القاهرة - أ,ش,أ
استعادت اسعار خامات النفط الرئيسية مكاسبها في تعاملات اسواق البترول العالمية خلال الاسبوع الماضي بعد أيام متصلة من الانخفاضات الطفيفة التي أوجدت مخاوف لدى التجار من تبخر المكاسب القوية التي حققتها الأسعار اثر قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول اوبيك بخفض سقف الانتاج بواقع مليون و700 ألف برميل يوميا اعتبارا من أول ابريل الماضي.
وبلغ متوسط سعر البرميل من خام برنت القياسي المستخرج من بحر الشمال 15 دولارا و98 سنتا لتعاقدات يوليو المقبل في الاسبوع الماضي وذلك بالمقارنة مع 15 دولارا و88 سنتا للاسبوع السابق.
وقال خبراء متخصصون في تصريحات لوكالة انباء الشرق الأوسط ان القفزات الحادة التي حققتها اسعار النفط بعد اتفاق لاهاي الذي اعتبره المحللون نواة لاتفاق الأوبيك لم تجد ما يبررها خاصة انها بدأت قبل ان يتم تخفيض برميل واحد من التعهدات التي قطعتها دول الأوبيك على نفسها ومن ثم كان من الطبيعي ان تعود الاسعار نحو الارتداد العكسي في الفترة الأخيرة التي تشهد ظروفا موسمية تؤثر دوما على معدلات الطلب النفطي.
واضاف الخبراء ان ظهور مؤشرات تؤكد التزام دول الأوبيك في شهر ابريل بما نسبته 85 بالمائة من التخفيضات التي اقرتها في اجتماعها الأخير اضفى مصداقية على القرار واسهم في اعادة جزء من المكاسب الى أسعار النفط التي لامست مستويات لم تشهدها منذ ما يزيد على العام.
وأكد الخبراء ان استمرارية التزام الدول التي تعهدت بالتخفيضات من داخل وخارج الأوبيك والتي يصل مجموعها الى 2,1 مليون برميل يوميا يعد ضمانا كفيلا بسحب الفوائض الضخمة في المخزونات النفطية التي حالت كثيرا دون استجابة الاسعار لمبادرتي التخفيض السابقتين اللتين اقدمت عليهما الأوبيك.
وتشير الأرقام الواردة بشأن انتاج الأوبيك خلال شهر ابريل الماضي الى ان حجم الانتاج الفعلي للدول الاعضاء قد بلغ 23,63 مليون برميل يوميا مقابل مستهدف قدره 22,98 مليون برميل يوميا بما يعبر عن زيادة في الانتاج بلغت 650 ألف برميل يوميا.
وفي غضون ذلك حذر السيد يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم الجزائري الرئيس الحالي للأوبيك من أن السوق البترولية العالمية لم تستقر نهائيا على الرغم من التحسن الطفيف الذي طرأ على اسعار النفط وتحسن الطلب العالمي على الخام نظرا لعودة سوق الدول الآسيوية التي شهدت أزمة اقتصادية ونقدية في العام الماضي, ودعا يوسفي في تصريحات صحفية الأوبيك الى انتهاج سياسة أكثر صرامة لتفادي ان يؤثر هذا المستوى العالي للمخزون على السوق النفطية وبالتالي على الأسعار,, معتبرا ان ارتفاع اسعار البترول مقارنة بأسعار العام الماضي لا يعد كافيا حيث لا يزال مستوى المخزون مرتفعا بصورة كبيرة.
وبالنسبة للتحركات السعرية لخام برنت في اسواق لندن الاسبوع الماضي فقد غلب عليها الاستقرار بعد ان وصلت الى مستويات مرضية فقد انهى الخام تعاملات يوم التداول الأول في الاسبوع الأخير عند مستوى 16,25 دولارا للبرميل وتقلص بواقع 25 سنتا في ختام تداولات الثلاثاء ثاني أيام التعامل مسجلا 16 دولارا.
وواصل البرميل من خام برنت انخفاضاته ومني بتراجع بلغ 50 سنتا في نهاية تعاملات الاربعاء وصلت بسعر البرميل من تعاقدات شهر يوليو القادم الى 15,50 دولارا ثم عاود الارتفاع مرة أخرى وزاد بواقع 40 سنتا مع نهاية تعاملات الخميس مسجلا 15,90 دولارا للبرميل.
واختتم خام برنت تعاملات الاسبوع الاخير بارتفاع جديد حيث وصل سعر البرميل الى 16,25 دولارا.
تجدر الاشارة الى ان الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبيك الذي عقد بفيينا في الثالث والعشرين من مارس الماضي اقر خفضا في سقف انتاج المنظمة بواقع 1,7 مليون برميل يوميا يتم تنفيذه اعتبارا من أول ابريل الجاري اضافة الى تعهدات جملتها 400 الف برميل من دول خارج المنظمة.
كما اتخذ الاجتماع الوزاري للمنظمة الذي عقد بامستردام في الرابع والعشرين من يونيو عام 1998 اتخذ قرارا بخفض سقف انتاج المنظمة بواقع مليون و380 ألف برميل يوميا اعتبارا من أول يوليو المنقضي فيما اتخذ الاجتماع الطارىء للمنظمة الذي عقد بفيينا في شهر مارس عام 1998 قرارا بخفض سقف الانتاج بواقع مليون و245 مليون برميل يوميا اعتبارا من أول ابريل من العام نفسه,
وتعهدت عدة دول أخرى من خارج الأوبيك باجراء المزيد من التخفيضات الامر الذي ارتفع باجمالي المسحوبات الى ثلاثة ملايين برميل يوميا تقريبا استهدفت اعادة الاستقرار الى اسواق النفط العالمية وسحب المخزونات النفطية الضخمة من الأسواق.
|