Thursday 24th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 10 ربيع الاول


وراقيات
الشعر ونهاية القرن لـ باث
تنويع على الدفاع عن الشعر!

*الكتاب: الشعر ونهاية القرن.
*المؤلف: أوكتافيو باث.
*المترجم: ممدوح عدوان
*الناشر: دار المدى والمجمع الثقافي في أبو ظبي.
الشعر ونهاية القرن كتاب صدر للشاعر اوكتافيو باث نوبل 90م بترجمة الشاعر السوري ممدوح عدوان, والكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات التي كتبت في السنوات القليلة الفائتة، وموضوعها كما هو الشعر ومكانته في عصرنا , يقول باث: لقد بدأت كتابة القصائد في فترة مبكرة من حياتي وبدأت مبكرا ايضا في تأمل مسألة كتابتها , فالشعر حرفة في غابة الغموض: انه مهمة ولغز، تسلية (تمضية وقت) وسر، صنعة وعشق.
والشاعر المكسيكي بدأ بكتابة مقالاته عام 1941م.
وكانت اولى مقالاته تأملا: وربما كان من الملائم أكثر وبسبب عرضيتها واعتباطيتها, ان نسميها استطرادات مضطربة حول الحدين الاقصيين من التجربة الشعرية والانسانية، وأقصد العزلة والتواصل, ولقد اصدر المؤلف من قبل مقالاته في كتابين القوس والقيثارة واطفال الوحل: الشعر من الرومانسية الى الطليعة , اما المقالات الموجودة في هذا الكتاب فهي كما يقول استمرار للجزء الاخير من اطفال الوحل وهذه المقالات تعالج بزوغ فجر الطليعة ومكانة الشعر في العصر الحالي: فنحن لا نواجه الآن نهاية الشعر، كما قال بعضهم، بل نرى نهاية التراث الشعري الذي بدأ مع كبار الرومانسيين وبلغ ذروته مع الرمزين ثم حقق اشراقا مدهشا مع طليعيي قرننا, ان هناك فنا جديدا يبزغ فجره, ويرى صاحب كتاب متاهة الوحدة ان تسمية المرحلة الحالية بمرحلة ما بعد الحداثة تسمية ملتبسة: فاذا كانت حقبتنا هي ما بعد الحداثة فماذا سيسمي ابناؤنا حقبتهم؟ ما بعد- بعد الحداثة؟ وانه اذا كان يُعتقد ان مجموعة الافكار والقيم والممارسات التي تميز ما سمي بالحداثة تتعرض الآن لتغيرات جذرية، فإن هذه المرحلة كما يرى لا يمكن الاكتفاء بتسميتها ما بعد الحداثة بل ببساطة هي ماجاءنا بعد الحداثة.
انها شيء مختلف على حد قوله ,, شيء له مواصفاته الخاصة به, وذلك على الرغم من انها ماتزال في طور التكون والتشكل وكما يحدث عادة ودائما، لم يلحظ هذا الانقطاع الا القلة الا انه بعد الحرب العالمية الثانية صار اكثر وضحا,ويطرح المؤلف اننا الآن نشهد: تحطم الفكرتين اللتين شكلتا الحداثة منذ ولادتها: رؤية الزمن على انه تتابع خطي متقدم نحو الغد الافضل.
وفكرة ان التغيير هو افضل اشكال التتابع الزمني.
هاتان الفكرتان كما يرى، قد توحدتا لتشكلا فهمنا للتاريخ على انه مسيرة نحو التقدم: المجتمعات تتغير باستمرار ، ويكون التغيير احيانا، عنيفا.
ولكن كل تغير هو تقدم ، ولم يعد الزمن البدئي هو الماضي، العصر الذهبي الخيالي، والوهمي: فكرة انزاحت امام فكرة التقدم, و(الارض الموعودة) صارت في المستقبل, وفي ميدان الفن والادب كانت فكرة (الفن الجديد) تقوم على قطع الصلة بالماضي المباشر, اليوم لم يعد المستقبل مغناطيسا جاذبا، يقول باث: ورؤية الزمن على انه يدعم هذا المستقبل ويبرره هي رؤية آيلة الى الانتهاء، كما يصل الى ذلك، هذا الرؤية التي تختفي معها الاسطورة الكبرى التي ألهمت الكثيرين في القرن العشرين، أي اسطورة الثورة.
القسم الاول من الكتاب يتضمن ثلاث مقالات, عالجت الاولى اصول ما اسماه الشاعر ب القصيدة الشاملة وهي شكل شعري كانت له فرصة كبيرة في القرن العشرين، والمؤلف لايرى ان افضل القصائد هي القصائد الطويلة, بل قد يكون العكس هو الاقرب الى الحقيقة فالتركيز الذي قد يوجد، كما يقول، في قصيدة الثلاثة ابيات او الاربعة كثيرا ما ينجح في اخترق جدار الزمن, وقد تفحص القسم الثاني من الكتاب وظيفة الشعر في المجتمع المعاصر وينتهي الى سؤال: ما الذي ستكون عليه مكانة الشعر في الايام القادمة؟.
ويقول أوكتافيوباث ان جوابي الذي هو اكثر من توصيف واقل من نبوءة هو نوع من الايمان , المؤلف في هذا الكتاب يقدم تنويعا لكنه مختلف على الدفاع عن الشعر الذي كان الشعراء يقومون به دون كلل منذ قرنين.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
الاســـواق
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved