طلب السفير البريطاني في الهند من باكستان سحب القوات المتسللة منذ اسابيع الى الجانب الهندي من كشمير.
وبهذا الطلب تنضم بريطانيا رسمياً الى حليفتها الاولى في العالم الولايات المتحدة الامريكية التي سبقت وقدمت نفس الطلب الى باكستان.
المؤسف أن الموقفين الامريكي والبريطاني من نزاع كشمير، وما يدور الآن من معارك طاحنة يمكن ان تفجر حرباً رابعة بين الهند وباكستان، ان هذين الموقفين المنحازين تماماً لجانب الهند لن يخدما الجهود الدولية المحدودة - حتى الآن - لمنع تصعيد القتال الى حرب شاملة بعد ان تجاهلت الدولتان - امريكا وبريطانيا - الرقم الرئيس في معادلة الحرب والسلام في كشمير وهو الشعب الكشميري الذي يجاهد منذ اكثر من نصف قرن من اجل ان ينال حقه المشروع في تقرير مصيره وبموجب قرار دولي وافقت عليه الجمعية العامة للامم المتحدة.
فأمريكا وبريطانيا اللتان خاطبتا باكستان مباشرة، باعتبارها الطرف المواجه للهند، وضعتا باكستان - بذلك - في موضع الاتهام بأنها المعتدية على الجزء الخاضع للادارة الهندية من كشمير واعتبرتا - بالتالي - ان القوات التي تخوض الهند معاركها ضدها ليست قوات المجاهدين الذين يمثلون شعب كشمير وانما هم - كما عبر سفير بريطانيا امس - قوات متسللة .
ومعنى هذا التعبير ان هذه القوات المتسللة اما ان تكون قوات باكستانية خالصة تسللت عبر الجزء الباكستاني من كشمير الى الجزء الهندي لتقاتل القوات الهندية هناك، واما انها قوات مجاهدين كشميريين مدعومين بقوات باكستانية تعدهم الهند غير كشميريين أي باكستانيين ولهذا تحمل باكستان مسؤولية قتالهم ضد القوات الهندية!!
وكل هذه التعريفات الهندية/ الامريكية/ البريطانية للقوات التي تقاتل ضد القوات الهندية تعريفات مجافية تماماً للحقيقة,.
فالهند لا تريد ان تعترف بكشميرية المجاهدين الذين يقاتلونها في نفس الجزء الذي تهيمن عليه عسكرياً، لكي تبرر بذلك تجاهلها بل رفضها لمطالب هؤلاء المجاهدين بحق تقرير المصير وأيضاً لكي تفرغ قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الداعي لمنح شعب كشمير حقه في تقرير مصيره من اي محتوى موضوعي يلزم الهند بتنفيذه.
مرة اخرى نأسف للموقفين الامريكي والبريطاني اللذين انحازا لجانب الهند وتجاهلا تجاهلاً واضحاً رقم الشعب الكشميري في معادلة الحرب والسلام لا لشيء الا لكي تحملا - امريكا وبريطانيا - باكستان المسؤولية عن المعارك الدائرة الآن في كشمير وبالتالي المسؤولية الاكبر اذا ما قررت الهند تصعيد المعارك الى حرب شاملة ضد باكستان معتمدة على ما أعدته مصادر وزارة الخارجية الهندية أمس تغييراً لسياسة امريكا المؤيدة لباكستان فيما مضى!.
وعند هذه النقطة تحديداً يمكن لأي طرف مؤيد لباكستان او متعاطف معها ان يعتقد ان الانحياز الامريكي البريطاني لجانب الهند انما املته دوافع دينية اكثر منها سياسية باعتبار باكستان دولة اسلامية كبرى بعدد سكانها وقوية بما تملك من اسلحة متطورة وحديثة لا ترغب امريكا ولا بريطانيا ومعهما بقية دول حلف الناتو في ان تملك دولة عربية او اسلامية مثل الاسلحة التي تملكها اسرائيل او تملكها اي دولة اخرى غير عربية وغير اسلامية.
وهنا فقط ندعو الدول العربية والاسلامية للتنبه واليقظة كما ندعو منظمة المؤتمر الاسلامي للتحرك دفاعاً عن حق باكستان في امتلاك القوة التي تمتلكها الهند وفي السلام والأمن بما يحفظ التوازن الامني والاستراتيجي في المنطقة البالغة الأهمية والحساسية ايضاً.
الجزيرة