* حوار: سعيد آل عيد
الضعف الجنسي يعد في الواقع وكما يؤكد أكثر الأطباء مرض العصر وذلك نتيجة القلق النفسي والاجهاد البدني الذي زاد بازدياد التقدم والتطور الحضاري في معظم بلدان العالم ومنذ ليلة الزواج وما بعدها بسنوات يبدأ القلق الفعلي من الضعف الجنسي.
عن هذا المرض وكيفية تجاوزه يحدثنا الدكتور نصرالدين قطب اخصائي الامراض الجلدية والتناسلية والعقم وذلك من خلال الأسطر التالية:
الإنسان منذ ليلة الزفاف وبعدها وبعد تقدم العمر يظل بين قلق الضعف الجنسي والبحث عن العلاج ولكن مع تطور تكنولوجيا الطب الحديث هل ستنتهي معاناة ذوي شكوى الضعف الجنسي,, والجزيرة في حديث مع (الدكتور نصر الدين قطب,, اخصائي جلدية وتناسلية وعقم يكشف من خلال تلك الأسرار عن الأسباب والعلاج.
تعريف الضعف الجنسي
* نريد تعريفا موجزا للضعف الجنسي؟
الضعف الجنسي ليس هو فقط عدم القدرة على الانتصاب للعضو الذكري ولكن هو ايضا عدم القدرة على الانتصاب حتى تنتهي العملية الجنسية بقذف السائل المنوي.
وتمر العملية الجنسية بعدة مراحل تبدأ بزيادة الرغبة الجنسية في ممارسة الجنس نتيجة مؤثرات خارجية من أوجه الإثارة المختلفة التي تؤدي بدورها الى إثارة وتنبيه الجهاز العصبي,.
* ما هي أنواع الضعف الجنسي؟
أنواعه
الضعف الجنسي نوعان هما:
أ ضعف ابتدائي أولي وهو عدم حدوث انتصاب للعضو الذكري للرجل طول حياته.
ب ضعف ثانوي وهو ان الرجل كان يتمتع بقوة جنسية ثم بدأ يعاني من الضعف الجنسي.
عملية مركبة
* هل من الممكن أن تقدم لنا ايضاحا عن الانتصاب؟
أحب ان اوضح ان الضعف الجنسي من الأمراض التي تصيب الذكور بنسب متفاوتة ومع تقدم السن وقد تكون الاصابة دائمة او تكون أسبابها نفسية بنسبة كبيرة جدا تصل الى 90% أو لأسباب عضوية.
وبالنسبة للانتصاب,, يتكون العضو الذكري من ثلاثة انسجة اسفنجية اثنتين من أعلى وواحدة من أسفل عندما تمتلىء هذه الأنسجة بالدم يحدث الانتصاب ويكون الانتصاب مناسبا بقدر كمية الدم المندفعة الى تلك الأنسجة,, ويأتي هذا الدم نتيجة تمدد الشرايين المغذية لأنسجة العضو الذكري، وهذه الشرايين الصغيرة تأتي من شريان رئيسي يسمى Internal Iliac artery هذه الشرايين تتمدد نتيجة تنبيهات من الجهاز العصبي من خلال فقرات أسفل الظهر S2-4 من تنبيهات جنسية كالرائحة والصوت وخلافه ومن خلال زيادة الرغبة الجنسية من زيادة نسبة هرمون الذكورة بالدم.
من هنا يتضح لنا ان عملية الانتصاب عملية مركبة يشترك فيها الجهاز العصبي مع الأوعية الدموية مع الهرمونات المسؤولة عن ذلك اضافة الى الناحية النفسية والاستعداد النفسي لحدوث ذلك.
أسباب الضعف الجنسي
* ماهي أسباب الضعف الجنسي؟
أولا: الضعف الجنسي أو العجز الجنسي الناتج عن أسباب نفسية وعصبية وهذه الأسباب قد تكو نفسية خالصة تصل نسبتها الى 20% أو أسباب نفسية مشتركة مع أسباب عضوية أخرى تصل نسبتها الى 90% وتزيد نسبة الأسباب النفسية مع تقدم السن.
وللتفرقة بين الأسباب النفسية والأسباب العضوية نجد ان ذلك المريض النفسي يتمتع بقوة انتصاب جيدة في الصباح عند الاستيقاط من النوم عكس المريض العضوي الذي يعاني من الضعف طوال الوقت.
ثانيا: الأسباب العضوية فهناك عدة أسباب عضوية للضعف الجنسي أهمها:
1 هرمونية: مثل انخفاض نسبة هرمون الذكورة في الدم وفشل الخصية في انتاج ذلك الهرمون بالاضافة الى فشل الخصية في الاستجابة للهرمونات الأخرى,, ايضا ارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين في الدم يؤدي للضعف الجنسي.
2 أسباب خلقية: وهي منذ الولادة وتؤدي الى ضعف أولي وهذا يؤدي الى انعدام حدوث الانتصاب للعضو الذكري طول حياته وهذا المرض نادر.
3 أسباب عصبية: وهي مثل امراض النخاع الشوكي والعقد العصبية والاصابات الدماغية والدموية.
4 بعض أمراض الأوعية الدموية مثل انسداد بعض الأوعية الدموية والشرايين في منطقة الحوض وتصلب الشرايين.
5 الحوادث: وهي مثل كسور الحوض ومضاعفات بعض العمليات الجراحية في تلك المنطقة.
6 التدخين: وذلك بكثرة وكذلك تعاطي المخدرات والكحوليات.
7 بعض الأدوية: والتي تستخدم في علاج قرحة المعدة وضغط الدم والأدوية النفسية والمهدئات ومن أهمها (لازكي,, الداكتون,, الدوميت,, اندرال,, توفرانيل,, الخ).
8 أمراض السكر: وبالأخص في الحالات المزمنة أكثر من عشر سنوات وغير المعالجة.
9 الالتهابات: وهي تلك الشديدة والمهملة في البروستاتا والجهاز التناسلي.
العلاج
** وماذا عن العلاج؟
بالنسبة للضعف الجنسي الناتج عن أسباب نفسية فيتم علاجه بتوضيح أسبابه للمريض وبث الطمأنينة لديه بالاضافة الى ارشادات ونصائح للمريض لتغيير الظروف المحيطة به.
فضلا عن استخدام بعض الأدوية المنشطة مثل (الاستركنين واليوهمين وغذاء ملكات النحل والجينزانا) وهذه الأدوية تؤدي الى زيادة الرغبة بالاضافة الى تحسين الانتصاب.
وهناك عدة أنواع من العلاج تتمثل في الآتي.
* علاج هرموني: وذلك بإعطاء هرمون الذكورة للمريض بعض هرمونات الغدة النخامية وهذا يتم بعد اجراء تحاليل لتحديد نسبة الهرمونات في الدم.
* العلاج بالحقن الموضعي للعضو الذكري: وتعتبر من أحدث وسائل العلاج وتكاد تصل نسبة نجاحها الى 100% وهذه الطريقة تتم بحقن بعض المركبات الدوائية مثل (البروستجلاندين والبا با فرين) في النسيج الاسفنجي للعضو الذكري وذلك بمعرفة الاخصائي المدرب على الكيفية الصحيحة لاستعمال هذا الحقن,, ويحدث الانتصاب لمريض بعد 5 دقائق من الحقن ويستمر ساعة الى ست ساعات حسب الجرعة التي تم حقنها ويمكن اعطاؤها للمريض بمعدل مرة الى مرتين اسبوعيا وهذا العلاج ليس له مضاعفات سوى استمرار الانتصاب لمدة طويلة في حالات نادرة وفي هذه الحالة يتطلب الأمر تدخلا من قبل الطبيب.
* العلاج باستخدام جهاز السحب مع الحلقات البلاستيكية: وهو ايضا من احدث العلاجات ومأمون تماما بإذن الله وهو عبارة عن اسطوانة بلاستيكية توضع حول العضو الذكري ويتم سحب الهواء من داخل الاسطوانة بمضخة صغيرة مما يؤدي الى سريان الدم في العضو بنسبة كبيرة مما يؤدي ذلك لكبر الحجم وزيادة صلابة العضو الذكري ثم توضع حلقة بلاستكية خاصة عند نهاية العضو للمحافظة على الانتصاب وترفع الاسطوانة ويستمر الانتصاب طالما بقيت الحلقة في موضعها.
* العلاج الجراحي: ويتم ذلك بتوصيل بعض الأوردة والشرايين في منطقة الانسداد الدموي.
* العلاج باستخدام الأعضاء الاستبدالية والدعامات: وتستخدم هذه الطريقة في علاج الأسباب العضوية التي يصعب علاجها بأي طريقة أخرى ويوجد لهذا العلاج نوعان:
النوع الأول: عبارة عن دعامتين يتم وضعهما في العضو الذكري جراحيا وذلك بعمل فتحة صغيرة اسفل العضو ولا يظهر منها أي شيء من الخارج وهي طريقة دائمة وليست مؤقتة وتجعل العضو في وضع انتصاب بصفة دائمة مع ميل الى الأسفل.
النوع الثاني: عبارة عن أداة تسمح بالانتصاب والارتخاء للعضو الذكري وذلك بالضغط عدة مرات على الجزء الأمامي للعضو ويتم زرع تلك الأداة داخل العضو الذكري بأسلوب جراحي خاص وانابيب خاصة قابلة للانتفاخ.
ويتضح انه مع تقدم وسائل العلاج الحديثة لا يوجد ما يسمى بالعجز الجنسي وان كل حالات الضعف أيا كانت أسبابها قابلة للعلاج وفي اي عمر كان المريض وإن حتى بلغ الستين.