التصريحات الاعلامية فن من فنون ادارة شئون الفرق,, وكثير من الادارات من لا يملك سوى هذه الموهبة الكافية كثيراً لانتزاع بطولات خاصة، وتجنب خسائر العلاقات مع الجماهير ووسائل الاعلام,, وتزداد هذه الموهبة تألقاً وحضوراً على الساحة لدى بعض من يديرون شئون الفرق المرشحة,, سواءً كان الترشيح للمنافسة على اللقب اي القمة ,, او المنافسة على الهروب من الترحيل بحجة انتهاء فترة الاقامة .
من جهتها,, قبيل بداية الموسم الرياضي,, تحرص ادارات الاندية على تجهيز فرقها للمسابقات بحسب السيولة المتوفرة، او بحسب الثقة الائتمانية التي تدعم النشاط العاجل بالدفع الآجل,, واصحاب هذه الميزة في هذا الوقت العصيب قليلون جداً، وربما معدومون كعدم وجود الضبان في مستنقعات نهر المسيسبي!
ولان الجماهير الرياضية لا ترحم,, فان القدرات الابداعية تتألق بين اعضاء مجلس الادارة لاختراع اشكال بديلة لبرامج الاعداد تسمح بتقديم ما يمكن اعتباره برنامج تجهيز للموسم مما يكفي لتمرير الوقت بدون احتجاجات,, والمعروف عندنا ان اية احتجاجات لا تظهر في هذه المرحلة,, لكنها تظهر وتتأزم مع هطول النتائج المخيبة!,, فتتألق الانفعالات بين برق المندد,, ورعد المتوعد!!,, حينها تنشغل الادارة بالاعذار الجاهزة لترقيع السقوف من فوقها لئلا تخر!!,, وتلعب في تصفيات اخرى مع الاصوات المعارضة على صفحات الجرائد الى ان يحدث احد امرين,, اما انهيار كامل,, او تحسن طفيف لموقف الفريق,, ليس لخير مفاجىء في مستواه,, ولكن لخيبة منافسيه في المراكز المتخلفة!,, وبالتالي يكون طالب محو الامية استاذاً في مجلس الابرياء من العلم!!,, ولن ينقذ ادارة الفريق المتردي تذرعها بما قدمت من جهود حتى وان كانت قد عسكرت بالفريق في نيس او كان التي راحت ايامها,, وليس في مقر النادي!,, وهذا هو الكرت الوحيد في جيوب بعض اعضاء المجالس الادارية!,, فبمثل هذا الكرت ذلك البعض يجد عذراً للتنصل من تعب البحث عن الموارد الكافية مع بداية الموسم لتغطية نفقات الاعداد !.
وما دمنا في مرحلة البيات الصيفي,, والحديث يطول حول ما يمكن عمله, ومن يمكن جلبه من اللاعبين الاجانب,, او المدربين,, فان من المناسب التحدث عن امر مهم لاي مدير مسئول عن اي فريق من فرق الاندية,, الا وهو,, ضرورة الالمام بالتكتيكات المناسبة للخروج من اية انتقادات محتملة فيما لو خيب الفريق ظن الجماهير,, وهذا امر شائع اليوم لاعتبارات كثيرة,, منها: سوء الادارة، وسوء التخطيط، وسوء الاعداد، فضلاً عن سوء اختيار اللاعبين,، على سوء السيرة والسلوك في معالجة المشكلات، والتعامل مع اللاعبين، والتهيئة للمباريات,, الخ فهناك فرص كافية لتجنيب الادارة لوم اللائمين,, وللتنفيس عن المتأزمين بسبب النتائج المروعة,, وابرز الفرص,, فرصة تغطية الفشل باقالة مدربهم!,, وهذا احسن علاج مناسب لاضطرابات الجهاز الفني! والتهابات صدور الجماهير، وجفاف جيوب اعضاء الشرف، وهو علاج منفس فعال,, مانع للاحتقان,, فهو يساعد على اقلال شعور القيء في مرضى النادي ونتائجه!!
اقالة المدرب غالباً هي الانجاز البديل للادارة,, فان فشل الفريق في انجاز مهمته باحراز النتيجة المطلوبة,, تعين عليها اللجوء الى صيدلية العلاجات الطارئة!,, لكن اقالة المدرب كعلاج شائع اصبحت تستلزم بفعل التطور الى تكتيكات جديدة للتعامل معها بطريقة تجعلها مقنعة,, وكافية لامتصاص غضبة الجمهور، واعادة حماسة الوفاء المدعى الى اوصال اللاعبين!,, وهناك بنود سرية يمكن الاتفاق بشأنها مع المدرب ليتقبل مصيره المحتوم بدون مآخذ قانونية,, فعليه اذا ضاعت الطاسة من يده كمدرب آخر الموسم ان يمهد لجعل الاقالة شغلاً شاغلاً، واملاً كبيراً اكبر من حب البقاء الضائع,, او التأهل المتبخر في نفوس المشجعين الذين امرضهم بخططه وصرعاته الفنية مع كل مباراة!, حينها بالتفاهم مع الادارة يتعين اللجوء الى زيادة تأزيم الوضع بحركات تشحن الجمهور لصرفه عن الحالة التي هو فيها بالتفكير فقط في تنحيته!,, فيما تصرح الادارة بعبارات تجديد الثقة,, ثم مع آخر النكسات تفاجىء الادارة جميع المتابعين بنسف ثقتها المجددة باعلان الاقالة,, ليتحول شعور الجمهور بالخيبة والاحباط الى شعور الانتصار,, وهكذا يمكن بتكتيكات مدروسة ممارسة مهارات ممتعة تضيع السالفة! وتجعل التفكير في المستقبل مادة مقبولة مع تدفق الوعود الادارية لجمهور ناديها بثورة تصحيحية عارمة في النادي، والاعلان عن حملة تقويم شافية للفريق، وخطة محكمة للدخول بقوة في المسابقة التالية,, الى آخر ما هناك مما خف قوله وثقل وقعه في نفوس المشجعين,, فيتحول الفشل فجأة الى ما يشبه النجاح,, قبيل بدء اعضاء المجلس اجازاتهم الصيفية في نيس وكان او اي مكان كان من معسكرات الصيف الخاصة,, تلك التي يتهيأون فيها لتضييع سالفة الموسم الجديد!
|