عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
تعقيباً على ما ورد في مقالة الدكتور عبد الله فهد اللحيدان في جريدة الجزيرة بتاريخ 24/1/1420ه في العدد رقم 9720 اعقّب بقولي: اخي العزيز كم اسفت وتألمت مما سطرته في مقالك عن أخت لنا في الله في احدى الدول التي تحارب الاسلام بين رعاياها لارضاء أسيادهم في الغرب ليبينوا انهم منهم فأضاعوا دينهم ونبذهم الغرب فأصبحوا بلا هوية كالغراب الذي اضاع مشيته عندما أراد أن يقلِّد الحمامة في مشيتها إعجابا بها فأضاع مشيته ولم يستطع ان يقلِّد الحمامة فمشى مشية مضحكة صار بها عرضة للسخرية.
أخي الكريم لا اخفيك انني تألمت مما قرأت في مقالك كما تألم الكثير غيري وانسكبت مدامعهم كما انسكبت مدامعك وتفطرت قلوبنا جميعا نحن المسلمين,, وهذا غيض من فيض وقليل من كثير من القصص المماثلة والمشابهة سواء في بلاد المسلمين أو غير المسلمين,, ولكن اخي الحبيب احب ان اقف معك وقفة من الاهمية بمكان واقول أيكفي ان تحرك هذه المآسي ومثيلاتها عواطفنا ومشاعرنا,, شيء جميل ومقبول ان نتأثر ونتعاطف ونشارك اخواننا المسلمين في جميع بقاع الارض تأييداً ومناصرة لهم,, وان نكيل لاعدائهم الويل والثبور والاستنكار لما يصنعونه,, ولكن هل هذا يكفي؟ هل يكفي ان نسطر مشاعرنا على الورق ونكيل عبارات الشجب والاستنكار على اعداء الإسلام في عصر الثقافة والاقتصاد والثقافة والقوة؟؟ هل يكفي ان نسكب الدموع حزناً على اخواننا المسلمين ونتحسر عليهم,,؟؟ اقول مؤكدا لايكفي ذلك.
اخي الكريم, انها حرب عقائدية ثقافية اراد واضعوها القضاء على الإسلام بشتى السبل,, بدعوة المرأة الى التحرر من العفة والفضيلة,, ودعوة الشباب الى الفسق والفجور,, إلخ، وذلك تحت سياج القوة والقمع بسبب خوفهم الشديد من الصحوة الاسلامية التي عمّت بقاع الارض,, وخوف العلمانيين على عروشهم وسطوتهم في بعض من بلاد المسلمين.
أخي في الله أتساءل,, ألا يوجد شيء نناصر به اخواتنا المسلمات المجاهدات المظلومات المغلوبات على امرهن في مجتمع لايعطي الإسلام وتعاليمه اي اهتمام بل يحاربه,, بغير هذه العواطف - مع اهميتها - التي لاتنفعهن عمليا في اعطاء المرأة حقوقها وحريتها من عبودية الظلم الممارس عليها من قبل اعداء الإسلام لا لشيء إلا انها تريد العفة والكرامة وممارسةحقوقها الشرعية الفطرية بعيداً عن كل مفسد وعابث؟
ألا يجدر بنا نحن المسلمين من مفكرين وكتاب وعلماء تحريك عقولنا قبل عواطفنا لايجاد حل شافٍ من الامراض الفتاكة بالمسلمين من الثقافات المستوردة,, وغيرها؟؟ قد تسألني كيف؟؟ لا اخفيك أخي الكريم ان اقول لك لا ادري,, ولكن لن يعدم المسلمون من جميع طبقاتهم وفئاتهم ومكانتهم في المجتمع ايجاد حل يقلل او يقضي على المآسي التي استفحلت,, وما استفحالها إلا لأننا نحن المسلمين تعاطفنا فقط بكلمات منمقة,, ومصطلحات براقة وكتابات مخدِّرة او مهدِّئة للمشاعر بالوعود وغيرها,, فالمسلمون في عصرنا الحاضر ليسوا بحاجة لعواطف تنثر على الورق، فهم بحاجة الى عمل جاد فعّال من جميع فئات المجتمع,, كما قيل اليد الواحدة لاتصفق,, فنحن بحاجة الى مجهودات جماعات عريضة من المفكرين والمثقفين والعلماء وغيرهم فهي تحتاج الى شجاعة منهم لابداء رأيهم والأخذ بها فكلها جهاد في سبيل اعلاء كلمة الله عز وجل,, فالجهاد ليس مقصوراً على القتال ولكن الجهاد يكون جهادا حربيا او ثقافيا او اقتصاديا او دعوياً,, او هذه الأشياء مجتمعة.
فالجهاد يكون مثمرا بإذن الله تعالى إذا كان خالصاً لوجهه الكريم وأريد به إعلاء كلمة الله عز وجل وعزة الإسلام والمسلمين.
فيا اخي الكريم الخطب جسيم ونحتاج الى التصدي بالدفاع والهجوم المبني على تعاليم ديننا الإسلامي القويم,, فيا اخي العزيز العمل الفردي لا اقلل من شأنه ولكن كما قيل الكثرة تغلب الشجاعة,, فالعمل الجماعي المتعاضد سوف يكون له الأثر الكبير بإذن الله عز وجل,, ولا أدل على ذلك في بلدنا من تعاضد ولاة الأمر مع العلماء والشعب بنبذ كل رذيلة والحفاظ على ديننا وتطبيق تعاليمه.
نحمد الله عز وجل على ان قيّض لهذه البلاد قادة يجاهدون في سبيل إعلاء كلمة الله عز وجل في جميع بقاع الارض,, وآثارهم جلية للعيان.
وكم من انموذج في تعاضد ولي الامر مع العلماء في نبذ كل رذيلة وإسكات كل ناعق تريد الافساد في الارض، واخيراً ادعو الله عز وجل ان يؤلِّف بين قلوب المسلمين ويصبحوا يداً واحدة وقلباً واحداً بالتصدي لأعداء الإسلام والمسلمين,, آمين.
محمد علي القضيب
البكيرية