انسحاب القوات الصربية الذي بدأ امس من اقليم كوسوفا بعد 71 يوماً من بدء عمليات القصف الجوي التي قادها حلف شمال الاطلسي ليس - الانسحاب - نهاية الأزمة.
انه نهاية مرحلة من ثلاث مراحل اساسية للأزمة ومخلفاتها من الدمار والخراب، واللجوء والتشرد.
المرحلة الثانية التي يتعين ان تبدأ فوراً بعد مرحلة الانسحاب هي العودة المنظمة لجميع سكان الاقليم من عرقية الالبان المسلمين الذين كانوا قبل عمليات التطهير العرقي التي نفذتها ضدهم قوات يوغوسلافيا من العرقية الصربية كانوا يبلغون مليوناً وتسعمائة وخمسين الف نسمة مقابل مليون نسمة للاقلية الصربية في الاقليم.
ويتعين ان تعيد عودة اللاجئين في دول الشتات والنازحين الى المناطق الحدودية الآمنة والمختبئين في كهوف الجبال والتلال والاحراش داخل كوسوفا يتعين ان تعيد عودتهم الوضع الى ما كان عليه قبل عمليات التطهير التي استهدفت في الاساس تغيير الوضع الديموغرافي في الاقليم.
ونعتقد ان دول الناتو وغيرها من الدول التي ساندت عملياته والتي وقفت الى جانب لاجئي كوسوفو بالتضامن مع جهود الامم المتحدة سوف تشارك في اول مؤتمر دولي مقترح للدول المانحة لتوفير مبلغ نصف مليار دولار قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين انها تحتاج اليه لكي تنفق مبلغ عشرة ملايين دولار اسبوعياً على عمليات اعادة توطين اللاجئين في ديارهم في كوسوفا حتى يلتئم شمل الاسر التي تشتت شملها في مختلف دول العالم.
وتأتي المرحلة الثالثة لتسوية الازمة وهي مرحلة اعادة اعمار كوسوفا ويوغوسلافيا مما اصابهما من دمار وخراب.
ونعتقد ان دول الناتو حريصة تماماً على هذا الجهد من منطلق تطلعها الى قيام يوغوسلافيا ديمقراطية تنضم الى الاسرة الاوروبية.
وتبقى مسألة محاكمة رئيس يوغوسلافيا سلوبودان ميلوسيفيتش واركان قيادته السياسية والعسكرية امام محكمة الجزاء الدولية على الجرائم التي اقترفوها قبل وبعد تدخل حلف الناتو لوقفها وهي مسألة اصبحت في يد قضاة هذه المحكمة التي يمكنها ان تصدر اوامرها بالقبض على المتهمين وملاحقتهم حتى يمثلوا امامها لمواجهة مصيرهم.
وربما كانت مسألة فيها نظر في ضوء موقف روسيا والصين من هذه المحاكمة!.
الجزيرة