حادث مروري ادى الى اعاقة الاطراف الاربعة وثماني سنوات من التجوال حول العالم للعلاج لكن الكل لا يعطي الامل مع ان الامل في الله سبحانه وتعالى كبير ثم بالاحساس الداخلي لدى المعاق انه في يوم من الايام سوف يتشافى من اعاقته ويكون انسانا عاديا من جديد ومع الدعم والامل تحققت الامنية لمغادرة كرسي الاعاقة وممارسة الحياة الطبيعية,, ونحن اليوم تغمرنا الفرحة عندما نرى احد المعاقين يتماثل للشفاء ولابد ان يتجدد الامل لدينا ايضا بان الاعاقة الجسدية او غيرها ربما في يوم من الايام تتماثل للشفاء فدورنا هو تجديد الامل لدى المعاقين ولدينا ايضا هو دور كبير وليس أدل على ذلك من اخينا المعاق سابقا زبن بن نزال الشمري والذي يقول ان لديه الامل منذ بداية اعاقته وانه في يوم من الايام سوف يتماثل للشفاء واجرينا معه هذا الحوار لكي يتحدث عن قصة اعاقته وكيفية تماثله للشفاء.
* كيف كانت اعاقتك؟
- في البداية كنت انسانا عاديا ولست معاقا ولكن بسبب حادث مروري من سنة 1412ه اصبحت معاقا وكانت الاعاقة قاسية لانها شلل رباعي بالاطراف الاربعة.
* من المؤكد انك بدأت مسيرة العلاج بعد الحادث المروري؟
- بالطبع فعندما حصل الحادث اتجهت مباشرة الى الرياض الى المستشفى المركزي في الرياض والذي قرر اجراء عملية تثبيت الفقرات العنقية الرابعة والخامسة.
* هل حصل تحسن بعد اجراء العملية؟
- قبل العملية لم اكن احس ابدا بأطرافي ولم اكن احركها ولكن بعدما اجريت لي العملية بدأت احرك يدي اليسرى بشكل بسيط والاطراف الاخرى بدأت احس بها بعدما كنت عاجزا نهائيا عن تحريكها وكان الطبيب الذي اجرى لي العملية هو الدكتور واصف السباعي يرحمه الله والذي بشرني بان العملية كانت احسن عملية عملها لمصاب بالشلل فلم يكن يتوقع هذه النتائج من احساسي بالاطراف المشلولة وتحريك يدي اليسرى.
* بعد اجراء العملية كيف كان مشوارك مع العلاج؟
- مشواري مع العلاج مشوار طويل حيث اني اتجهت الى دول كثيرة وقبل سفري الى الخارج فقد مكثت حوالي اربع سنوات في مستشفى الملك خالد بحائل بعدما أتيت من الرياض وطوال مكوثي في مستشفى الملك خالد كان الاطباء ينصحونني بممارسة العلاج الطبيعي ولكني لم اكن مؤمنا بالعلاج الطبيعي مع ايماني بأن اعاقتي سوف تزول في يوم من الايام.
* ما السبب في عدم ايمانك بالعلاج الطبيعي مع انه الوسيلة الوحيدة للعلاج؟
- لم اكن مؤمنا به لدرجة كبيرة لان العلاج الطبيعي كما كنت افكر لم ينفع من كانوا قبلي فلم اكن اعلم بفائدته الكبيرة ولكن كما قلت كان عندي شعور بأني سوف اتعالج في يوم ما.
* بعد اربع سنوات قضيتها في مستشفى الملك خالد في حائل اين كان اتجاهك؟
- كانت هناك نصائح بأن اذهب الى خارج المملكة لكي ابحث لي عن علاج فأول دولة ذهبت اليها هي الهند ومكثت فيها حوالي شهر ولكني لم ارتح لانهم يقولون ان العلاج هو العلاج الطبيعي مما جعلني بعدها اتجه الى المانيا ومكثت فيها 3 ايام تقريبا ولكن كرروا لي الوصفة بانه العلاج الطبيعي ثم ذهبت الى فيينا والتي مكثت فيها اسبوعا وكرروا الاجابة ومن بعدها ذهبت الى تشيكوسلوفاكيا سابقا ومكثت فيها شهرا وكان علاجي يستمر كما كنت في السابق بالعلاج الطبيعي ثم ذهبت الى الاردن 15 يوما ولكن الاسطوانة التي لا احبها دائما ما تتكرر.
* ومن كان المتكفل بعلاجك في الخارج؟
- في المرة الاولى للهند فقد كان رجل الاعمال غازي بن مهوس الشمري هو المتكفل بمصاريف العلاج واما المانيا وفيينا وتشيكوسلوفاكيا كانت على حساب سفاح بن متعب الجبرين واما الاردن فكانت على حساب اخوتي وجزاهم الله خيرا جميعا.
* لو سألتك ما هي الدولة التي احسست بالراحة عندهم؟
- كانت هناك تشيكوسلوفاكيا هم الذين اعطوني الامل بأن العلاج سوف يثمر عنه زوال الاعاقة ولكن البقية لم يعطوني اي امل في العلاج.
* بعد العلاج في الخارج اين اتجهت؟
- اتجهت الى مستشفى حائل العام ومكثت فيه حوالي اربعة اشهر كنت امارس فيها العلاج ولكن دون جدوى حتى اتجهت الى مركز التأهيل الشامل بحائل.
* ما هي الرغبة التي جعلتك تتجه لمركز التأهيل الشامل وانت تجولت في مستشفيات عالمية ولم تخرج بنتيجة؟
- عندما قررت المجيء الى المركز ليس للعلاج انما هو للظروف العائلية حيث ان امي وابي يسكنان في احدى القرى وهم عاجزين عن رعايتي والقيام بأموري واخوتي متزوجون ويسكنون المدينة فقررت المجيء الى المركز ولم اكن افكر في العلاج.
* كيف لم تفكر في العلاج وانت تقول كان لديك الامل في زوال الاعاقة؟
- نعم كنت مؤمنا بأن اعاقتي سوف تزول وكان لدي الامل ولكن مع جولتي والنصح بالعلاج الطبيعي الذي كنت اتهرب منه بدأت اشعر بالاحباط وبدأ يضعف الامل ولكنه لم يزل.
* وما هو دور المركز خلال اقامتك فيه في تحسن حالتك؟
- كان دور المركز كبيرا بعد الله عز وجل في تحسني حيث اني اتيت المركز لكي اجد الراحة ولكن كان فيه ما يضايقني وهو العلاج الطبيعي وانا الان في المركز منذ ثلاث سنوات او ما يقاربها ومن خلالها بدأت اتحرك وامشي.
* من هم الاشخاص الذين ترى انهم ساعدوك على التحسن؟
- في بداية السنة الثانية لي في المركز اتى اخصائي للعلاج الطبيعي وهو امين حامد الشافعي والذي كان له دور كبير بعد الله سبحانه وتعالى في تحسني كذلك الفني الذي يساعدني على الحركة مع الاخصائي امين والفني هو داني وكذلك رئيس القسم الطبي محمد بن عواد الشمري وكل هؤلاء لهم دور كبير, اما بالنسبة للاستاذ محمد بن مشعان المناحي فكان له دور كبير في التحسن لحالتي مع انه لم يستلم ادارة مركز التأهيل الشامل الا في السنة الثالثة من دخولي الى المركز وتحديدا في بدايتها في شهر صفر من عام 1419ه.
* ماذا كان دور الفريق الطبي كالاخصائي ورئيس القسم الطبي والفني؟
- كما قلت دورهم كبير حيث ان الاخصائي امين حامد والذي كان له دور كبير بعد الله سبحانه وتعالى في تحسن حالتي ومن تأثيره انه جعلني احب العلاج الطبيعي.
* كيف احببت العلاج الطبيعي وانت تقول بأنك لم تؤمن به؟
- أحببت العلاج الطبيعي كما قلت عن طريق الاخصائي امين حامد حيث انه في البداية كان يرى تهربي من العلاج وقصر المدة التي اتواجد فيها لكي امارس العلاج الطبيعي فعمل على ان يحبب لي العلاج الطبيعي حيث انه بدأ يجعلني امشي بمساعدة الجبابر واسناده ولم اكن امشي فعلا ولكنه كان يدفع ارجلي الى الامام واحدة واحدة وهذا الشيء جعلني اقبل على العلاج فقد جدد لي الامل من جديد بعد ما كان يضعف فاصبحت احضر الى العلاج في وقته وامضي ساعات تحت العلاج حبا به وايمانا مني بأني سوف اتحسن.
* وهل كان الاخصائي مستمرا بمساعدتك على المشي؟
- كانت مساعدته لي تقل يوما بعد يوم حتى اني اصبحت احس بأرجلي وبعدما كان يساعدني اثنان على الوقوف اصبح يساعدني شخص واحد ومن ثم بدأت امشي على الجدران واقف لوحدي.
* وما هو دور الاخرين من الفريق الطبي؟
- الباحثون كان دورهم لا يقل عن دور الاخصائي فقد كان رئيس القسم الطبي يساعدني مع الاخصائي ويشرف على حالتي باستمرار كذلك الفني داني والذي كان له دور كبير في تحسني.
* هذا دور الفريق الطبي فما هو دور الجانب الاداري المتمثل بمدير المركز الاستاذ محمد مشعان المناحي؟
- ربما دور الجانب الاداري لا يقل اهمية عن جانب او دور الفريق الطبي فبالنسبة للمدير فاني لا اخجل منه حيث اني ادلي بآرائي في اي موضوع وادخل الى مكتب المدير في اي وقت وهذا من الاشياء التي ساعدتنا وجعلتنا نحس بالامل والاطمئنان في هذا المركز واكبر دليل على ذلك هي الفرحة الكبيرة التي لحظتها في اعين كل من في المركز عندما بدأت أتماثل للشفاء وذلك احسسته في اعين الكل من الفريق الطبي ومن الادارة ومن المجتمع ايضا.
* اخي زبن كلمة أخيرة تود قولها في هذا اللقاء؟
- اود ان اشكر الله سبحانه وتعالى على فضله واحسانه والحمد لله اني غادرت كرسي الاعاقة وبعد الله سبحانه وتعالى يأتي دور المركز في حائل حيث كان له دور كبير بعد الله سبحانه وتعالى فلم اتوقع قبل دخولي اني سوف اتحسن بسبب منحهم بل كما اوضحت ان مجيئي للمركز كان لاسباب عائلية ولكن عندما اتيت للمركز بدأت الآمال الكبيرة بعدما كانت تخفت وتذبل في مستشفيات عالمية واريد ان انصح اخوتي المعاقين واقول لهم ان الارادة والامل دافع كبير للشفاء واليأس ربما انه يؤخر عملية العلاج والتداوي لو كانت الحالة سريعة الشفاء وفي النهاية ادعو الله سبحانه وتعالى ان يشافي جميع اخوتي المعاقين.
وعندما التقينا بمدير المركز الاستاذ محمد بن مشعان المناحي كان له هذه الكلمة:
الحمد لله رب العالمين اولا واخيرا على تحسن حالة زبن بعد عناء 8 سنوات بطولها مع الاعاقة ولكن الارادة القوية كانت وراء التحسن واعطاء الامل وحثنا على مواصلة الجهد ودائما ما ندعو الله سبحانه ان يعافي جميع المعاقين واما زبن الشمري فعندما اتيت الى المركز قبل سنة تقريبا او اقل واستلمت ادارته فاني التقيت به في المركز فاذا هو متخاذل لا يحبذ العلاج فأردت ان احسسه بأنه انسان عادي وحاولت تجديد الامل فيه حتى اني قسوت عليه في كلمة عندما قلت ان المركز ليس فندقا انما هو للعلاج وكل هؤلاء المعاقين انما يأتون للعلاج فبدأ يتجدد الامل فيه حتى انه من حماسه للشفاء في رمضان قال انه سوف يمشي خلال اربعة اشهر وبالفعل في شهر محرم من سنة 1420ه بدأ يمشي وهذا يدل على قوة الارادة والعزيمة القوية على مغادرة كرسي الاعاقة كما ان المسؤولين جزاهم الله خيرا في حكومتنا وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره وولي عهده والنائب الثاني وصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض كان لهم دور جميعا في تحسن حالات المعاقين الى الافضل وذلك بالتواصل والدعم، ولا ادل على ذلك الاهتمامات بالمعاق وزيارتهم من قبلهم اطال الله في اعمارهم ومن بعدهم يأتي المسؤولون ودور المراكز التأهيلية في المملكة فدورها كبير ونسأل الله عز وجل ان نجني الثمرة المرجوة من جميع المراكز في المملكة وهي ان نعمل على مساعدة المعاق الى التحسن.
وعندما التقينا برئيس القسم الطبي في المركز الاخ محمد عواد الشمري كان له هذه الكلمة:
اولا نريد ان نشكر الله سبحانه وتعالى ان تشافى احد المعاقين وهذا دليل على ان الامل مازال موجودا وفرص العلاج واردة ولابد ان نبلغ الاسباب ونعمل عليها وبالنسبة للاخ زبن فالفضل في شفائه يعود الى الله سبحانه وتعالى ثم الى الامل والعلاج والاستمرارية عليه ولن ننسى دور الاخصائي في العلاج الطبيعي امين حامد والذي للاسف ليس متواجدا معنا الان لكي يدلي برأيه فكان له دور واضح في حالة زبن فقد تساعد هو ومدير المركز على ان يأتيا بدراجة خاصة لزبن وفي النهاية اريد ان انصح الاخوة المعاقين في كل مكان بان العلاج وسيلة والامل لابد منه فلا ينقطع الرجاء بالله سبحانه وتعالى.
|