ارجو سفينة مشهورة عُرفت بهذا الاسم إما لخفتها ، فاللفظة الاغريقية argos تعني خفيف الحركة - رشيق أو نسبة الى ارجوس الذي وضع تصميمها او الى الارجين سكان ارجوس الذين ركب عدد كبير منهم السفينة, اما ملاحوها فقد اطلق عليهم اسم الارجونت نسبة الى السفينة ارجون وعندما اشرفت منيرفا على بناء السفينة وقطعت الاخشاب من فوق جبل بليون اطلق على السفينة - لقب بلياس او بلياكا.
والمعتقد ان ملاحي الارجو كانوا يبلغون اثنين وخمسين ملاحا بخلاف حاشيتهم واختير ياسون المحرك الاول لمشروع الابحار الى كولخيس للاستيلاء على الفروة الذهبية قائدا للحملة وذكر من بعده عدة اسماء من اعضاء الحملة نذكر منهم: هرقل - اكاستس بن بلياس - أوريث الكنطور المشهور - مينوتيوس ابو باتروكل - ادميتوس ملك لتاليا وغيرهم.
وركب ملاحو الارجو سفينتهم من رأس ماجنسيا بتساليا، فنزلوا اولا في جزيرة ليمنوس التي كان يسكنها وقتئذ طائفة من النسوة ان لم يكن من الامازونات ثم اتجهوا الى جزيرة ساموتراس ساموثريكي حيث استشاروا الملك فينيوس ابن اجينور الذي وعدهم بأن يوصلهم سالمين الى كولجينس اذا هم خلصوه من الهاربيات ودخلوا مضيق هيليسيونت وتقدموا بحذاء شاطىء آسيا الصغرى حتى خرجوا الى عرض البحر الاسود بونت اوكسان عن طريق مضيق سيميليجاد او جزر كيانيا وتقع هذه الجزر او بالاحرى تلك الصخور البحرية عند مدخل البحر الاسود ولا تترك بينها الا حيزا عرضه عشرون ستا مقياس طول اغريقي قديم يبلغ 202 ياردة .
وهناك تقبل امواج البحر متدافعة فتتكسر على الشاطىء هادرة ويتشكل من الرذاذ ما يشبه الضباب الذي يغيم وجه السماء فارتعب ملاحو الارجو عند رؤية هذا المضيق ولم يحاولوا عبوره الا بعد تقديم القرابين - - حسب معتقدهم - لجينون ونبتون, وكان المعتقد ان هذه الصخور متحركة فهي تقترب بعضها من بعض حتى تبتلع السفن التي تحاول المرور وتغرقها وعند هذا منعها نبتون من ان تصدم السفينة ارجو وثبتها في مكانها ابد الآباد.
وواصل ملاحو الارجو رحلتهم وساروا متتبعين الساحل الآسيوي حتى وصلوا الى ايا aeo عاصمة الكولخيس وانجزوا مشروعهم وبعد ان استولوا على الفروة الذهبية بمعونة ميديا رحلوا الى بلاد الاغريق وسار في اعقابهم اينيس واجتازوا البحر الاسود، ودخلوا في البحر الادرياتي عن طريق نهر الدانوب ووصلوا الى بحر مردينيا عن طريق نهر اريدان ونهر الرون.
وتولت تيتيس والحوريات قيادة السفينة عبر مضيق خاربيدس ومضيق سكيللا وعندما مروا على مرأى من الجزيرة التي تسكنها السيرنيات حفظتهم انغام قيثارة اورفيوس المتوافقة البديعة من سحرهن.
وفي جزيرة كورفو التي كانت تسمى فيما مضى فياكيا قابلوا اسطول ملك الكولخليس الذي تعقبهم خلال مضيق السيمبليجاد وجاء ينذر الكينوؤس ملك الجزيرة ان يسلمه ميديا ووافق هذا الامير بشرط الا تكون قد تزوجت ياسون بعد، الامر الذي عجل بزواجهما واقلعوا بعد ذلك، وجنحت بهم السفينة على صخور لكن نجوا من هذه الورطة الشديدة بأن حملوا سفينتهم على اكتافهم حتى بحيرة تريتونيس بليليا - اي افريقيا -
اتخذ ملاحو الارجو طريق البحر من جديد، فاعترض رحلتهم الوحش تالوس talus وهو مارد له اقدام برونزية كان يوقع الرعب والاذى بجزيرة كريت، وقام هذا المارد الذي لا يمكن اصابته الا في اعلى عرقوبه فمنع نزول ملاحي الارجو الى البر، اذ جعل يلقي في الخليج صخورا تحمل احراشا حتى تسد الدخل او تمنع السفينة من دخوله، غير ان ميديا استطاعت بسحرها ان تقطع له شريانا فوق رسخ قدمه بينما كان يتجول على الشاطىء ومن ثم كان هلاكه.
ونزلوا الى البر أخيرا في جزيرة ايجينا ووصلوا الى لتاليا وكرس قائدهم ياسون السفينة ارجو لنبتون وفي قول آخر لمنيرفا في برزخ كورنته ثم حلقت حيث صارت كوكبا.
|