من العادات والتقاليد القديمة في مصر - ولا يزال بعضها سائدا في انحاء منها - عادة الاحتفال بما يسمى ب السبوع وذلك في اليوم السابع لمولد الطفل، حيث تجمع الوالدة صديقاتها وتمضي اليوم كله في لهو معهن,, وتنقضي الفترة بين الافطار والغداء في غناء وبعد الغداء يقام حفل للطفل الجديد، وهو عبارة عن نزهة في كل حجرات المسكن وتمشي واحدة من الخادمات على رأس الاحتفال حاملة صينية من النحاس وضع فوقها - وبشكل دائري - عدد من الشموع يعادل عدد النساء اللاتي يشاركن في الاحتفال.
وهذه الشموع بألوانها المتعددة تضاء ثم تسير بعدها القابلة الموكلة بالطفل، وعلى جانبيها خادمتان، تحمل صغراهما موقدا من النحاس الاصفر، وتحمل الاخرى طبقا يحتوي على حبوب شعير وقمح وعدس وفول وأرز وملح وبخور,, أي سبعة أصناف بعدد الايام التي انقضت منذ مولد الطفل.
بعد ذلك تمشي الام تحيط بها اقرب صديقاتها اليها وتشكل الزوجات الاخريات آخر مجموعة من الموكب , وفي اثناء السير تعزف موسيقى صاخبة وفي كل مرة يدخل فيها الموكب حجرة من الحجرات تأخذ القابلة حفنة من الحبوب والبخور بيمناها وترمي بجزء منه في الحجرة، وترد عليه الاخريات بزغاريد طويلة جدا، ويصبح ايقاع الموسيقى اسرع واكثر صخبا، وتحاول النساء ومعهن الاطفال والفتيات الصغار السيرفوق الحبوب المتناثرة في كل مكان.
وعند العودة الى صالة المنزل توضع صينية الشموع على كرسي بدون مسند ، وتأخذ الفتيات الصغيرات والاطفال الشموع، وبعد ذلك تحمل الصينية ويوضع بداخلها النقود.
والجدير بالاشارة ان المولود اذا كان بنتاً يشتري الاهل له قلة,, واذا كان المولود ولدا يشترون له ابريقاً.
وفي ليلة اليوم السابع توضع القلة أو الابريق وبه الماء بجوار المولود وبه شمعة كبيرة مضاءة وحولها عدد من الشموع الصغيرة في صينية بها ماء، ويوضع في هذا الماء حبوب من الفول تيمناً به، ويشرب في اليوم السابع من الابريق افراد الاسرة لزيادة الروابط بينهم وبين المولود, ثم توضع فوق القلة او الابريق بيضة مسلوقة يأكلها شخص مسن حتى يعيش المولود عمرا مديدا,, وتكحل عيون المولود بالكحل وذلك حتى تتسع عينه ويقوى بصره,,!!!
ومن المستحب في هذا اليوم تسمية المولود وحلق شعره، وعند المغرب يبدأ الاحتفال باطلاق البخور في جميع انحاء المنزل ، وتحمل الام وليدها وتدور به في المنزل، ويسير وراءها الأطفال وهم يحملون الشموع المضيئة ويغنون حرجا لاتك برجالاتك ,, حلقة ذهب في ودناتك وكلمة حرجالاتك مشتقة من حرجل، وهي تعني برجليك الصغيرتين سوف تعدو وتسير حتى تشب وتكبر، ويردد الاطفال هذه الكلمات وراء السيدات الكبار.
بعد ذلك يوضع المولود في غربال وتقوم سيدة بدق الهون النحاس.
واثناء دق الهون تقوم احدى السيدات بهز الغربال حيث يعتقد ان دق الهون يفيد في عدم فزع المولود فيما بعد من الاصوات الصاخبة العالية، وانها وسيلة - ايضا - لابعاد الارواح الشريرة منه، كما ان هز الغربال مفيد للجهاز الهضمي للمولود كما يعتقدون انه ينقي مثلما تنقى الغلة بالغربال.
ثم تخطو الام على وليدها وهو داخل الغربال سبع مرات حيث يعتقد انه يقي المولود من الاصابة ببعض الامراض فيما بعد، بعدها ترفع الام وليدها في الغربال,, وتقوم احدى السيدات بدحرجة الغربال في المنزل حتى يمشي الطفل في أوانه.
وبعد ذلك يوزع على الاهل والاصدقاء الاكياس المملوءة بالحمص والحلوى، ذلك حسب الحالة الاقتصادية لكل اسرة ثم يقوم الاهل والاصدقاء باعطاء المولود النقوط .
|