستعراض الكيفية التي كانت عليها القبائل واراق بعضها دماء البعض والتناحر لاتفه الاسباب,, وكذلك من خلال الصور العظيمة التي تجسدت في الجنادرية احسست بأن الملك عبدالعزيز قام باكبر انجاز لامته ولوطنه الذي ينتمي اليه.
فنحن بالتالي مهما قدمنا الشكر ومهما احتفلنا بالمائة فلن تضاهي في مستواها او في قيمتها شيئا مما قام به يرحمه الله وقدمه للمملكة العربية السعودية ومواطني هذه البلاد وربما اعتبره قطرة في محيط وعن مواصلة تفعيلنا لهذا الحدث تقول: اعتقد باعتبار انني رسامة فالريشة عبرت عن اشياء كثيرة ايضا احساسنا باستمرار هذه الذكرى ليس سنويا فحسب.
وانما بالانجازات التي يقدمها المسئولون وبالاشياء التي نشاهدها ونلمس تطورها يوما بعد الآخر,, وبطبيعة الحال المواطن يستشعر قيمة هذه الاشياء في مختلف اوجه حياته.
|
|
|