Saturday 5th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 21 صفر


انتقاء الديكور والألوان والمفروشات يوفر الراحة والهدوء

لم يدرك انسان اليوم تاريخ أجداده ومسيرة القرون الأولى عبر الحرف المكتوب وحده بل كانت للتاريخ عدة لغات خاطبنا بها وانتقل عبرها حتى لامس أطراف القرن الواحد والعشرين,,ومثل النحت والرسم والكتابة والتصوير كان الديكور لغة أخبرتنا بحال هذا الفن في العصور القديمة وكيف ظل يتطور مع تغيرات العصور حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم من روعة وابداع,,وأصبح لعالم الديكور المنزلي دور خاصة يعمل بها مهندسون برعوا في تقديم أفضل الأشكال والتصاميم التي تخلق من بين جدران المنزل لوحات تنطق بالحياة وتجلب الراحة والهدوء.
والديكور هو في الأساس ذوق بل وذوق رفيع ولا بد فيه من تناغم الأشياء ومهما يكن البيت من ناحية عمرانه، فلابد من اختيار الألوان والأشكال التي تناسب كل غرفة وصالاته، لان الديكور المريح ليس حكراً على غرفة النوم دون باقي الغرف أو على الصالون دون الصالات والممرات, ولابد من تناسق وتجانس الألوان والأشكال والأحجام لكل أثاث المنزل حتى لا يكون هناك عدم تجانس يقلق راحة ساكني البيت.
وقد أتاحت لنا تقنيات العصر كل الخيارات الممكنة في الاضاءة والألوان الكثيرة وكل ما نحتاجه لتهيئة الديكورات, بالاضافة للخبرات في عالم الاكسسوارات وما ظل يقدمه المتخصصون في النباتات المنزلية ونباتات الزينة.
وهذه كلها عوامل مساعدة وفي متناول اليد تعني أن تأثيث البيت السعيد أمر أصبح ميسراً وسهلاً متى ما توفر الاحساس بضرورة تنظيم البيت وتأثيثه أثاثاً هادئاً وجميلاً يدخل في النفس أسباب الراحة والسكينة، ويخلق مناخاً طيباً للعمل والانتاج، وهذه عوامل نفسية يجب مراعاتها إن أردنا الرقي والنماء.
اختيار الديكور
لابد أولاً من دراسة الموقع من ناحية المساحة والتصميم ونوع الانارة الداخلة إليه وموقع النوافذ والأبواب لنتمكن من اختيار الألوان المناسبة وتوزيع اللوحات والمفروشات على الأماكن المختلفة داخل المنزل حسب النشاط الذي يمارس فيها.
انتقاء الألوان
وهي مهمة تحتاج إلى جانب كبير من الذوق ولابد فيها من مراعاة الاضاءة الداخلية,, والألوان أصبحت متاحة ويمكن تشكيلها بما يتناسب والذوق وما يتناسب مع الديكور الذي تم اختياره، والألوان أداة رائعة وذات قدرة كبيرة على تغيير جو المنزل وجعل الحياة فيه أكثر اشراقاً وحيوية,,ولم يتوفر اليوم عنصر الجرأة في اختيار الألوان الجذابة والنافذة، كما هو الحال عند اجدادنا في العصور القديمة، ويظل الميل دائماً ناحية الألوان الهادئة التي تتناسب وموضة العصر في الاعتماد على اللون الأبيض في طلاء الجدران إلى حد بعيد,,وهذا لا يمنع القول بالمحاولات التي بدأ ينتهجها مهندسو الديكور في تقديم عدد من التصاميم الرائعة ذات الألوان المبهرة المتناغمة مع المفروشات المستعملة.
اختيار المفروشات
تحتل المفروشات مساحة مقدرة من أثاث المنزل وربما تكون واجهة الديكور ومن أول عناصره التي تقع عليها العين وتعكس الانطباع الأول في النفس.
وقد حرصت شركات ومحلات الأثاث دائماً على الاهتمام - بجانب الجودة والفخامة - برفع مستوى الراحة في المفروشات بكل أصنافها وأنواعها مع مراعاة الذوق الرفيع والألوان المتعددة التي ترضي مختلف الأذواق وتترك مساحة للاختيار عند مصممي الديكور.
وأهم ما في المفروشات واختيارها مراعاة التناسق بينها وبين لون الجدران والأرضية واللوحات الفنية الموضوعة والمعلقة, ولابد من الانتباه لمساحات الدار واقتناء مفروشات تغطيها دون ازدحام أو نقص لأن الفراغات تخلق نوعاً من التناثر بين أجزاء الديكور يخل بالجانب الجمالي داخل الغرف والصالات وجميع أرجاء المنزل, كما ان الازدحام يغطي على تناسق الأشكال وترتيبها ويبدد روعة التنظيم.
وينصح خبراء الديكور في رسالة موجهة للمرأة سيدة المنزل بضرورة التزام قواعد النظام حتى لا تتبدد روعة الأثاث وفخامته، وحتى لا تتحول المفروشات ذات الألوان الجذابة إلى مفروشات غير متجانسة تجلب الضيق للنفس بدلاً من الراحة, وكل ذلك يعتمد على حسن التنظيم وتوفر الذوق الرفيع الذي يجعل من أبسط أنواع الأثاث تحفاً رائعة تسكن إليها النفس وتمنحها الراحة.
لمسات تكسر الرتابة
وبالرغم مما ذهبنا إليه أولاً في أن توجه الأذواق في هذا العصر صار يميل ناحية الألوان الآمنة والديكور ذي الألوان الهادئة، رغم بعض المحاولات الجريئة التي تطرقنا لها في الحديث عن بعض الزخارف والأشكال المزركشة رغم كل التوجه نحو الهدوء في اختيار اللون, لكن هناك لمسات معينة لقطع صغيرة ذات ألوان صارخة لابد من توفرها وسط هذا الهدوء حتى تعطي شيئاً من الحيوية للمكان وتكسر الرتابة التي يخلقها وجود لون واحد داخل فضاء المنزل.
الإكسسوارات
إن روعة الديكور وجماليات فنه لا تكتمل بداخل الدار إلا اذا تخللته ووزعت بين أثاثه مجموعة من الاكسسوارات بطريقة متقنة على جوانب المكان أو وسطه، ويجب في اختيار الاكسسوارات مراعاة تناسبها مع لون الديكور والمفروشات، كما يجب الاعتماد على البساطة في اختيار الاكسسوارات إذا قصدنا اكتمال اللوحة بخطوط جميلة تسحر الأعين.
اللوحات الجدارية
واللوحات هذه فن قائم بذاته، وفن الرسم لون من ألوان الفنون عرفه الإنسان منذ عصور سحيقة وكان يوماً هو لغة التخاطب بين الشعوب، فهو إذاً إحدى اللغات التي ترجمت تاريخ اجدادنا وكيف يعيشون ويمارسون حياتهم.
وقد خلد لنا التاريخ مجموعة من اللوحات والرسومات لأشهر وأعظم الفنانين من أمثال بيكاسو ودافنشي, (صاحب الموناليزا) التي ما زالت لغزاً يحير الناس جيلاً بعد جيل بابتسامتها الساحرة ونظراتها الحالمة.
ولم تكن ضرورة وجود اللوحات على الجدار في جمال ألوانها وجاذبية شكلها فقط، بل لكونها أيضاً مادة تاريخية تربط بين حاضرنا وعهود أجدادنا التي ذهبت بالكثير من الحضارات والثقافات التي نحتاجها في تكوين ثقافاتنا وحضاراتنا المعاصرة التي تحمل شخصيتنا وهويتنا العربية والإسلامية لا سيما والعالم يعج بالثقافات التي تتربص بنا وتراقبنا من خلف الجدران.
ولا ننسى هنا أهمية الرسومات ذات التعبيرات الرومانسية والخطوط الحالمة التي تريح النفس وتسكن إليها, وهذا ما دفع الفنانين إلى اطلاق العنان لخيالهم الخصب ورسم أجمل اللوحات الناطقة والمعبرة.
نباتات الزينة
لنباتات الزينة أهمية قصوى في حياتنا لما تتميز به من نواح جمالية وقيمة ديكورية ولما تحمله من راحة نفسية، وإذا بحثنا عن شيء ثمين وذي قيمة نعبر بها عن امتنانا للآخرين، أو نعبر بها عن حبنا لشخص نكن له التقدير والاحترام أو مريض شفاه الله فلا نجد شيئاً يمكننا التعبير به أكثر من الورد أو الزهر.
ومنذ قديم الزمان نجد أن الورود هي اللغة التي يعبر بها الناس عن امتنانهم للآخرين وشكرهم لهم، وإذا أتى إلينا زائر عظيم نستقبله بالورود والأزهار، والعرسان على كراسي الزفاف نزينهم بالورود، فلا شيء يضاهيها في الجمال.
وحديثاً دخلت الأزهار والورود في الديكور والتنسيق الداخلي للمنازل، وأصبحت علماً يدرس في الجامعات وخصصت لها أقسام وكليات خاصة بها، ولا يكتمل جمال منزل مهما وضعنا عليه من أثاث حديث وفخم، عصري أو كلاسيكي، إلا إذا قمنا بتنسيق نباتات داخلية حول هذا الأثاث فهي التي تعطي الديكور رونقه وتجعل الأثاث مكتمل الجمال،
وفي حقيقة الأمر لا يوجد منزل عصري يخلو من نباتات الزينة وفي أي خارطة عمرانية لابد من وجود مكان خاص للحديقة، فمنزل من غير حديقة عبارة عن جبل، وأثاث من غير نباتات زينة كعروس من غير زفاف.
ونباتات الزينة التي تستخدم في الديكور الداخلي عديدة ومتنوعة وهي تنمو بشكل طبيعي داخل المنازل وتحت درجة حرارة المنزل الداخلية التي تتراوح ما بين 16 - 24 وتحتاج إلى اضاءة ويمكن توفيرها بزراعتها قرب النوافذ أو توفير مصدر ضوء لها مثل اللمبات الكهربائية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ملحق المفروشات
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved