يعتبر الحمل المصاحب بمرض السكر من أنواع الحمل ذات الخطورة حيث إن عدم الممكن في منسوب السكر في دم الام يؤثر تأثيرا سلبيا ليس فقط على صحة وحياة الام بل وعلى صحة وحياة الجنين وكذلك الام والمولود فيما بعد, وينقسم الحمل المصاحب بمرض السكري الى نوعين رئيسيين الاول هو حدوث الحمل في وجود مرض السكري عند الام والثاني هو الذي يظهر فيه مرض السكري ولأول مرة اثناء فترة الحمل وبخاصة النصف الثاني منه وفي الحمل الطبيعي يتحول الغذاء الى خدمة الجنين وذلك بتوفير سكر الجلوكوز والاحماض الامينية بالدم, ويتم هذا عن طريق هرمونات الحمل التي تفرزها المشيمة وتضاد عمل الانسولين الذي يفرز من غدة البنكرياس, فاذا فرضنا ان هناك خللا بسيطا في عمل البنكرياس فإن افراز الانسولين اثناء فترة الحمل لن يكون كافيا ليضاد عمل هرمون الحمل مما ينتج عنه ارتفاع في معدل الجلوكوز بالدم ويسبب مرض الحمل السكري, وحول انتشار الحمل السكري يتراوح بين 3 الى 12% بين الحوامل ويختلف من بلد الى آخر وكذلك بين مواطني البلد الواحد وذلك حسب اصل المنشأ, وقد يمر الحمل السكري بدون اي اعراض مرضية مثلما لمرض السكري ولكنه اذا تم اكتشافه مبكرا فسوف يؤدي الى كبر حجم الجنين مع احتمال زيادة السوائل الامينوي داخل الرحم مما قد ينتج عنه تعثر في الولادة وتعريض الام والجنين او كليهما للمخاطر ولا تتمثل المخاطر في الولادة فحسب ولكنه قد يتوفى الجنين داخل الرحم او يصير للمولود هبوط حاد في السكر بعد ولادته مباشرة وقد يستمر اصابة الام بداء السكري بعد الولادة لذا فان الكشف المبكر عن هذا المرض مهم جدا لتفادي المخاطر ويتم ذلك بين الاسبوع الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل بطرق طبية خاصة وعلاج ارتفاع السكر مع الحمل يعتمد على الحمية الغذائية اعتمادا اساسيا وكذلك تساعد التمرينات الخاصة بالحمل وقد تحتاج بعض الحالات الى استخدام ابر الانسولين ويتم ذلك العلاج في مراكز متخصصة حيث يتم التعاون فيها بين طبيب الولادة وطبيب الغدد واخصائية التغذية والمشرفة الصحية حيث إن لكل منهم دورا فعالا ومهما ومكملا للآخر فطبيب الولادة يقوم بالكشف الدوري على الام والتأكد من صحتها وصحة الجنين ويقوم بتحديد موعد طريقة الولادة, وطبيب الغدد الصماء يقوم بتحديد جرعات الانسولين ويتأكد من عدم وجود مضايقات مرضية بالنسبة للأم واخصائية التغذية تحدد الحمية الغذائية المناسبة بما لا يتعارض مع صحة الام ونمو الجنين, والمشرفة الصحية تقوم بتدريب الام على تحليل السكر واخذ ابر الانسولين وتدوين كل ذلك بالكتيب الخاص.
اما بعد الولادة فان حوالي 30% من الامهات قد يستمر معهم مرض السكري ولذا ينصح مرضى الحمل السكري بالاستمرار في الحمية للتقليل من نسبة اصابتهم بمرض السكري, اما بالنسبة للامهات اللاتي تم علاجهن بالانسولين في فترة الحمل فيختفي احتياجهن للانسولين بعد الولادة وتكون الحمية الغذائية كافية وفي كل الاحوال يجب الكشف على المولود مباشرة من قبل طبيب اطفال حديثي الولادة لعمل الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامة المولود وباتباع طريقة العلاج التي ذكرت من قبل فإن نسبة المخاطر للام والمولود بالحمل السكري تكون مثلها مثل الحمل الطبيعي باذن الله.
د, حسام الدين محمد غنيم
استشاري نساء وولادة
مستشفى الملك خالد للحرس الوطني