Saturday 5th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 21 صفر


وحي المستقبل
عولمة الدعوة؟
د, عبدالله عبدالعزيز الهابس *

يصعب على أي مراقب لتطورات التقنية ان يخرج بقرار نهائي يأخذ صفة الديمومة, ولذا فإن ثورة المعلومات بجميع أشكالها وأنواعها وأحجامها مستمرة في النمو الكمي والكيفي الأمر الذي يدعونا لمسايرة هذا التوجه العالمي في مختلف المجالات مادامت مشروعة.
ومن هذا المنطلق ومن هذا المبدأ قامت وزارة الشؤون الإسلامية بحجز مقعدها في هذه التقنية, واذا كان للوزارة قصب السبق فيما يخدم الأمة الإسلامية في أرجاء المعمورة فها هي تحقق سبقا آخر ألا وهو إنشاء موقع عبر الانترنت, هذا الموقع الذي سوف يكون وسيلة اتصال بين أبناء العالم الإسلامي وبين وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية.
وفي هذا اليوم يرعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للإعلام حفل التدشين الرسمي لموقع وزارة الشؤون الإسلامية على الشبكة الدولية للمعلومات (الانترنت).
وليس الحديث هنا عن هذا الافتتاح وإدراك صاحب السمو الامير لأبعاده الإعلامية والتوعوية, ثم ليس الحديث أيضا عن الموقع ولا عن الجهود التي قامت بها وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة بوزيرها وبسعادة الدكتور مساعد الحديثي مدير مركز البحوث والدراسات الإسلامية والمشرف على الموقع, بل ان الحديث يجب ان يكون حول انتقال مفهوم الدعوة التي تختلف باختلاف الزمان والمكان, فالشعر والنثر كانا يوما من الأيام من الوسائل القوية المستخدمة في الدعوة ثم كان عصر الرسائل والمطبوعات ثم جاء عصر الإذاعة والتلفزيون ثم جاء عصر الانترنت الذي انتقل بمفهوم الدعوة من المحلية والاقليمية الى العالمية بأسهل السبل وبأقصر الطرق وبأرخص التكاليف, إن ديننا الإسلامي دين عالمي قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين), واذا كانت الوسائل لم تساعدنا في السابق للوصول الى العالم بأسره فها نحن أمام وسيلة رخيصة الثمن سهلة الاستخدام موفرة للوقت والجهد والمال ألا وهي شبكة الانترنت.
وبناء على هذه الإفرازات يجب علينا ان ينتقل مفهوم الدعوة وينبغي ان تتجدد أساليبها وتحدث مناهجها ودوراتها والقائمون عليها, وفي هذه المناسبة أذكر ببعض الرسائل لاخواني الأفراد ورجال الأعمال ودورهم تجاه هذا التحول في مفهوم الدعوة الى الله تعالى:
أولا: لقد تم تكفل بتصميم هذا الموقع وتشغيله بدعم من الشيخ المحسن سليمان بن عبدالعزيز الراجحي فجزاه الله خيرا وأكثر من أمثاله, وهي دعوة لرجال الأعمال للمساهمة في مثل هذه المشاريع الخيرية, فلم تعد الكتب والأشرطة وبناء المساجد هي الوسيلة الوحيدة للبذل في سبيل الخير, وقد سبق ان طرحت بعض المشاريع الخيرية التي يمكن عملها من خلال الانترنت عبر هذه الصفحة.
ثانيا: وهي رسالة الى رجال الأعمال أيضا وإذا لم يكن ممكنا الدعم المادي فلا أقل من ان تضع شركتك او مصنعك وصلة link() لموقع الوزارة ولا تدري فقد ينتقل احد من موقعك الى موقع الوزارة وتكسب الأجر بدخول هذا الفرد للإسلام, وهذه الدعوة أيضا موجهة للأفراد الذين لديهم مواقع عبر الانترنت.
ثالثا: وهي خاصة للأفراد الذين يعتقدون ان موقع وزارة الشؤون الإسلامية يقوم بالمهمة ان هذا الموقع يذهب ظمأ العطشى ويروي عروق الصائمين عن الحق ويعفي الآخرين عن العمل,, لا بل ان هذا الموقع واحد من 3000 موقع تضاف يوميا ومن ملايين المواقع الموجودة عبر الشبكة.
أخيرا رسالة لوزارة الشؤون الإسلامية فقد بدأ العمل الحقيقي وذهب القليل وبقي الكثير وكان الله في عونكم وأذكركم ان عدم الاستجابة لرسائل السائلين وفتاوى المستفتين وطلبات المتعطشين فإن أثر هذا الموقع سوف يكون سلبيا لا قدر الله واللبيب بالإشارة يفهم.
*جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ملحق المفروشات
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved