** ظهر فن حياكة وتطريز اللحاف في امريكا خلال الفترة الاولى من تاريخ المستعمرين الاوائل اي في القرن السادس عشر, فالحياة القاسية دفعت الناس الى استخدام الملابس وأغطية السرائر حتى تهترئ وبعد ذلك يتم قصها وتقطيعها الى قطع صغيرة ومن ثم حياكتها من جديد وتستعمل كأغطية للسرائر,
وكان يحشى اللحاف بأي شيء يمكن الحصول عليه كأوراق الشجر الجافة وأوراق الرسائل القديمة والخرق البالية,, فقد كان اللحاف في ذلك الوقت يرمز الى المعاناة الشديدة التي مر بها سكان ولاية نيو انجلند خلال السنوات الاولى من حياتهم.
وبحلول القرن السابع عشر شهد فن حياكة وتطريز اللحاف تطورا ثانيا مهماً خلال هذه الحقبة,, حيث اصبحت سيدة المنزل تأخذ في الاعتبار عند تنفيذ اللحاف عدة عوامل كضيق المكان وضخامة حجم سرير النوم والذي يستخدم اثناء النهار كمستودع توضع تحته اغراض المنزل لذا كان من الضروري ان يكون اللحاف كبيرا جدا ليخفي ما تحت السرير, وكانت طريقة تنفيذ لحاف بهذه المواصفات تقوم على وحدات قماش صغيرة بحجم كف اليد ويتم حياكة وتطوير كل وحدة على حدة ثم تجمع كلها في قطعة او مفرش قماشي واحد كبير, واستمر تطور الافكار حتى تبلورت اكبر نقلة في فن حياكة وتطريز اللحاف: وهو عمل تصميم واحد على قطعة قماش متكاملة ثم يكرر التصميم نفسه حتى يصبح نمطاً واحداً للحاف بأكمله.
تواصل نمو هذا الفن في امريكا خلال القرنين الثامن والتاسع عشر,, لكنه كان مرتبطا بالمكان اكثر من الزمان, من الامثلة على ذلك التصميم المسمى مخلب الدب وذلك لان الدببة كانت تعيش بكثرة في ولاية اوهايو غرب امريكا، وتصميم قدم البط لكثرة البط في ولاية نيويورك بلونج آيلند وتصاميم متعددة كيد الصداقة والطريق الى كاليفورنيا وعاصفة في البحر وغيرها العديد من التصاميم , ومن ثم استمدت بعض التصاميم أسماءها من احداث تاريخية وادوات مستخدمة في الحياة اليومية.
وهكذا تطور فن حياكة وتطريز اللحاف الامريكي عبر الزمان وارتفع الى مستويات راقية في الولايات المتحدة الامريكية حتى بات يعرف حول العالم بأنه فن امريكي .
اصبح الآن اللحاف هواية تمارسها اربعة عشر مليون امريكية انفقن 1,5 بليون دولار على هذه الهواية خلال عام 1997م,, واحدى اكثر الحرف اليدوية شعبية في اليابان خلال عشر السنوات الاخيرة ويتمتع بشعبية كبيرة ومتنامية في استراليا ونيوزيلندا وكندا وجنوب افريقيا وانجلترا وفرنسا وهولندا والدنمارك والمانيا, وهناك اعداد متزايدة من محبات هذا الفن في سوريا والاردن والامارات العربية المتحدة ولاشك في وجود غيرهن في دول اخرى كثيرة.