دعت الولايات المتحدة الامريكية بحسبانها الراعية الأولى لعملية السلام - دعت الدول العربية للصبر حتى يفرغ ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل من مشاوراته حول تشكيل حكومته واعلانها لأنها الحكومة التي سيجري معها التفاوض في جميع مساراته حول عملية السلام.
والولايات المتحدة على يقين العلم بأن الدول العربية كانت اكثر المعنيين في العالم بعملية السلام تفاؤلا بالتغيير الذي حدث في اسرائيل والذي تمثل في اسقاط سياسات بنيامين نتنياهو التي كانت دائماً تسير في اتجاه معاكس لاتجاه عملية السلام التي اعتبرها العرب جميعاً خياراً استراتيجياً يتحدد به مستقبل ومصير المنطقة الشرق أوسطية.
كما ان الولايات المتحدة على يقين العلم بان العرب كانوا الاكثر ترحيباً بفوز ايهود باراك وكانوا - قبل اعلان لاءاته الأربع - أكثر شوقاً الى تشكيل حكومته بأسرع وقت من اجل استئناف المفاوضات.
ولكن ايهود باراك كانت تصريحاته فور علمه بفوزه في فجر ذلك اليوم (الاثنين 18/ مايو الماضي) (كفراً) لعملية السلام اذ اعلن لاءاته الأربع التي اعاد بها الى سياسة حكومته المرتقبة واجهة سياسة سلفه نتنياهو الذي التزم نفس اللاءات الأربع:
لا للتفاوض حول القدس.
ولا للانسحاب الى حدود 1967م في الجولان ولا لوقف الاستيطان في الضفة الغربية ولا للدولة الفلسطينية.
وعليه فاذا كان المطلب الامريكي من الدول العربية هو الصبر حتى يفرغ باراك من تشكيل حكومته، فان من المنطقي ان يكون مقابل الصبر العربي تحرك امريكي باتجاه الضغط على باراك لكي يوضح حقيقة نياته التي يبيتها تجاه الاتفاقات المبرمة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية والتي تدور عليها عملية السلام.
عليه ان يوضح كرئيس للحكومة - التي لن يخرج عما يريده ويقرره بشأن عملية السلام - ان يوضح الاسس التي يريد ان يستأنف بها مفاوضات السلام مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين.
كما ان على الولايات المتحدة ان تحدد موقفاً واضحاً من لاءات باراك الأربع وكيف ستتعامل مع هذه اللاءات بحسبانها راعية لعملية السلام ويتمحور دورها في توفير كل سبل واسباب نجاح العملية.
وهذا هو ثمن الصبر الذي تطلبه من العرب.