ينفرد الأطفال في كل مناحي الحياة باستقلالية تصنع لهم عوالم مختلفة ومغايرة عمن سواهم، وقد أقر المجتمع هذا التميز فأفرد لهم طائعاً مختاراً مساحات رحبة تؤمن لهم السلامة وتوفر الراحة وتجلب السعادة كما تنمي فيهم جوانب أخلاقية واجتماعية كثيرة.
وقد تتجسد هذه الاستقلالية وذلكم التميز بأوضح ما يكون من خلال الأثاث فبعد أن كان للطفل سرير موضوع في ناحية أو أخرى من المنزل أصبح يتمتع بغرفة كاملة تتسم بالألوان المتعددة والمزركشة في الموكيت والأثاث المختلف مما يتناسب وعمر الطفل بدءاً بالدولاب والكومدينو وبعض الأجهزة الالكترونية مثل التلفزيون والكمبيوتر وألعاب الدمى مروراً بالسرير والمكتبة وإلى ما ذلك ونهاية بالتسريحة والكراسي وأشجار الزينة وبعض الاكسسوارات.
ومما لا شك فيه أن الطفل بذلك الأسلوب يجد راحة أكبر ومتنفساً لهواياته ورغباته وبالتالي تتضح معالم شخصيته وموهبته وتتبين قدراته في الاستكشاف والتنظيم والمحافظة على الأشياء وكيفية استعمالها الشيء الذي يوسع أفق الطفل ويعدد مداركه.
وتعمل صناعة الأثاث بطريقة مباشرة في المساعدة على التربية الصحية والصحيحة للطفل من كل جوانبها النفسية والاجتماعية فضلاً عن الناحية الدينية المفروضة (فرقوا بينهم في المضاجع) وبذلك فهي من الصناعات التنموية والتربوية التي تنمي ذهن وروح الطفل.
ومن ذلك المنطق أخذت الشركات العاملة في صناعة الأثاث تفرد حيزاً كبيراً لأثاث الأطفال وفقاً للاعتبارات السابقة كما أن الشركات بدأت تتنافس في تقديم الصناعة الأرقى والأجود تصميماً والأكثر ملاءمة وأنسب وأسهل استعمالاً للطفل في مراحله السنية المختلفة مما جعل صناعة أثاث الطفل تنمو وتزدهر.
والآن نجد أن غرفة الطفل أصبحت كل عالمه لما تميزت به بحسن أثاثها وكمالها باحتياجاته المختلفة من قراءة واستذكار أو ترفيه ولعب ونوم.
والناظر لصناعة أثاث الأطفال بعين فنية مجردة يرى أن التصميمات تأتي بأشكال وأحجام صغيرة ومتوسطة قد لحقت بها لمسات فنية عالية ذات ذوق رفيع وجودة وابداع وجعلها تقف مع سائر الفنون المختلفة جنباً إلى جنب، فضلاً عن الابداعات التي استحدثها أهل هذه الصناعة بإدخال بعض أدوات الأطفال كعناصر أساسية ملحقة مع أثاث الطفل مما يعد ابتكاراً جديداً في هذا المجال.
ولعل كل ذلك الاهتمام الكبير الذي نلحظه في أثاث الطفل فرض على الشركات المتخصصة في صناعة الأثاث مزيداً من الابداع والفن.