* نجران صالح آل ذيبة
أكد معالي وزير الزراعة الدكتور عبدالله بن معمر ان زيارته الحالية لمنطقة نجران تنطلق من التوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني على قيام المسؤولين بمثل هذه الزيارات لتفقد احتياجات المواطنين في مناطق المملكة.
وقال معاليه ان هذه الزيارة تأتي ايضا تلبية لدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز امير منطقة نجران الذي هو احرص ما يكون على متابعة وتحقيق المزيد من المشاريع التنموية الطموحة لهذه المنطقة وحرص سموه على لقاء كافة المسؤولين في وزارات الدولة.
ولفت معالي الوزير في رده على اسئلة الصحفيين الى ان منطقة نجران تعتبر منطقة مهمة وفي موقع يحتاج الى مصادر بديلة للمياه لعدم وجود تكوينات مائية جوفية واقيمت مشاريع مصغرة تغذي المنطقة ولكن ليس بالقدر الكافي من المياه, لذلك وبحرص ومتابعة من سمو الامير مشعل فإنه يتم التفكير حاليا في ايجاد مشروع دائم لمياه الشرب وقد عملت دراسات سابقة واتضح انه توجد طبقة مائية غنية على بعد ما يقرب من 90 الى 120 كيلومترا من الجهة الشرقية الشمالية من المنطقة يمكن ان تكون المصدر الدائم لتوفير مياه الشرب مشددا على الاسراع بحفر البئر الاختبارية الاولى لتمدنا بكافة المعلومات والتفاصيل اللازمة عن نوعية المياه وعمقها لوضع الدراسات والتصاميم الكاملة لمشروع شامل ومتكامل لامداد المنطقة ومحافظاتها بالمياه العذبة.
وقال معالي الوزير المعمر في تقديراتنا الاولية فإنه بالامكان استخراج ما يقرب من 100 متر مكعب يوميا من المياه من هذا المشروع وستبقى التفاصيل النهائية حال الانتهاء من دراسة النتائج مشيرا الى انه سيتم حفر البئر في غضون الاسبوعين القادمين.
واكد ان منطقة نجران منطقة زراعية منذ القدم ومهمة وفي موقع يحتاج فعلا الى ايجاد مصادر بديلة للمياه,وتحدث معاليه عن ابرز المشاريع المستقبلية في المنطقة وقال ان هناك مشروعا للمياه قائما ومكتملا من خلال خمسة ابار ارتوازية توفر ما يقرب من خمسة آلاف متر مكعب يوميا من المياه انتهت بالكامل ومجهزة من جميع مستلزماتها سواء مضخات او مكائن او حتى خط للانابيب لنقل هذه المياه الى خزانات البلدية وحسبما بحث مع سمو الامير مشعل بن سعود فإن الوزارة ستتولى تشغيل وصيانة هذا المشروع والبدء في تشغيله حتى يمكن الاستفادة من انتاجية هذه الآبار.
واوضح الوزير المعمر ان هناك خمسة سدود صغيرة للمنطقة اعتمدت في ميزانية السنة الماضية ولكن تأخر تنفيدها للظروف المالية في السنة المالية الحالية وتوقع ان يتم تنفيذها اعتبارا من السنة المالية القادمة مؤكدا ان هناك سدا كبيرا في محافظة حبونا سيكون ثاني اكبر سد بعد سد وادي نجران وستعد التصاميم لهذا المشروع ليدرج ضمن ميزانية الوزارة لمنطقة نجران, واشار الى ان هناك بعض المواقع الاخرى المهمة التي تحتاج الى سدود لما لها من فائدة كبيرة بعد التجارب في العديد من مناطق المملكة وسيتم الوقوف على هذه المواقع لتحديد اهميتها ومناسبتها لاقامة السدود ووضع التصاميم وادراجها على مدى السنوات القادمة ضمن احتياجات المنطقة, وعن توجيهات معاليه في ظل شح المياه للمزارعين وعن الطرق المثلى للمزارع قال ان الوزارة على علم بشح المياه وقلتها في الابار السطحية ومعاناة المزارعين في عدم توفر كميات كافية وقد بحث مع البنك الزراعي العربي السعودي على اساس ان تعطى تسهيلات وقروض قصيرة ومتوسطة الاجل للمزارعين لاطالة شبكات ري حديثة تعتمد على التقطير لتوفير المياه افضل من الاسلوب المتبع حاليا وهو القنوات المكشوفة والري بالغمر التي تستهلك كميات عالية من المياه ولا يحسن الاقتصاد او الترشيد في استخدام هذه المياه وهي بكميات قليلة والموضوع يدرس في البنك الزراعي والوزارة تتابع وأبشر الاخوة المزارعين ان الوزارة تلقت ما يفيد بهذه القروض قريبا والوزارة سبق وان ابدت استعداداتها في وضع التصاميم لمثل هذه الشبكات, اما على المدى البعيد كما بحثت مع سمو الامير مشعل الوزارة سننظر الى دراسة مخططات خارج منطقة نجران ويمكن في اماكن ابعد ولكن يتوفر فيها مصادر مياه كافية ولا يكون استغلالها على حساب المياه التي ستوفر للشرب فنعد ما يوجد مواقع مناسبة وكميات كافية من المياه سينظر في وضع توزيع المزيد من الاراضي الزراعية وايضا ضبط اي مشاريع مستقبلية قادمة بنهج وتوجه الوزارة بالنسبة للمشاريع الزراعية التي تقتصر في الاستهلاك للمياه، على سبيل المثال الفواكه، والخضروات، وزراعة النخيل، واعتقد منطقة نجران تشتهر بمحصول جيد وهذا من ضمن ما تسعى اليه الوزارة، ونجران تشتهر الآن بزراعة الحمضيات وهي المنطقة الوحيدة التي نجح انتاج هذا المحصول بشكل جيد وبنوعية مميزة وحظيت باستحسان وتقبل مذاق كل المستهلكين سواء في المملكة او كميات صدرت ولو انها قليلة الى خارج المملكة.
وعن جائزة الامير مشعل بن سعود للمزارع المثالي قال: اعتقد هذا توجه كريم ودعم وتشجيع كافة المزارعين ووجود مثل هذه الجائزة ستخلق روح التنافس بين هؤلاء المزارعين وتزيد من مثابرتهم في عملهم الدؤوب في مجال الزراعة وايضا التوسع في الجوانب التي تحقق المكاسب الجيدة لهؤلاء المزارعين من حيث التقيد بما هو جديد من اساليب الري الحديثة او استخدام المكافحة الحيوية للمحاصيل واساليب الري وتحسين الاداء بالمحافظة على المزرعة ونوعية المحصول وايضا وسائل التسويق المبتكرة والمتبعة وجائزة الامير مشعل هي لتحقيق هذه الاهداف واشكر سمو الامير على طرح هذه الجائزة والوزارة ستدعم بجهدها هذا الدعم بكل ما تستطيع, من جانب آخر اقام صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن سعود امير منطقة نجران حفل عشاء مساء امس الاول السبت لمعالي الدكتور المعمر والوفد المرافق، كما قدم سموه هدية تذكارية عبارة عن درع الامارة لمعالي وزير الزراعة تقديرا لما يوليه تجاه الزراعة في المنطقة من اهتمام.