Friday 11th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 27 صفر


قبل نهاية العام ستزين الشوارع
بوصات في أشجار باريس

** قبل نهاية هذا العام ستحمل أشجار باريس التي تزين الشوارع بوصات الكترونية تعرّف بها وتتابع تطورها يوما فيوم.
إنها سابقة في العالم.
كيف نحدد موضع 90 ألف شجرة تزين شوارع باريس ,,؟
في الواقع تحوز كل شجرة منذ عدة سنوات على بطاقة معلوماتية خاصة بها تحدد موضعها بشكل خاص, لكن لا يتم التحديد بالدقة المطلوبة، ولا يلائم تثبيت رقم بالصباغ على الجذع أو ملصق بالمسامير من الناحية الجمالية ولا من الناحية الزمنية، بسبب نمو الشجرة أو أعمال التخريب, لإزالة هذه العقبة قامت بلدية باريس عام 1992م بالإعلان عن عرض على الصعيد الأوروبي لتجهيز الأشجار بخاتم الكتروني يعرّف بها لمدة قرن، أي لمدة عمر الشجرة الأقصى في العاصمة.
لزم هذه الطريقة الفريدة من نوعها في العالم، عدة سنوات من الأبحاث في شركة أداج ADAGE وهي فرع من شركة IER الشهيرة عالميا في الملصقات الالكترونية, وهذه الطريقة تستعمل اليوم على الحيوانات وعلى أكياس مصابغ التنظيف الصناعية، وستستعمل للمرة الأولى بأعداد كبيرة على النباتات.
يقول جان بول نام، المسؤول عن مصلحة التشجير في مديرية الحدائق في بلدية باريس إن عملية التثبيت سهلة وسريعة، يكفي حفر ثقب طوله 4 سم في قشرة الشجرة ووضع ميكروباث فيه, أي بوصة ألكترونية طولها 3 سم وعرضها 3 ملم مغلفة بكبسولة زجاجية، وتحاط بألياف زجاجية كي لا تتحطم خلال فترة نمو الشجرة, ومن ثم يقفل الثقب بمعجون, وبعد شهر تختفي آثاره عن جذع الشجرة.
مفيد جداً
ما أن يوضع هذا الطعم الالكتروني يتم بسهولة التعرف على الشجرة إذ يكفي مقاربة جهاز الكتروني قارىء من جذع الشجرة حتى يتم تحديد الكبسولة ورقمها الفريد, وتظهر المعلومات في الحال على حاسوب محمول صغير، بحجم اليد، يحتفظ في ذاكرته بالبيانات الفردية ل90 ألف شجرة مزروعة في العاصمة التي يعود أقدمها إلى حوالي 60 عاما, بفضل هذه الطريقة يمكن لعمال البلدية تسجيل الأحداث الهامة في حياة شجرة معينة في الحال، مثل: تاريخ غرسها، تشذيبها، وأمراضها، والمعالجة الصحية الضوئية لها، وعمليات التمليح, وفي المساء توضع حواسيب المشاغل التسعة على قاعدة وترسل المعلومات إلى الحاسوب المركزي لمكتب التشجير الذي يقوم خلال الليل بتصنيف هذه المعلومات, وفي اليوم التالي يمكن استعمال البيانات التي أعدت لمعالجة إحصائية تمثل مصدرا ثمينا للمعلومات,إنها علامات نظيفة ومؤمنة، تتحملها الأشجار وتسمح بتحديد فردي دون خطأ، وتوفر وقتا ثمينا, يعترف جان بول نام قائلا بأن البطاقات الفردية كانت تصل إلى المكتب المركزي بعد شهر من إعدادها، أما اليوم وبفضل نظام المعلومة الجغرافية يمكن المتابعة وفي الوقت الحقيقي لتطور الأمراض التي تطال الغابة الباريسية وهذا لمواجهتها منذ البداية.
يفترض أن يتبع هذا النظام الثوري في العلامة الإلكترونية للأشجار الباريسية قريبا أنظمة جديدة في فرنسا وفي المدن الكبرى في العالم، وذلك لأن الكلفة محدودة، إذ تبلغ كلفة الحاسوب والبوصة 39 فرنكا لكل شجرة مقابل 15 ألف فرنك كلفة زرع شجرة واحدة في العاصمة.
إيمانويل تيفنون
*مجلة أحداث الساعة في فرنسا - العدد 20

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved