Saturday 5th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 21 صفر


حديث الشبكة
الباحث السعودي والمجلات العلمية على الشبكة
2 - 2
خالد بن محمد أبا الحسن *

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن ظهور المجلات العلمية على الشبكة وامكانية الحصول عليها بأيسر السبل والوسائل ونستكمل الحديث عن هذا الموضوع.
فقد ظهرت مجلات حديثة بلا تاريخ تقليدي فهي مجلات لم تصدر على الورق ابدا وانما جاء اول ظهور لها على الانترنت مباشرة, وعدد هذه المجلات يفوق التصور ويدعو للعجب من سرعة تنامي هذا الجانب في مجال النشر العلمي.
وفي ظل هذه النزعة في الانتقال الى الانترنت هناك من قد يتساءل عن اسباب هذه الظاهرة والواضح ان اقتصاديات النشر تأتي على رأس الاسباب التي دعت وتدعو الناشرين الى الانتقال من النشر التقليدي على الورق الى النشر الالكتروني فكلفة النشر التقليدي كبيرة وهي سبب رئيس في انتقال الناشرين الى الانترنت التي لا تكاد تكلف الا القليل, ومن الاسباب كذلك السعي الى الانتشار فمن خلال الانترنت يمكن للمجلة العلمية ان تصل تقريبا الى كل مرفق وباحث اكاديمي في العالم بينما لن تصل الا الى اماكن محدودة من العالم حسب نشاط القائمين عليها في الجانب الترويجي وذلك فيما لو استمرت في الصدور تقليديا, من جهة اخرى فلا مجال لمقارنة الفرص الاستثمارية بين النشر على الانترنت والنشر بالصورة التقليدية, فالمعلنون يفضلون المجلات ذات الانتشار الاوسع وهو ما توفره الانترنت اكثر من الاسطوانات المضغوطة والصورة التقليدية للنشر الورقي والتي تعد الاقل حظا في هذا الباب.
وقد ظهرت على الانترنت شركات استثمارية تتولى توفير المجلات العلمية بالمئات في مختلف التخصصات الاكاديمية وذلك للراغبين من الجامعات والافراد.
وفي حال اشتراك الافراد يعطى المشترك حق الاطلاع على عدد معين من المجلات مقابل رسم شهري او سنوي ويتم ارسال كلمة السر الى المشترك الذي يبدأ تصفح تلك المجلات ويتمكن من قراءة او تنزيل اية مجلة وحفظها حسبما يشاء وفي حال كون المشترك مؤسسة علمية فان الرسم يكون اكبر بالطبع.
ولا تقارن كلفة الاشتراك في المجلات الالكترونية بالاشتراك في المجلات المطبوعة فالاشتراك في مجلة كمجلة تعليم اللغات بالحاسب الآلي مثلا يكلف المشترك ما يقارب 170 ريالا بخلاف كلفة الحوالة بينما يكلف اشتراك مماثل في خمس مجلات علمية الكترونية مثيلة ما يقارب مائة ريال فقط.
وقد قامت دور نشر عالمية بالدخول في استثمارات توفير خدمات المكتبات الالكترونية واتاحتها للباحثين عبر الانترنت ومنها على سبيل المثال مطابع اوكسفورد ومؤسسة Uncover وغيرها كثير, كما ظهرت شركات لم يكن لها وجود او نشاط في نشر المجلات العلمية لكن مؤسسيها اخذوا بزمام المبادرة وقاموا بشراء حقوق نشر عدد كبير من المجلات العلمية الكترونيا ثم توجهوا الى الجامعات والمؤسسات الاكاديمية لتقديم خدماتهم اليها, ولقي هؤلاء اهتماما وتجاوبا عظيما لدى غالبية الجامعات الامريكية والبريطانية وغيرها ومع هذا التجاوب من جمهور العلماء والباحثين المتمثل في الجامعات ارتفعت حمى النشر الالكتروني وتراجعت مبيعات المجلات العلمية التي استمرت في الصدور تقليديا واتجهت مرغمة بعد ذلك الى انشاء مواقعها على الانترنت.
والباحث السعودي في المملكة يعاني من شح في المصادر العلمية الاجنبية منذ زمن ليس بالقصير, ومازلت ارى العديد من زملائنا اعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية يقضون عطلاتهم وسنوات تفرغهم في الجامعات الامريكية والبريطانية لجمع المادة العلمية من المجلات العلمية والكتب المتوفرة في مكتبات تلك الجامعات, ولاشك ان خدمات دور النشر الالكتروني ستسد جوعة هؤلاء الباحثين وتقرب لهم البعيد وتوفر لهم ما كان الحصول عليه متعذرا في السابق وتوفر على جامعاتنا تلك الاموال الطائلة التي كانت تدفع في سبيل توفير الكتب والمراجع للباحثين عبر المكتبات, وفي ظل هذا التقدم التقني فانه ينتظر من عمادات المكتبات في الجامعات السعودية ان تتجه الى المجلات الكترونيا لجمهور اعضاء هيئة التدريس من خلال الانترنت بعد ان اصبح الحصول عليها اقل كلفة من ذي قبل.
ولان حجم الخدمات المكتبية في اية جامعة يمثل معيارا مهما للحكم على رقيها فان خدمات المكتبات الالكترونية على الانترنت جعلت معيار الحكم على الجامعات من خلال عدد الكتب والمجلات على ارفف مكتباتها اقل تأثيرا من ذي قبل وخاصة فيما يتعلق بالمصادر الاجنبية فكثير من الجامعات الامريكية العريقة والحديثة الكبيرة والصغيرة اتجهت الى تقديم تلك الخدمات الى منسوبيها.
ولنضرب على ذلك مثلا ففي جامعة مثل جامعة انديانا - بنسلفانيا iup يتاح لجميع منسوبي الجامعة طلابا واساتذة ان يحصلوا على كم كبير من المقالات والبحوث العلمية من خلال خدمة بنك البحث serach bank وهي خدمة تتيح للمستفيد البحث في عدد كبير من المجلات العلمية والحصول على نسخ كاملة من المقالات او ملخصات لها بعد تقديم ما يخول ذلك ولا يعدو ذلك رقم البطاقة الجامعية للطالب او عضو هيئة التدريس لتنفتح له بعدها كنوز البحث العلمي ومصادره المتنوعة وتقوم الجامعة بدفع مبلغ سنوي مقابل توفير هذه الخدمة لمنسوبيها عبر الانترنت علما بأن الاتصال بها يمكن ان يتم من المنزل او من اي مكان بالعالم.
ولقلة التكلفة في مشروع هذا فإنه لا تكاد توجد جامعة امريكية او بريطانية الا ومثل هذه الخدمات متاحة لمنسوبيها.
vxig * grove.iup. edu
* جامعة انديانا - بنسلفانيا

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ملحق المفروشات
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved