Saturday 5th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 21 صفر


الشيخ العمار الوكيل المساعد للدعوة بالداخل
الملك عبدالعزيز أقام الدولة على أساس متين من الالتزام بالاسلام

* اللجنة الإعلامية - مفرح الحقوي
أكد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله العمار الوكيل المساعد للدعوة بالداخل أن قيام الندوات الدعوية مثل ندوة الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز أمر مهم خصوصاً وإن ذلك يبرز جهود هذا الإمام - رحمه الله - وحرصه على الدعوة والدعاة وأشار العمار أن هذه الدولة التي أرست قواعدها على العقدية الصحيحة ونشرتها في الجزيرة العربية وهذا ساهم في القضاء على البدع والخرافات التي كانت موجودة في الجزيرة العربية وتطرق إلى الأسلوب الذي انتهجته المملكة في عهد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - وتحدث عن عدد من المرتكزات المتعلقة بالدعوة في عهد الملك عبدالعزيز وهذه أبرز النقاط التي تناولها في هذا الحديث,.
* كيف ترون أهمية قيام الندوات الدعوية مثل ندوة الدعوة الإسلامية في عهد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - ؟
منذ قيام الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - وهي تقوم على أسس ثابتة ومنها القيام بالدعوة إلى الله على أساس الكتاب والسنة وهذه الدولة المباركة في جميع أمورها لازالت تقوم بهذا الأمر وذلك من خلال استراتيجية ثابتة وهي أن الدولة دولة اسلامية تطبق شريعة الله تعالى وتستمد دستورها من الكتاب والسنة المطهرة مصدراً للتشريع وقد شرفها الله سبحانه وتعالى بخدمة الحرمين الشريفين وهي من أهم الواجبات المنوطة بها وتبذل في سبيلها كل نفيس لتهيئة الجو الآمن ليؤدي الحجاج والمعتمرون مناسكهم في أمن واطمئنان رغم هذا الجمع الهائل الذي يتوافد على المملكة لأداء هذه المناسك ورغم اختلاف الأجناس واللغات والطبائع.
وهذه الندوة ندوة الدعوة الاسلامية في عهد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - تبرز هذا الجانب العظيم وأهمية قيام مثل هذه الندوات أنها تؤصل وتؤكد هذاالعمل الجبار لتتواصل الأجيال بالقيام بهذا الواجب العظيم كما أنها توضح عناية الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - بالدعوة إلى الله ورعايته للدعاة في الداخل والخارج، وتوضح كذلك خصائص المنهج الدعوي والتزامه به.
وتتشرف وزارة الشئون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بأن يرعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية - يحفظه الله - هذه الندوة المباركة.
ووزارة الشئون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد وبتوجيه من معالي الوزير الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ومتابعة من معالي النائب الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ تكرس الوقت والجهد وتولي العناية التامة والرعاية الكاملة للدعوة الاسلامية والوصول بها إلى المستوى المرجو واللائق بها.
* كيف تقيمون جهود المملكة في الدعوة الاسلامية منذ عهد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - إلى عهد خادم الحرمين الشريفين وفقه الله؟
حظيت الدعوة الاسلامية في عهد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - باهتمام كبير لأنها من الأصول التي بنيت عليها هذه الدولة وقدثبتت عليها في جميع مراحل تكوينها وتأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - الذي تبنى نشر الدعوة الاسلامية تطبيقاً لقوله تعالى:الذين إن مكناهم في الارض اقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر (الحج آية 41), وقد أنفق - يرحمه الله - في سبيل نشر ذلك الكثير من الوقت والجهد والمال على الرغم من شح الموارد وقلة الايرادات في ذلك الوقت المبكر.
وقد كانت الدعوة في بداية الأمر تقوم على الجهود الفردية للدعاة آنذاك، ولكن بعد استقرار الأمور اتجه إلى تنظيم أمور الدعوة فقام رحمه الله بتأسيس أول هيئة رسمية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة وكان الهدف من وراء انشائها هو تطبيق الأحكام الشرعية وتوجيه الناس إلى الخير ونهيهم عن كل منكر ولم يكتف بذلك بل قام بنفسه - يرحمه الله - بالاحتساب والدعوة في المحافل عامة وفي مواسم الحج خاصة أو كان يرسل من ينوب عنه وكان يقوم بنفسه بمراقبة الأمور العبادية والسلوكية في من حوله.
ونظراً للأهمية النبيلة للقضاء ودور القاضي في الشريعة الاسلامية فقد أولاه الملك عبدالعزيز اهتمامه الشخصي رغبة وحرصاً منه على اقامة الحق والعدل بين الرعية فقام القضاة بمهمة القضاء والدعوة معاً تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كان الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - يحثهم على ذلك وكان دائم المتابعة له.
وكما كان المسجد وسيظل دائماً هو القاعدة الأساسية التي تنبعث منها رسالة الدعوة الإسلامية وتعظيم الله شأن المسجد في آيات كثيرة منها قوله تعالى:في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال (النور آية 36) فقد أولاه الملك عبدالعزيز عناية خاصة وممايدل على اهتمام الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - بالمساجد تعيينه الأئمة والخطباء أصحاب العلم والمعرفة للقيام بالإمامة والخطابة والدعوة فكان لهم أثر فعال في نشر العقيدة السلفية الصحيحة كما اهتم - يرحمه الله - بالدعوة داخل المملكة حيث أرسل العلماء للبوادي والهجر لنشر العلم الديني بين الناس وفقاً لمنهج السلف الصالح وأنشأ دار التوحيد في الطائف وحرص على ارسال الطلاب لها من مختلف مناطق المملكة فتخرج منها دعاة وعلماء توزعوا في القرى والهجر والمدن للدعوة وقام بانشاء المؤسسات التعليمية والمدارس الحديثة التي كان يدرس بها كل المناهج الاسلامية والعقيدة واللغة العربية كا قام بارسال البعثات الطلابية إلى الخارج واستقدام الأساتذة للارتقاء بمستوى التعليم وإيماناً منه بأهمية الكتاب في نشر الدعوة السلفية اهتم بطباعة نفائس الكتب بشتى أنواعها الثقافية على نفقته الخاصة وتوزيعها مجاناً في الداخل والخارج من أجل نشر الدعوة الإسلامية وكانت هذه إحدى المبادئ الدعوية التي سار عليها يرحمه الله حيث اهتم بالبناء الداخلي ليكون قادراً على مواجهة الأفكار الباطلة والهدامة لأعداء الدعوة الإسلامية ونشر العلم الشرعي الصحيح في الخارج حتى تمتد ظلال هذه الدعوة بإذن الله تعالى في مختلف أصقاع الأرض.
وتعاقب بعد ذلك أبناؤه البررة فترسموا طريقه ونسجوا على منواله فبذلوا الجهد والمال في سبيل نشر الدعوة الاسلامية والدفاع عن الدين الاسلامي والمقدسات وتحقيق الوحدة الايمانية وجعلوا ركائز حكمهم قائمة على التوحيد وحمل الدعوة الاسلامية ونشرها وتنقية البيئة الاسلامية من البدع والخرافات و الوقوف في وجه الدعوات الضالة المضلة والقضاء على العصبية الجاهلية وتحقيق الشورى وخدمة الحرمين الشريفين ونصرة المسلمين في أي بقعة من بقاع العالم وتبني قضاياهم ومساعدتهم ومد يد العون لهم، وبهذا استحقت المملكة العربية السعودية عن جدارة قيادة العالم الاسلامي وما نشاهده في هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - أعزه الله - من عناية واهتمام بالأمور الدعوية في الداخل والخارج وارتفاع صوت الحق مدوياً في كل مكان تطلع عليه الشمس وساعد على ذلك أن أنشأ - يحفظه الله - مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والكتب الاسلامية والأشرطة بلغات العالم المختلفة حيث توزع بالمجان على المسلمين وأقام ويقيم - يرعاه الله - المساجد والمراكز الاسلامية والثقافية حيث يوجد المسلمون ويرسل إليهم الدعاة للقيام بالدعوة الاسلامية وهكذا تبرز أعمال واهتمامات الملك المؤسس - رحمه الله تعالى - ومن بعده أبناؤه البررة لتعطي صورة صادقة عن واقع الدعوة منذ عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى عهد خادم الحرمين الشريفين وفقه الله.
* ما الأساس الذي قامت عليه دولة المملكة في عهد الملك عبدالعزيز إلى وقتنا الحاضر؟
قامت الدولة السعودية على أساس متين وهو الالتزام بالاسلام عقيدة وعبادة وشريعة تطبقه في جميع شؤونها وقد ثبتت على هذا الطريق في جميع مراحل تكوينها وتأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله تعالى - ومن الأسس الأخرى التي قامت عليها دولة المملكة العربية السعودية ما يلي:
1- المحافظة على القيم الاسلامية وتطبيق شريعة الله تعالى واتخاذها دستوراً ومنهجاً للدولة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2- الأخذ بمبدأ الشورى في الحكم والتناصح بين الحاكم والمحكوم.
3- تكوين الكوادر البشرية المؤهلة لتحقيق التقدم في جميع المجالات والقادرة على تحمل أعباء التنمية الشاملة.
4- تقوية وتعزيز الدفاع عن الاسلام ودولته ومحاربة التيارات الهدامة.
5- تحقيق الرفاهية لكل مواطن ومواطنة.
6- دفع الحركة الثقافية كي تساير التطور في المملكة.
7- تنمية الثروات المعدنية واستثمارها الاستثمار الأمثل.
8- التركيز على التنمية النوعية بتحسين ما تم انجازه من المنافع.
هذه عجالة مقتضبة تلقي الضوء على بعض الأسس التي قامت عليها المملكة للسير في ركب الحضارة والارتقاء بالمواطن الذي هو الأساس في ذلك.
* ما هو الأسلوب الذي انتهجته المملكة العربية السعودية ممثلة في الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - في الدعوة إلى الله؟
الدعوة الإسلامية هي أشرف المهام التي يمكن أن يضطلع بها المسلمون فهي وظيفة الأنبياء عليهم السلام وهي السبيل الوحيد لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن عبادة الناس إلى عبادة الله وحده، وحيث منّ الله سبحانه وتعالى على المملكة العربية السعودية بوافر النعم والخير ووضوح الرؤية السليمة والسير على طريق الرسل عليهم السلام في الدعوة إلى الله بعد أن ختمت الرسالة بوفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأصبح حمل الدعوة فرضاً على المسلمين، فإن المملكة أرض الحرمين الشريفين ومبعث النور والهداية التي انطلقت منها الرسالة الأولى تقوم بالدعوة الاسلامية وتهيئ لها سبلها ووسائلها وأساليبها وترعاها وتتابعها وتسهر على أمورها، وتبعث بنورها إلى كل مكان بالسبل والوسائل التي تراها ملائمة.
ومن الأساليب التي انتهجها الملك عبدالعزيز في الدعوة إلى الله تعالى:
- الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فقد كانت الحكمة عنده فطرية وهبها الله تعالى له ،قال تعالى:يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب (البقرة آية 269) إضافة إلى الحكمة التي اكتسبها من التجارب والممارسات خلال مشوار حياته، فالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن هي الاسلوب الأمثل، ونوع الكلمة التي بلغ بها الرسول الكريم صلىالله عليه وسلم للناس ، قال تعالى:ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن (النحل آية 125).
- الدعوة بالرفق واللين ، قال تعالى:اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى (طه آية 44).
- مراعاة أحوال المخاطبين على قدرالفهم ويخاطبهم بما يعرفون ، قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حدثوا الناس بمايعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله .
-موافقة أقواله أفعاله، لأن الإيمان الصادق هو الذي يوافق أفعال صاحبه مايقوله ويدعو إليه، بحيث كان قدوة حسنة ومثالاً يحتذى به.
كما قام - يرحمه الله تعالى - بعدة خطوات ناجحة في الداخل والخارج من أجل نشر الدعوة والاسلامية ومنها:
1- المحافظة على القيم الاسلامية وتطبيق شريعة الله تعالى واتخاذها دستوراً ومنهجاً للدولة.
2- بناء المساجد لأن المسجد هو القاعدة الأساسية التي تنبعث منها رسالة الدعوة الاسلامية وتعيين الأئمة والخطباء ممن يتصفون بالعلم والمعرفة والقدرة على التأثير كما اهتم ببناء المساجد في الدول الاسلامية الأخرى والدول غير الاسلامية لتكون مركز اشعاع ونشر العقيدة الاسلامية الصحيحة.
وقد عظم الله تعالى شأن المسجد في آيات كثيرة منها قوله تعالى :في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال(النور ،آية 36).
3- تدعيم الدعاة والعلماء السلفيين في الداخل والخارج وإرسال العلماء والدعاة إلى مختلف البلدان للتعريف بالمنهج الاسلامي السلفي القائم على تصحيح العقيدة وتخليصها مما علق بها من البدع والخرافات والدعوة إلى توحيد الله تعالى وتحكيم شرع الله والالتزام بمنهج الإسلام في شؤون الحياة.
4- قبول طلاب المنح من كافة دول العالم في كليات الشريعة والدعوة لتعليمهم دينهم الصحيح واللغة العربية وليعودوا إلى بلادهم ويساعدوا في نشر العقيدة الصحيحة ومحاربة الأفكار الباطلة والتيارات الهدامة.
5- طباعة نفائس كتب الفقه والعقيدة الاسلامية وطباعة كتب الثقافة الاسلامية على نفقته الخاصة وتوزيعها بالمجان في الداخل والخارج.
ولأن المملكة العربية السعودية تقوم على منهاج واضح في السياسة والحكم والدعوة وتسير وفق أنظمة منبعثة من شريعة الاسلام ومضبوطة بضوابطها منذ عهد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - فقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز النظام الأساسي للحكم وينص في مادته الثالثة والعشرين على ما يأتي:
تحمي الدولة عقيدة الاسلام وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ملحق المفروشات
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved