* تفاصيل صغيرة,, تثير شهيتك لحزن عميق لحزن أعمق, بالقرب من نهر حزني,, اتأمل تلك الأسماك الصغيرة التي تسبح فيه ولا تعرف الابتسامة سمكة واحدة قد تثير شهيتي ايضاً لالتهمها,, ومن ثم البكاء عليها,, ثم التفكير بسمكة اخرى,, مضاعفة للبكاء!!! الحزن ايها التنبؤ الوحيد الذي قد ندركه من كل ما هو حاصل,, وليته لا يحصل,, فقد اتوقف عن التهام اسماك النهر الصغيرة,, ومن ثم البكاء عليها بكل خشوع!!!.
* أعلل لحزني بعد كل الذي اردته,, وبعد كل الذي استطعت الحصول عليه!!.
اننا اعجز من ان نخطو خطوة واحدة,, فوق اقدارنا بل واضعف من الدخول معها في حلبة المعاندة !!!.
* امسح على رأس حزني,, ابوح به هامسة,.
اننا قد نضع خططا بشكل او بآخر لما نريد,, لما نرغب، لما نشتهي,, نسير وفق بنود ذلك المخطط,, الذي اخذتنا الفرحة لقدرتنا الفذة على انجازه بهذا المحتوى المبهر,, لكننا نكتشف متأخرين بما يفوق الاحتمال ان مخططنا العظيم,, المبهر,, لم يكن الا جزءا من اقدارنا وبالتالي فان الفشل في تحويل ذلك المخطط الى براعم,, احلام,, كان ايضاً جزءاً من اقدارنا,, جزءاً من سلسلة انفاس,, تبدأ بالولادة وتكتم بالموت,,!!! .
أضع يدي على كتف حزني,.
أحمد ربك .
ان مخططك العظيم,, تهاوى فشلاً عظيماً,, لا,, لم يكن فشلاً عظيما,, لقد كان انسحاباً عظيماً,.
لا تغضب,, فسيان الأمر,, ايها الحزن,, سيان ايها الرفيق ليكن شعورك بأنك عظيم,, هو المكسب!!.
* ايها الحزن الذي يشاركني سواد الليل,, وكرم الارق,, وعرقوب النوم,, وكرنفالات الكوابيس اخبرك,, ان اسماك النهر قاربت على الانتهاء,, بت أخشى ما اخشاه,, ان التهم نفسي,, ومن ثم امارس البكاء,, كسابق عادتي!!.
* نسيت ان اخبرك,, ايها الحزن,, الذي اكتب لك,, وابوح لملامحك,, انني ما قصدتك ذلك الحزن,, المتعارف عليه بين الناس,, انما قصدتك,, اسما فقط,, اردت اختيار اسم,, قريب من كل الاشياء متغلغل في كل الاشياء,, اسم يعرفه كل الناس,, فقط كي اجرده من خصائصه المعروفة,, وامنحه ما اريد,.
اذن لنتفق ايها الحزن,, ايها الرفيق,, انك اسم خاص بي وحدي,, شئت ان استبقيك لي,, وان أشأ اعدتك لتصبح كالمتعارف عليه لكل الناس,,!!.
** ايها الحزن,, سأقص عليك هذه الحكاية,, فأن كانت واضحة فشكراً لك,, وان كانت بالنسبة لك,, رموزاً وطلاسم,, فكافئني بأن تحاول ان تفهمني.
نخال بعض الملامح عابرة,, في حياتنا,, لا تهمنا في شيء - وكذا بعض المواقف - نخالها ملامح تقاطعت مع ملامحنا في نقطة نتأمل من موقعنا عليها,, الحياة سوياً,, ثم نفترق ذلك لأن هنالك نقاط تقاطع عديدة قد تصادفنا سواء بالنسبة لملامحنا (ملامحهم) ملامحهن,, لكن الأمر ايها الرفيق ان ملامحنا تصبح لبعض الملامح، ولتحاول أن تفهمني فيما سأقصه عليك - كقطارين يسيران على خطوط متقاطعة,, اراد القطار الأول ان يعبر فتوقف له القطار الآخر اكباراً واجلالاً ليمنحه السلام
ليمنحه الأمان ,,ليمنحه الحياة,.
القطار الآخر ايها الرفيق كانت له ذات امنيات القطار الاول,, شيء من السلام
شيء من الأمان ,,شيء من الحياة
ايها الرفيق,, هواجس القطار الآخر,, ان يصل القطار الأول لمحطته سالماً,, غانماً ويبقى هو,, في مكانه يسبقه الزمن,, يسبقه التنبؤ في,, ماذا سيحدث له!!,, يبقى مأخوذاً بضلالة التضحية بضلالة العظمة,, بضلالة الأقوى,,بمفهوم كبير واسع فضفاض اسمه الانسانية,, اذن لا محطة يصل اليها يبقى فقط,, يبقى فقط,, يرهبن مشاعره,, ويحرمها الحياة!! يبقى يتأمل,, يتذكر يجتر,, كان هنا قطار منحته السلام,, منحته الأمان,, منحته الحياة,, كانت هنالك محطة تنتظر من يهبها السلام,, من يهبها الأمان,, من يهبها الحياة,, لا زال هذا قطار,, اساء فهم معنى السلام معنى الأمان معنى الحياة!!.
ايها الرفيق,, اقرأني جيداً,, أعد ما قرأته مراراً, ربما ستفهمني اكثر ما احتاجه الآن منك هو الأكثر ,, الأكثر ايها الرفيق!!!.
ل,, جبرا ابراهيم جبرا,.
اتردد في تسمية هذدا العصر عصر الهزيمة فالمأساة ليست بالضرورة هزيمة انما هي ناتجة عن مجابهة وخيار وارادة والسقوط فيها ليس بالضرورة هزيمة,, والواقع,, دائماً أغزر واكبر مما يستطيع اي انسان ان يجمله بتسمية واحدة,, ولن يستطيع ادعاء الموضوعية في مثل هذه الأمور دائماً,لا شك ان هناك من يسمي هذا العصر تسميات أكثر فرحاً وتفاؤلاً، وكل ما أرجوه ان يكون في هذا الواقع ما يبرر هذا الفرح والتفاؤل.
غادة عبدالله الخضير