ياعين جودي بدمع الحزن والالم

جودي بدمع سرى من فيضه بدمي

جودي على عالم الدنيا ومرشدها

على ابن باز فقيد العلم والشيم

على مسار سرت من هديه امم

فاستضاءت به في داجي الظلم

من هدي خير الورى قد كان منهجه

فوارث العلم يهدي الناس في الدهم

شيخ الشيوخ ومفتي الارض قاطبة

وواعظ الناس في حسن من الكلم

بحر العلوم الذي فاضت شواطئه

فأسقت الناس من عرب ومن عجم

مسالك العلم لم تنضب مناهلها

منها استقى كل ملتاع وكل ظمي

عبدالعزيز ابن باز كان منبعها

حتى ارتوت كلها بالخير والنعم

قاضي الأنام الذي تجري عدالته

لم يخش في الله اهل العذل واللوَم

قد كان كالطود للإسلام ان وفدت

معاول الهدم والتشكيك والتهم

وكان حصنا منيعا راسخا ابدا

وثابتا في المآسي غير منهدم

ولّى عظيما,, كأن الارض تندبه

كأن اشجارها تبكي مع الاكم

الله اكبر كم اعطى لأمته

بالقول والفعل والتصنيف بالقلم

الله اكبر كم افتى من البشر

لم يأل جهداً ولم يشكو من السأم

منابر العلم ولّى غاب سيدها

تعولت في عويل الواجم البكم

مجالس الفقه والتفسير كان لها

وكان في مجمع العلماء كالهرم

كم من علوم لأهل النحو علّمها

فيها الكسائي والزجاج في بهم

يا من رآه وثوب الزهد يلبسه

وليس تالله من شح ومن عدم

بل سنة المصطفى المختار ينهجها

ومن يحب النبي الحق يأتمم

وحسبه انه قد كان ناصرها

مناقب الشيخ بين الناس لم ترم

يالائمي كف عن لومي اذا ذرفت

عيناي او شفها حزني فلم تنم

ابكي على من بكته الناس قاطبة

على ابن باز التقي العالم العلم

على الذي كان فوق الارض مجتمعا

في شخصه امة كانت من الامم

ابكي على امة قد مات عالمها

فموته ثلمة من اكبر الثلم

لاينزع الله علم الدين يرفعه

بل بالمنايا وموت العالم الفهم

ابكي على امتي مما ألمّ بها

في غيبة الشيخ قد تلتاع باليتم

يا امة انجبت ابن باز افتخري

وانجبي مثله في العلم والعظم

يارب فارحم فقيداً كان في زمن

يضيء للناس بالتوحيد في العتم

معلم الناس ابن الباز ارحمه

يافالق الصبح من دوامة الغسم

اكرمه يا خالقي واجعل منازله

في جنة الخلد يا ذا الجود والكرم