Saturday 5th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 21 صفر


أما بعد
الدروس الخصوصية,, خفافيش الظلام

انتهى موسم الحصاد,, واقتربت الاسر من الشعور بالراحة بعد التعب والكد,, والاستذكار طوال السنة الدراسية ويظل السؤال تلو الآخر,, حول جدوى الدروس الخصوصية,, ولماذا نلجأ أحيانا لها,, كحل لا بديل عنه مع تسارع دقات الساعة,, معلنة قرب الامتحانات والحصاد.
وبالرغم من كثرة الحديث والجدل حول جدوى الدروس الخصوصية وبالرغم من صدق بعض الصور الكريكاتورية الساخرة التي اجادها كل عام رسام الكاريكاتير السعودي الشهير الخنيفر وبالرغم من صدق ما نقل الينا عبر ريشته الساخرة وقلمه اللاذع.
يظل هناك مساحة من الحقيقة لم نقترب منها فالصحافة عندما تقترب من الدروس الخصوصية تقترب منها وأصابع الاتهام موجهة فقط لتقصير الطالب او الطالبة او اتكالية بعض الاسر وانشغالهم ببعض شؤون الحياة ومراجعة دروس ابنائهم او على الاقل مساعدتهم وتأدية الواجبات المنزلية اولاً بأول,, ولعلنا في غفلة توجيه تلك الاتهامات المعتادة للاسرة والطالب ننسى او نتناسى موقف المدرسة وموقف معلم او معلمة المادة,, لماذا تتزايد ظاهرة الدروس الخصوصية في مدرسة بذاتها عن مدرسة اخرى وماذا عن دور المناهج وسبل تطويرها وعرضها وكم التدريبات الملحقة بكل كتاب منهجي والحاجة للدروس الخصوصية.
إذ من المؤكد ان اسلوب الكتاب المدرسي الحالي المعتمد على العرض النظري للمعلومات اسلوب عفا عليه الزمن,, بل وان الالتزام بالعرض الصامت للمعلومات بتلك الصورة ومع تكدس المعلومة وغموض عرضها والتباهي بالمبالغات اللفظية والصيغ المركبة والمفردات الصعبة تعد من اهم اسباب اللجوء للدروس الخصوصية,, إذ كثيرا ما يلجأ الطالب للمدرس الخصوصي فقط ليفك طلاسم المنهج الدراسي حتى ولو كانت المادة لهذا المنهج او ذلك,, مادة علمية بسيطة في متناول الطالب العادي.
هذا وليتنا أخيراً كإعلاميين وقبل ان نشير باصابع الاتهام إلى المدرس الخصوصي ونتعامل معه معاملة خفافيش الظلام ان نعالج الاسباب التي تدعو كل عام مئات الطلبة والطالبات ان يدقوا أبواب المدرس الخصوصي ويتوافدوا امامه طلبا للعون والمساعدة قبل ان نحولهم إلى ما يشبه القناصة واللصوص فالمعلم حاليا يحتاج إلى الكثير,, الكثير,, من السمعة الطيبة حتى يقترب مرة اخرى اعلاميا ايضا إلى الصورة الجميلة التي تحدث عنها قديما الشاعر العربي أحمد شوقي,, حينما قال:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
ولا أعلم أخيراً من المسؤول عن عتامة الصورة المتداولة هذه الايام عن المعلم,, نحن ام هو,, ام الزمان,.
وإن كنت اعلم يقينا ان دراسة امكانية وجودنا في عصر تكنولوجيا الفضاء,, وهذا الارتباط العجيب بالشاشة الفضية وترجمة مناهجنا الدراسية إلى شرائط مسجلة مستفيدة من القدرة الاستيعابية العالية للعبارة المقروءة والمكتوبة في آن واحد,, عبر وسائل الاتصال الحديثة والدراسة الميدانية الجادة,, لرأي الطلبة والطالبات في المناهج الدراسية والاستفادة من تجارب الدول المختلفة وتطوير المناهج من الممكن ان يسهم كثيرا في فك طلاسم المناهج الدراسية بدون معلم,, او مترجم,, او بشفرة خاصة لها,, وكل عام,, وأبناؤنا وبناتنا بخير,.
ابتسام الصياد

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ملحق المفروشات
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved