العدد الجديد من مجلة التوباد جاء محملا بوهج المناسبة، والاحتفاء بالذكرى المئوية للمملكة,, ومقدما عبر المقالة باقة من كتاب المملكة الذين اثروا الساحة الثقافية والفكرية لدينا فكانت هناك العديد من المشاركات التي تشير الى بعض الوقائع والاحداث الثقافية والاجتماعية التي يتناولها كتاب العدد من مختلف التخصصات، والتجارب.
عدد المئوية التاسع عشر صُدِّر بكلمة لصاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد والذي تحدث عن انتصارات الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود على الثالوث الخطر (الجهل والفقر، والمرض) والذي استطاع ان يحارب هذه العداوات التي تتربص بالمجتمع حتى استطاع ان يقيم العدل، ويطرد الجهل,.
ويشير سموه الى ان الحرب على الجهل، والفقر والمرض تحتاج الى اسلحة اقوى وأكثر فاعلية للتصدي لمثل هذه المدلولات الخطيرة، فالوعي، والاهتمام هما مطلبان للبناء، والثقافة، والفنون التي كان للقائد الموحد الدور الاساسي والقاعدة المهمة التي انطلقت منها كافة الرؤى والطروحات لتصبح البلاد - ولله الحمد - مركز اشعاع ثقافي في جميع الساحات والمنتديات.
ويختتم الامير فيصل كلمته بالتأكيد على ضرورة التواصل والتقارب مع معطيات الحضارات الجديدة,, ونكون (نحن) مؤثرين أكثر مما نكون متأثرين في معطيات الثقافة والفنون الانسانية.
وتلمح كلمة (التحرير) في هذا العد الى ان كل امة تحتفي بذكرياتها، وتسجل ماضيها كما نفعل هذه الايام الا ان الاحتفال يجب ان يكون مواكبا للتطلع نحو مواصلة الرحلة الانسانية نحو القرن القادم.
وتشير مقدمة المجلة والتي تناول بها رئيس التحرير الاستاذ ابو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري الى الموقف المشرّف للملك عبدالعزيز -يرحمه الله- في وقوفه في وجه الصهيونية,, مستشهدا بالعديد من المقولات الغربية والتي وردت في كتاب ابن سعود مؤسس مملكة من تأليف يزلي مكلولين وقام بترجمته محمد شيا.
وعن واقع التأسيس وقرن من الزمان كتب معالي الاستاذ عبدالعزيز السالم,, مبينا ان ملحمة الملك عبدالعزيز تاريخية، وعبقرية لن تتكرر,, بل انه يشير كباحث ومطلع الى ان اصداء هذه الملحمة ماتزال تتردد لما لهذا القائد من مكانة، وعبقرية ورؤية ثاقبة.
ويتناول رئيس مجلس ادارة جمعية الثقافة والفنون الاستاذ محمد بن احمد الشدي في مقالته الموسومة رجل التاريخ والدولة، وفتح الرياض ابرز ملامح حياة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في وقت مبكر من حياته، وما عاناه من مصاعب وأخطار لاستعادة حكم آبائه, ويروي الاستاذ الشدي بعض التفاصيل الدقيقة عن مراحل فتح مدينة الرياض,, والعودة الى ارض الآباء والاجداد والذي غاب عنها الملك المؤسس مرغما فيما تناولت المقالة بالعرض والتحليل ابرز صفاته، واهم مراحل مسيرته في توحيد البلاد.
وتتوالى مقالات العدد الجديد من مجلة التوباد ودراساته لتشمل جملة من القضايا، والادوار التي قدمت في مراحل التأسيس وتوحيد المملكة مثل امن الحج، ودور المملكة في التضامن الاسلامي، وكذلك البعد الاسلامي للسياسة الخارجية.
ولم تغفل مجلة التوباد ظاهرة التحول التاريخي لبناء المملكة والذي تمثل في فورة النفط اذ اوردت مقالة متميزة بعنوان النفط السعودي في عهد الملك عبدالعزيز كتبها الاستاذ طلال محمد عطار,, فيما جاءت الدراسات الاخرى حول التعليم ، وتطور الثقافة، والصحافة، ومنابع الفكر في عهد الملك عبدالعزيز.
ولم يغب الشعر عن هذا العدد اذ جاءت العديد من القصائد الشعرية التي تتناول هذه المناسبة لكل من محمد بن سعد الدبل، ومحمد جمران، الحسن محنض د, ثرياء العريض وخالد رستم، فيما جاء الطرح النثري على شكل قصة موسعة اعدها وكتبها بهذه المناسبة الاستاذ عبدالله بن محمد الموسى.
واشتمل العدد الجديد على عرض موسع لبعض الاصدارات التي تناولت مناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية,,, وكذلك على ببليوجرافيا حول الانتاج الشعري في عهد الملك عبدالعزيز لخالد اليوسف وهي تمثل اوائل اصدارات الحركة الشعرية والادبية بالمملكة.
ومن ابرز كتاب هذا العدد الخاص د, محمد الشويعر، صالح السالم، ناصر الحميدي، أ,د, ناصر الرشيد، د, عبداللطيف الحميد، سلطان القرزوح، د, سلطان القحطاني، أ,د, سعد بن عبدالعزيز الراشد، هيثم جلول، حسني حافظ، أ,د, مسعد العطوي، محمد القويعي، يوسف السلوم، علي سعد القحطاني، د, تركي العيار، د, عبدالعزيز الشعيل، عمران العمران.
ولم تغفل التوباد اهمية الكتاب ودوره في التواصل مع هذه المناسبة اذ ورد رفقة العدد كتاب مدلولات كلمات اندثرت من تأليف واعداد معالي الشيخ محمد العبودي وهو هدية مصاحبة لهذا العدد.
العدد التاسع عشر من التوباد جاء في نحو (204 صفحة) من القطع الكبير واشتمل على العديد من الصور النادرة، والرسومات التي قام بتصميمها وأشرف على إخراجها الفنان التشكيلي ناصر بن عبدالله الموسى، ونفذت هذا العدد وكالة طيبة للدعاية، والاعلان بالرياض.
إحالة
* التوباد (مجلة فصلية).
* جمعية الثقافة والفنون بالرياض .
* العدد التاسع عشر 1419ه.