عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فلقد قرأت ماكتبه الاخ محمد بن راكد العنزي بجريدتكم الغراء في العدد 9749في يوم الثلاثاء 24/2/1420ه بعنوان لتكن الاولية للتربية وبعدها التعليم فاعجبني ايما اعجاب فلقد اجاد وافاد جزاه الله خيراً وكثر من أمثاله ممن يهتم بشئون الناس الاجتماعية ويكتب فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة لاسيما في عزيزتي الجزيرة التي نطالع فيها الجديد والمفيد كل يوم من التوجيهات والنصائح التي ينير الله بها الطريق للسالكين ويهدي بها الضالين ويثبت بها المهتدين فإلى الامام ومزيداً من التقدم وهكذا فلتكن الصحافة الاسلامية الأصيلة لايكتب فيها الا مايرضي الله تعالى وقد كان مجمل حديث الاخ محمد يدور حول التربية والادب بالنسبة للطلاب وانهم احوج اليهما من العلم ولقد كان السلف يربون ابناءهم ويعلمونهم الآداب من الصدق والامانة واحترام الكبير ورحمة الصغير وبر الوالدين وتوقير المعلم والتواضع له وغير ذلك من الاخلاق الحسنة التي هي بمثابة البوابة للحصول على العلم ولكنني اجزم بان الطريقة الامثل الى مانصبو اليه من صلاح اخلاق الابناء واحترامهم لمعلميهم هو القدوة الحسنة فلو تلقى الطالب من المعلم عشرات المحاضرات في التربية والاخلاق وحسن المعاملة مع الناس لكنه لايرى ذلك في سلوك معلمه ولافي تعامله بل يرى نقيض ذلك من الخلق السيىء والمعاملة المشينة والفوضوية في اداء عمله لكان ذلك سبباً في عدم تقبل النصح والتوجيه من المعلم وبالتالي يفقد مكانته التربوية فلايوجد له اي تأثير حسن في اخلاق طلابه.
ولقد كان يحضر حلقة الامام احمد بن حنبل خمسة الاف طالب منهم خمسمائة فقط يأخذون عنه العلم والبقية يتعلمون من هديه وخلقه وسمته ويقتدون به فلله در علماء السلف، فقد كانوا قدوة لطلابهم فالطالب يجد فيهم الاخلاق الطيبة والقدوة الحسنة ويستفيد منهم العلم النافع والتربية المؤثرة وما سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله منا ببعيد فقد فارق هذه الدنيا الفانية ولكنه كان قدوة للناس وهو من ائمة المتقين في هذا الزمان فلقد استفاد الناس من علمه واخلاقه وتواضعه وحسن تعامله,ومن المتفق عليه عند علماء التربية ان القدوة العملية اشد وقعاً في النفوس وتأثيراً على الناس من القدوة القولية التي ليس لصاحبها هم الا انتقاء الألفاظ والعبارات وان التطبيق العملي للاخلاق والمبادىء يوجد لها الاحترام عند الاخرين ويشعرهم بان تطبيقها من السهولة بمكان كيف لا وهم يرونها واقعاً مشاهداً محسوساً في اعمال من يدعو اليها ويأمر الناس بامتثالها.
زيد بن فالح الربع
الحدود الشمالية- المركوز