إن الزمان والمكان مفهومان يؤطران كيان حياتنا,, ولعل الإطار المكاني هو المظلة التي تعيدنا دائماً إلى الواقع حنيناً إلى المسكن بدوافع نفسية معقدة
والإنسان بطبعه أنبل المخلوقات إحساساً بما حوله وإدراكاً لما هية المكان ولعل طول المساكنة أملى على الإنسان التفنن فيما يعتبره جزءاً منه ومن كيانه النفسي والاجتماعي وهو المنزل، فراح ينقش الجدران ويزركشها ويضيف عليها انطباعات نفسه ألواناً يستخرجها من الطبيعة ويولد بعضها من البعض الآخر,,.
والإنسان بطبعه متغير فيبدل أساليبه بما يتناسب وما حوله، فالتفت إلى أقرب ما تقع عليه عينه وهو الجدران فوجدها ذات وقع حاد على رجع بصره فراح يكسر تلك الحدة بتغطية الجدران وإعطائها بروزاً أرفق بالبصر، ثم انحدر إلى فراغات المنزل يملؤها بما يرتد به البصر، فنشأ من ثم علم التصاميم الذي تطور حتى لم يغادر شبراً في البيت إلا ووضع بصمته عليه,, وبالطبع فقد انعكس ذلك على جلوس الانسان ومأكله ونومه,,, ولكن العين نزاعه إلى التجديد حيث يجد المرء نفسه ميالاً إلى تغيير ما يحيط به كسراً للاعتياد والرتابة، وقد لا يكون التغيير جذرياً بالضرورة، فتبديل مواقع الأثاث قد يضفي انطباعاً جديداً على النفس والبيت معاً.
عبيد الشحادة