تحقيق : داود بن أحمد الجميل
قبل فترة تم اكتشاف إصابة بعض النخيل في مزارع الزلفي بسوسة النخيل الحمراء وكان لذلك وقعه في نفوس مزارعي المحافظة وكذلك المسئولون في مديرية الزراعة والمياه والذين سارعوا على الفور في تجنيد كافة إمكانيات المديرية المادية والبشرية لمحاصرة الحشرة في موقع الإصابة والبدء على وجه السرعة في اعمال الاستكشاف والمعالجة والقضاء على هذه الحشرة التي تهدد أهم ثروات الوطن الغذائية، وحيث تابعت الجزيرة منذ الوهلة الأولى لاكتشاف الاصابة جهود المديرية المتواصلة التي بذلها المسؤولون فيها بالتنسيق مع المسؤولين في الوزارة وكذلك بعض جهات الاختصاص في المحافظة يسرها ان تلقي اليوم الضوء على جانب من هذه الجهود التي تقوم بها مديرية الزراعة في محافظة الزلفي في سبيل الحدّ من انتشار هذه الحشرة الخطيرة ودرء خطرها بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.
توعية شاملة بأخطار هذه الآفة
منذ اللحظات الأولى لاكتشاف هذه الحشرة في نخيل بعض مزارع البطين الجنوبي سعت المديرية الى تكثيف جهودها وتسخير كافة امكانياتها الارشادية وذلك من خلال توزيع النشرات والمجلات الزراعية والمرور الدوري على المزارع لتوعية وتثقيف المزارعين عن خطورة هذه الحشرة وطرق اكتشافها مع التأكيد على كل مزارع بضرورة التبليغ عن اي اصابة في حينها مع توجيه الدعوة لعموم مزارعي النخيل وكذلك الايدي العاملة في المزارع لحضور الندوات والمحاضرات الارشادية التي تنفذها المديرية بين الحين والآخر وذلك لالقاء الضوء على هذه الحشرة الفتاكة وعرض الافلام التي توضح طرق اكتشافها وطرق مكافحتها عن طريق بعض المهندسين والفنيين الزراعيين المختصين في هذا المجال في المديرية والذين يتولون الشرح والتوضيح عن اهم مراحل نموها وطرق اكتشافها وكيفية علاجها والقضاء عليها ولقد اتت هذه الجهود ثمارها ولله الحمد وحققت نتائج طيبة في بث الوعي لدى المزارعين مما انعكس على التجاوب والتعاون البناء والمستمر مع فرق المديرية الوقائية والمكونة من فرق الرش وفرق الكشف وفرق المصائد وفرق الاشراف وجهود المديرية الاخرى.
القضاء على الحشرة
يؤكد مدير عام الزراعة والمياه في محافظة الزلفي سعد بن عبدالله المقبل بأنه رغم جهود المديرية المتواصلة والمضاعفة لمكافحة هذه الحشرة والقضاء عليها إلا انه من الصعوبة الجزم بأنه تم القضاء عليها نهائيا داخل المزارع المصابة وذلك لان اليرقة وهي الطور الضار جدا تتواجد داخل جذع النخلة محمية من الظروف البيئية والاعداء الحيوية وبالتالي يصعب اكتشافها في مرحلة مبكرة وهنا من الصعب الحكم بخلو المزارع من الاصابة، وفيما يتعلق بمحاصرة هذه الحشرة الفتاكة يشير مدير عام الزراعة إلى ان المديرية عملت وضمن خطتها الاولى الرامية للحد من انتشارها والقضاء عليها بإذن الله تعالى إلى تحديد النخيل المصابة فور اكتشاف الحشرة وتمت إزالتها وحرقها للتخلص من الاطوار الموجودة فيها حتى لا تكون مصدراً لانتشارها وبالتالي المحافظة على بقية النخيل في موقع الاصابة والنخيل في المزارع المجاورة,, لذلك يرى المتابع ان اصحاب المزارع الذين تقيدوا بتعليمات الوزارة والمديرية فيما يتعلق بنظافة مزارعهم أو تنظيف اشجار النخيل لم تظهر في مزارعهم اي اصابة بهذه الحشرة ولاسيما ان مزارعهم تقع في وسط منطقة الاصابة وهذا بلاشك نتيجة تعاون المزارعين وتفهمهم للوضع ونشكرهم على هذا التعاون المثمر ونهيب ببقية الاخوة المزارعين ان يحذوا حذوهم ومن خلال تعاون الجميع نستطيع بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ان نحقق الهدف المنشود وهو الحد من انتشار الحشرة ومن ثم القضاء عليها بإذن الله وهو الهدف الذي ينشده المسؤولون في الوزارة وعلى رأسهم معالي الوزير الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر والذي سخر كافة امكانيات الوزارة المادية والبشرية للحد من انتشار حشرة سوسة النخيل الحمراء في كافة مناطق ومحافظات المملكة.
استمرار الحجر الزراعي
الحجر الزراعي يعني منع نقل فسائل النخيل من المزارع الواقعة ضمن موقع الاصابة بهذه الحشرة الى مزارع اخرى خالية منها او إلى خارج المحافظة وهذا الاجراء اتخذته مديرية الزراعة والمياه في المحافظة ومنذ الوهلة الاولى لاكتشاف هذه الحشرة ولايزال الحجر قائما وسيظل طالما ان هناك مزارع مصابة ما لم يثبت بالدليل القاطع خلو المنطقة المصابة من هذه الآفة الخطيرة، ويقول مدير عام الزراعة والمياه في المحافظة بأن الجولات الميدانية التي يقوم بها بعض الفنيين والمختصين في المديرية كان لها دور كبير في احباط عدة محاولات لنقل بعض أشجار النخيل وبعض الفسائل من منطقة الاصابة لغرض تصديرها خارج المحافظة وهنا تم وعلى الفور تشكيل لجنة من الجهات ذات الاختصاص وتمت مصادرة الفسائل وإحراقهاويؤكد المقبل بان توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية يحفظه الله اقتضت التأكيد على الجهات الأمنية بتطبيق تعليمات الحجر الزراعي وعدم نقل فسائل النخيل من مناطق او محافظات مصابة إلى غيرها من المناطق السليمة وذلك بهدف المحافظة على ثروة النخيل باعتبارها من أهم ثروات الوطن الغالي وعدم انتشار هذه الآفة الخطيرة التي تهددها بالخطر.
تعاون المزارعين مع المديرية
وأكد المقبل بان من أهم الاسباب التي ساهمت بعد توفيق الله في الحدّ من انتشار هذه الآفة هو التعاون المثمر من قبل المزارعين في المحافظة مع المديرية وتقيدهم بتعليمات الحجر الزراعي الذي يعتبر العنصر الرئيسي في عدم انتشار الحشرة ومحاصرتها في مهدها اضافة الى تقيدهم التام بتعليمات المديرية فيما يتعلق باعمال الوقاية كتنظيف النخيل في مزارعهم والذي يسهل على فرق الكشف والتفتيش استكشاف الإصابة في وقت مبكر والتعاون مع الفرق بالمحافظة على المصائد التي تم وضعها في مزارعهم وتسهيل مهمة فرق الرش والمختصين في كل مايخص هذه الآفة.
نصائح للمزارعين
ووجه مدير عام الزراعة في المحافظة الدعوة لعموم مزارعي محافظة الزلفي وخصوصا المهتمين منهم بزراعة النخيل للاتصال بالمديرية بصفة مستمرة لتلقي الإرشادات من قبل المختصين فيها حول كل مايتعلق بحشرة سوسة النخيل الحمراء سواء فيما يخص طرق اكتشافها او مكافحتها وأهم وسائل العلاج لها وكذلك التبليغ الفوري عن اي حالة يتم اكتشافها او يشتبه بها كما اهاب بالجميع للاعتناء بنخيل مزارعهم والمداومة على تنظيفها من أجل المحافظة على سلامتها من هذه الآفة المدمرة وحتى تتحقق الاهداف المنشودة التي يخطط لها المسؤولون في الوزارة وعلى رأسهم معالي الوزير الدكتور عبد الله بن عبدالعزيز بن معمر وفقه الله.
|