تمثل زيارة فخامة الرئيس محمد خاتمي رئيس جمهورية ايران الاسلامية للمملكة التي بدأها أول امس نقلة هامة، تنطلق بها العلاقات الثنائية بين الدولتين الصديقتين نحو آفاق فسيحة من التعاون في شتى المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والثقافية بما يخدم مصالحهما المشتركة، ويخدم مصالح الامة الاسلامية خصوصا وان المملكة وايران تمثلان ثقلين راجحين في العالم الاسلامي، كما انهما جارتان في ذات المنطقة الخليجية الاقليمية ذات القيمة الاستراتيجية العالية بالنسبة لمصالح مختلف دول العالم, ولقد تناولت محادثات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مع ضيفه الكبير فخامة الرئيس محمد خاتمي تلك الابعاد التي يرجى ان تكون قاعدة مشتركة لعلاقات التعاون وتقريب وجهات النظر العربية / الخليجية في القضايا الخلافية على مستوى العلاقات بين دول مجلس التعاون والجمهورية الايرانية الاسلامية، وهي خلافات لا تستعصي على المعالجة بمنطق التفاوض خاصة في مثل الخلاف الايراني / الاماراتي بسبب الجزر الثلاث,
وهناك اتفاق في مسألة حيوية للغاية وهي المسألة الامنية لمنطقة الخليج حيث لا خلاف على ان امن المنطقة مسؤولية دولها التي يمكن ان تحقق التنسيق الامني فيما بينها,وهناك مسألة تجارة النفط التي تعتمد عليها دول المنطقة في عائداتها النقدية وتحقيق التوازن في موازين مدفوعاتها وضمان استمرار الوتيرة المتسارعة في النشاطات التنموية الاقتصادية، الانتاجية، والاجتماعية الخدمية,وتتطلع دوائر سياسية واقتصادية عالمية، باهتمام متزايد الى نتائج هذه الزيارة التي تحدد الكثير من مسارات السياسات الاقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بالتضامن الذي يخدم القضايا الاسلامية التي تعمل الدولتان على الدفاع عنها فضلا عن قضية السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقه في اعلان دولته المستقلة على ترابه الوطني.
الجزيرة