Saturday 5th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 21 صفر


احتفاء للتأمل والاقتداء
عبدالله بن محمد هادي *

ضرب الملك عبدالعزيز بنفسه المثل الفذ للمكافحين وخط بسيرته الطريق الواضح للعاملين ، استطاع بعزيمة إيمانية وهمة ربانية أن يزلزل أعداءه وأن ينتقي فئة قليلة من رجاله ليكونوا فيما بعد نواة أمة تمسك اليوم بأطراف المجد.
قال عبدالعزيز لمن تركهم قبل اقتحامه وسبعة من رجاله للقصر :لا حول ولا قوة إلا بالله إذا لم يأتكم رسول منا غداً فأسرعوا بالنجاة واعلموا أنا قد استشهدنا في سبيل الله .
وتكشف لنا هذه الكلمات بأن الملك عبدالعزيز أراد - منذ اللحظات الأولى - أن يغرس في نفوس رجاله أصول منهجه وحدود تصرفاته وخطواته المحكومة بقواعد الإسلام الراسخة في عقله ووجدانه.
وبعد أن أيقن الملك عبدالعزيز بوعي رهطه بهذه الحقيقة هاجر بهم إلى موطن وجدوا فيه مراغماً كثيراً وسعه، وأسس بهم دولة فتية ظهرت فيها كلمة الله وأعلنت في جنباتها دعوة الحق وبدأ ينطلق فيها نور الوحي ليسهم في خلاص الناس من الظلم والجهل.
كان عبدالعزيز كما يروي من شاهده وصاحبه يستقيظ قبل الفجر ويبدأ يومه بتلاوة القرآن وإقامة الصلاة وكان يستمع كل يوم إلى درس في تفسير القرآن وفي الحديث النبوي ويعقب أثناء الدرس بما يوجه إلى طاعة الله ورسوله وذكر ما في الآيات والأحاديث من أحكام وعبر، كان بسيطاً في ملبسه ومقلاً في طعامه ، يعنى بتربية أبنائه على أخلاق الإسلام وهديه.
ولاشك أن ما ذكر هنا عن الملك عبدالعزيز وما عرف به في صباه من نجابة في فهم حقائق الإسلام ومن شغف في تعلم هذه الحقائق والفضائل وما عهد عنه فيما بعد من حبه للعلم والعلماء استدعى التفكير إلى القيام بعقد هذا الملتقى الإيماني الذي تنظمه اليوم وزارة الشئون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد وتهدف فيما تهدف إلى ابراز جهود الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - واهتمامه بالدعوة إلى الله وبقيامه بنفسه بعمل الداعية في ممارسته للحكم والسلطان.
وإذا كنا نحتفي اليوم بهذا الجانب المشرق في حياة الملك عبدالعزيز فإن هذا الملتقى بمثابة الشكر لله سبحانه وتعالى على ما تفضل به علينا من نعم وأهمها وأعظمها نعمة الإسلام وهو أيضاً بمثابة تجديد للبيعة وللطاعة، وإعلاناً للتقدير والعرفان لقادة هذه البلاد على ما قدموه وما قاموا به من أجل خدمة الإسلام والمسلمين منذ عهد المؤسس إلى عهدنا الزاهر الميمون اليوم.
وأظن أن من المفيد ونحن نتفاعل مع هذه المناسبة أن أدعو نفسي والقراء الكرام إلى التأمل والاقتداء ، فالتأمل هو في الفئة القليلة والامكانات الضئيلة التي اصطحبها الملك عبدالعزيز في فتحه الكبير وإنجازه العظيم والتفسير المنطقي لهذه المعادلة الصعبة هو في المنهج الذي سار عليه الملك عبدالعزيز في حياته وما كان له من صفات وخصائص كل واحدة منها تحتاج إلى وقفات، لكن الصفة الأهم هي تمسكه بالعقيدة الصافية التي أشرقت في قلبه فجعلته يقطع تلك المراحل الصعبة في حياته ويستعذب المشقة والتضحية ويسترخص الغالي والثمين، إنها العقيدة التي لا تزال تشع بنورها على الأجيال الصاعدة من أبناء هذه الأمة وفق معطياتها.
وأما الاقتداء فهو أن في حياة الملك عبدالعزيز وغيره من الأخيار مدرسة تربوية وصورة مثلى للمؤمن الملتزم,وما أجدرنا أن نقتدي بكل سيرة عطرة تركها العظماء في تاريخنا الإسلامي وأن يسود حياتنا العمل الجاد المخلص وأن نتمسك بالمبادئ التي اتخذها الملك عبدالعزيز وأمثاله الفضلاء لإقامة دين الله ونشره بين الناس وأظننا بذلك سنكون أوفياء لمن كان سبباً في هذا الملتقى، وسنحقق بلا ريب المقاصد الخيرة من إقامته.
*المستشار الإعلامي بمكتب معالي الوزير ورئيس اللجنة الإعلامية بالندوة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ملحق المفروشات
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved